أخيرة

دبوس

هذا الغرب وشروره

 

ما انّ تردّد وسائل الإعلام تلك الادّعاءات المسرّبة بأنّ إيران تزوّد روسيا بأنواع معينة من المُسيّرات الانقضاضية، أو بالصواريخ الباليستية، حتى تقوم الدنيا ولا تقعد في الغرب المنافق، فيتصدّى الكيّالون الذين يزنون الأمور بمكاييل مختلفة، حسب الحاجة، وحسب الحالة، وحسب الموقف، كلّ له مقاله، وكلّ له حديثه، فإنْ قامت إمبراطورية الشر العظمى بتزويد أوكرانيا أو الكيان الصهيوني بكلّ أنواع القنابل، الانشطارية، أو الاهتزازية، أو العنقودية، فكلّ ذلك مباح، ولا غبار عليه، وإذا قامت بريطانيا أو ألمانيا بتجربة آخر ما وصلت إليه مختبرات الموت في بلادهم على شعوبنا وعلى البلدان المستضعفة، فإنّ ذلك أمر متاح ولا مشكلة في ذلك، أما أن نحاول ان ندافع عن أنفسنا، أو ان نقدّم يد العون بعضنا لبعض للتصدّي لتغوّلهم وإجرامهم، فإنّ ذلك أمر مستهجن ويستدعي الاستنكار والشجب وإقامة العقوبات والحصار والملاحقة…!
هكذا هو هذا الغرب الفاجر، يبادر بانتهاك استقلال وسيادة وخصوصية الشعوب، وحينما تحاول هذه الشعوب الدفاع عن نفسها، فالويل والثبور، وعظائم الأمور، يتفنّنون في ابتكار تكنولوجيا القتل، ويفردون لهذا الشأن ميزانيات هائلة، للسلاح النووي، التكتيكي والاستراتيجي، للذكاء الصناعي، للسلاح الكيميائي وللسلاح الجرثومي ولآخر صرعات القتل الانتقائي، حيث يقتل السلاح الكيميائي أو الجرثومي الناس على أساس عرقي جيني، فيقتل الأسود او الأسمر او الأصفر، ولا يُصاب الذهبي بأي أذىً…
أيّ عقل شيطاني هو هذا العقل؟ ولماذا يتأبّط دائماً الشر في تعامله مع الآخر؟ لماذا حينما وطأت أقدام هذا الانسان الأنجلوساكسوني الذهبي شواطئ أميركا الشمالية، لماذا لم يفكر بالتعايش مع السكان الأصليين؟ ولماذا قرّر إبادتهم والاستيلاء على أرضهم، والحلول محلّهم؟ لماذا كل هذا الشرّ، وهذه الرغبة الجامحة في إزالة الآخر؟ وماذا سيحلّ بالبشرية لو فكر كلّ واحد فينا بنفس الطريقة التي يفكر فيها هذا الوحش؟
أسئلة لا إجابة عليها الآن، سيعلمنا الله عليها حينما نلتقيه، ولكن الحقيقة المؤكدة والغير ملتبسة فهي انّ من واجبنا أن نلجأ كارهين الى تطوير قدراتنا وإمكاناتنا التكنولوجية على القتل مضطرين، لأننا لا نملك خياراً آخر سوى هذا الخيار، كيما نردع هذا الوحش، ونفيقه من غلوائه وجنوحه المريض نحو القتل والاستحواذ وإلغاء وإقصاء الآخر، ظانّاً أنّ الأمر سيستتبّ له، وسيعيش وحيداً على ظهر هذا الكوكب.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى