ثقافة وفنون

إنَّ الفـداءَ هـو الطـريـقُ الأوضـحُ

‭‬

الأمين يوسف المسمار‬

الى الفادي الذي قال لحظة إعادة وديعة أمته بفدائه: “في هذه اللحظة سيعدمونني، ولكن أبناء عقيدتي سينتصرون وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي” ليبقى حزب عقيدة حياة الأمة، حزب حياة النفوس العزيزة التي فرضت حقيقتها على هذا الوجود دليلاً الى عز البقاء والبقاء بالعز. أهدي الى بنات وأبناء الحياة العزيزة هذه الخواطر.

أنـغـــامُ تـحـسيـنِ الحــيـــاةِ تَـفَــتُّــحُ
وتـيـقـظ ٌ يهـوى النهـوضَ ويَـصـدحُ
ألحـانُهـا امـتـزجـت بـمـا لا ينـتـهـي
من روعـةٍ بـشـذى النـبـوغِ تُـرنـدحُ
نَهـدت نسائـمُـهـا فـفـاضَ صـفـاؤُهـا
حــقــا ً وخــيــرا ً بالجـمـال ِ يُـلَـقّــحُ
فـيهـا ابتدى الإنسانُ حرفَ صعـوده
نحــو الســـمـاء ِ وللإلــه ِ يـُسَــبّـِــحُ
فـتـفـتـحـت في وجـهــهِ الـدنـيـا بمـا
فـيـهـا عـن السـرِّ المُـقـدَّسِ تُـفـصـِحُ
ســرُّ الحـيــاةِ نُشــوؤُهـا ونُـمُـوُّهــا
وسُــمُـوُّهـا المُـتـصـاعـدُ الـمُـتَـفَـتّـِحُ
فـمن استـعـانَ بعـقـلهِ انـطـلـقـت بـه
روحُ المعـارفِ كـلَّ لُـغـزٍ تُـوضـِحُ
أمـا الـذيـن تَــشَــبَّـثــوا بضـلالهــم
فمصيـرُهـم وسـط الضلالِ تأرجُـحُ
لا يَـكـشـفُ الإنســانُ سِـــرَّ وجــوده
إن كـان فـي لُـجَـجِ العـمـاوةِ يَـسـبـحُ
لـم يُـخـلـق ِ الإنســانُ الإ كـيْ يـعي
أن الإلــهَ بـمـا قـضـى لا يَـمْــزحُ
خَـلْـقُ الإلــه ِ هــوَ الـكـمـالُ بـعـيـنـه
هـل يَـفـهـمُ الإنسانُ مـا لا يُشــرحُ؟!
فـجـمـالُ أنـفـسنـا صـلاحُ نـفـوسِـنـا
وصلاحُـنـا الفـعـلُ الجـميلُ الأصـلَـحُ
إن لـم يكـنْ غـرسَ المحـامـدِ غـرسُـنا
هـيهـات نـظـفـرُ بالسـمـاءِ ونـنجــحُ
إن لـم يـكـن نـورَ البصـيـرة نــورنُـا
لا نُـدركُ الســــرَّ الخـفيَ ونَـلـمــحُ
إن لـم يـكـن نـهــج البطـولةِ نَـهـجـنا
أبــدا ً نَـظـلُّ بـجـهــلِــنـا نَــتَـبَـجَّـحُ
إن لـم نـكـنْ أهــلا ً لنُـصـلـحَ حالـنا
فـمـصيـرُ أمـتـِنـا المـصيـرُ الأقـبَـحُ
إن لـم نـكـنْ كُـنـهَ الحـيـاة ِ وشـوقـهــا
لـذرى الـتـفــوُّق، لا نـفـوزُ ونـربــحُ
فـمـع انـتـفـاضـةِ شعبنا الفجـرُ انجـلى
والـقـدسُ عـادت بالـقـداســةِ تـفـرحُ
وبأهـلِ غـزة أشرقت شمسُ الوفى
بـدمائـهـم أهــلَ الـمـروءة صـبّـحـوا
واسـتـيـقــظ الـتاريـخ ُ في غـزة ْ التي
روحَ الـتـحـرّر في الخـلـيـقـة تـلـفــحُ
فتـجــاوب اليـمـنُ الجـديـدُ بـوقــفــةٍ
بـوفـائـهـا وجــهُ الـوفى يـتـصـحــحُ
وأصـالة ُ الشـعـبِ العـظـيمِ تَـفَـجَّـرت
قــدرا ً إلى غـيـر العُــلى لا يَـجـنـحُ
ومـع المـقــاومـةِ الأبــيـــةِ بـالـفــدى
بيروتُ أصـلحـت الوجـودَ وتُـصـلـِحُ
ومـع المهـاجـمـةِ العـزيزةِ أصبحـت
بـغــدادُ تـاريـخَ الشعـوبِ تُصـحِّـحُ
ومـع البطـولـة في دمشـق استيقـظت
روحُ الحـضــارة بالـدمــاءِ تُـكـافـحُ
ومـع الأشــاوسِ في الشـــآمِ تـآكـلـت
روحُ التغطرسِ والطغـاةُ تـشرشحوا
وتألـقــت الـكـويـتُ بالـوعـي الــذي
إلا بـمـا يُـرضي الـوفـى لا تســمـحُ
وعـروبــةُ الـيَـمَـنِ الـجـديـدِ تـألـقــت
بشجـاعــةٍ وجـهَ الطُـغــاةِ تُـشَــرّحُ
يا شــام، يـا عَـمَّـان، يا أرض العروبـةِ
لم يعدْ للذلِّ في أرضِ العروبة مَطـرحُ
فـإرادةُ الأحـــرارِ صــارَ لهــيــبُـهــا
قـَــدرا ً بـنــورِ المُـبـدعــيــن يُـلَـــوِّحُ
قـدمـوسُ يهـتـفُ شاهـرا ً قـلـمَ الهُـدى
وبـكـلِّ مـا يـقـضي التَـنَــوُّرُ يَـنـصَـحُ
والـبـاذلـون دمـاءهــم مـلأوا الـدُنـى
وسـتائـرَ النُـجُـم ِ العـصـيـة ِ جَـرَّحـوا
ومـسـيــرة ُ الأحــرارِ عِـــزٌّ كُــلّـهـا
فَـضَحَت نـوايــا الخائـنـيـنَ وتَـفـضـحُ
صـوتُ الإبـــاءِ مُـزلـزلٌ ومُـزوبــعٌ:
إنَّ العـطــاء هــوَ الـبـيــانُ الأفـصَـحُ
وبـلاغـة ُ التعبـيـرِ أفـضـلُ حِـكـمَـة ٍ
للـنـاسِ تَـكـتـنـزُ الإبـــاءَ وتَـشــرحُ
زيـتُ الوضـوحِ هـو التَـدَبُّـرُ والهُـدى
بهـما النـفـوسُ إلى الألـوهـةِ تَـنـزحُ
مـا صَـحَّ إلا َّ بالهــدايــةِ والـفـِـدى
دربٌ إلى قـِمَـمِ الكـرامـةِ يُـفــتَــحُ
تـموزُ في وجـهِ المـصـاعبِ دائـما ً
مُتجددٌ في عـزمِ أبناءِ الكرامةِ يَصدحُ
في كـلِّ جـيــل ٍ يَـسـتـمـرُ هُـتـافُــنــا:
لا يــرفــعُ الإنـســانَ إلا الأصـلـحُ
تـمــوزُ يـعـني أن نُـمارسَ وعــيَـنـا
وبلحن ِ فـلسفـة ِ البطـولـة ِ نُـفـصـِحُ
تـمـوزُ يـعـني أن نـغـادرَ جـهــلـنـا
وإلى مـيــاديـن المـعـارف نسبــحُ
تـمـوزُ يـعـني أن نـحـررَ فـكـرنــا
مـن ويـلِ آفـاتِ العـصور فَـيَصْـلُـحُ
تـمـوزُ يـعـني أن تـكـونَ دمـاؤُنــا
مَـطَـراً إذا فَسُــدَ الـوجـودُ تُـمَـلِّــحُ
تـمــوزُ يـعـني أن تـظــلَّ ريـاحُـنـا
بـالـعــزِّ أجـيـالَ الخـلـيـقــةِ تـَـلـفـَـحُ
تـمـوز ُ يـعــني أن فــيــنـا قـــوَّةٍ
لا شـيء يـُطـفـئُ نـارَها أو يَكـبـحُ
تـمـوزُ يـعـني أن نعـيـشَ أعـزّةٍ
ونـظـلّ أبـوابَ التســامي نَـفْــتَــحُ
تـمـوزُ يـعـني أنَّــنــا بـنـتـاجـنـا
أبــدا ًعـقـيـدتُـنـا السُــمـوُّ الأرجــحُ
من رامَ أن يحـيـا عـزيـزاً دربـُـه
أبـــدأ تُـعـبـقــرُ بالـهُــدى وتُـلــوّحُ
وتـطــالُ آفــاقَ الـفــداءِ بـمـوقـفٍ
حُـرّ يُـزيـلُ المبهـمـات ويـكـشـحُ
ويـشُــق للأجـيـال دربَ كـرامـةٍ
تُـفـني الفـناء وعُـمـرهـا لا يُمسحُ
وتُـجَـددُ الـتـاريــخَ بالـوعـي الـذي
في نهـضة الأجـيـالِ نـوراً يُصبحُ
وتُعـلِّـم الأبطــالَ كي يـبـقــوا عـلى
نهـجِ البطـولة مهما ضـاقَ المسرحُ
روحُ الـفــداء تـدفـقُ الـنبـعِ السخي
بكــلِ أشـــواق التـسامي يـطــمـحُ
لـغــدٍ جـمـيـــلٍ لا يَـطـــالُ حــدودَه
الإ َّ الألى بســنا السُـمـوَّ تسلـحـوا
مـا دامَ تـمـوزُ المُـحَـرّكُ فاشـمـخي
يـا سـورية ولَك ِ الفـضـاءُ الأفـسَـحُ
نـبـعُ الفـــداءِ تَـدفـُّــقٌ مُـتَـواصـلٌ
جـيـل ٌ يَغـيـبُ وألفُ جـيـلِ ينضـحُ
إنّ الصراعَ هـو السبـيـلُ الى العُـلى
وكـذا الفـداءُ هو الطـريـقُ الأوضحُ
إن لم نكن طـوفان فـعـلٍ في العـطاء
فـلا كــلامٌ يســـتــقـيـمُ ويَـصـلــحُ

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى