مقالات وآراء

المرأة أيقونة المقاومة وسنديانة النضال والقضية

‭}‬ عباس قبيسي
أثبتت المرأة عبر الزمن أنها أيقونة المقاومة ورفيقة النضال وسنديانة القضية وشريكة النصر، وقد سطّر التاريخ العديد من الملاحم البطولية لنساء مناضلات مقاومات وشهيدات ضدّ العدو الصهيوني، ووقفن جنباً إلى جنب وكتفاً إلى كتف مع الرجل، وثبّتن الشجاعه بقلوب أزواجهنّ وأولادهنّ، وهي بنت جيل تعرف معنى الوطن وأبجدية الوطنية وحملت قضيتها في عنقها دفاعاً عنها.
لقد فرضت ظروف الحرب على اللبنانيين والفلسطينيين عامة والنساء بصورة خاصة أن تكون المرأة الى جانب الرجل في ميدان المقاومة، الذين تعرفهم صباحات القرى وأزقتها وتراب الأرض تعرفهن جيداً، الشهيدة دلال المغربي والاستشهادية سناء محيدلي وغيرهن الكثير ممن نفذن عمليات نوعية وسجلن ملاحم تصد بطولي كما حصل في معركة – قضاء صور.
المرأة المقاومة في بلادنا تحمّلت وما زالت مشاقّ الصراع، لذلك نراها في عين الاستهداف، تقع ضحية الأسر وجرائم الحرب وجرائم ضدّ الإنسانية والإبادة الجماعية والانتهاكات الجمّة التي تحظرها اتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية جنيف، وهذا يستوجب التوسع والتدقيق في التقارير المتعلقة بهذه الاعتداءات وإجراء المقتضى بمحاسبة المسؤولين الصهاينة وجيشهم النازي، أمام المحاكم الدولية والرأي العام الدولي وإيقاف التحريض على ارتكاب مثل هذا العنف، وإذا استمرّت مثل هذه الأفعال فإنّ مصداقية القانون الدولي على المحكّ وقد يتعرّض لضربة هائلة وسيكون من الصعب التعافي منها، لأنّ المرأة هي العنصر البشري الأساسي من مكونات المجتمع في مواجهة آلة الحرب الهمجية وبأن وجود المرأة القوية يعني مجتمعاً قوياً…
هنا لا بدّ من الحديث والتطرق إلى واجبها وإثبات ذاتها وتأهيلها وتمكينها للولوج إلى سوق العمل، وهي كانت وما زالت رفيقة السلاح والكفاح واليوم أيقونة المقاومة، والمسؤولية تجاهها تكون عبر الوقوف معها كأمّ وأخت وابنة ومساندتها نفسياً واجتماعياً لتنشئ جيلاً واعياً مفكراً ومثقفاً تصارع صولات الزمن المُرّه وهي واقفة للحفاظ على ما تبقى من الوطن المنهوب وحق العودة المسلوب، ولاستكمال تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولضرورة مساندتهنّ والبحث عن سبل دعمهنّ وتوفير الرعاية الاجتماعية والنفسية لهنّ وإعادة تأهيلهنّ ومساعدتهن في الاندماج بالمجتمع بما يكفل لهنّ حياة كريمة حرة توفر الرعاية لهنّ ولأطفالهنّ وفق برامج وخطط مدروسة ونقلهنّ من واقع المعاناة والعوز إلى واقع العمل والإنتاجية… لذلك من الواجب الإنساني والأخلاقي الوقوف بجانبهن بعد الآثار السلبية التي تخلفها الحرب على صحتهن النفسية وما زالت صور معاناتهن راسخة في الأذهان.
إنّ برامج تأهيل المرأة ودمجها مجتمعياً من أهمّ الاستراتيجيات الأساسية وذلك من خلال التعليم والتدريب المهني مما يلبّي احتياجاتها وينمّي قدراتها في عدة مجالات والهدف الأساسي للتمكين الاقتصادي والاجتماعي هو تعزيز المساواة والحماية الاجتماعية ويرمي مشروع تمكين المرأة إلى كسر حلقة الفقر والبطالة وانعدام الأمن والأمان الذي يشكل عقبة أمام ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ويهدف إلى تمكينها من خلال ورش عمل وإخضاعها لبرامج تدريبية تعزز من قدراتها ومهاراتها وإمكانياتها العلمية والعملية للولوج في سوق العمل ومساعدتها في بناء مشروعها الخاص والتسويق لمنتجاتها وتوفير بيئة عمل حاضنة آمنه ومناسبة.
وأخيراً لقد حان الوقت لإعادة وصول المرأة إلى فرص عمل ورسم خريطة طريق شاملة وسدّ الثغرات والفجوات التي تعيق مشاركتها وإثبات ذاتها من خلال تطوير وتحديث القوانين والتشريعات والسياسات التي تتناول المشاركة الاقتصادية والتركيز بشكل خاص على الفئات المعرضة للمخاطر كالنساء ذوي الإعاقة الذين يعيشون على هامش الحياة.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى