القمة العربية ليست أكثر من قمة رقمية
عمر عبد القادر غندور*
لم ترق القمة العربية الثلاثين في تونس الى المستوى الثالث من اهتمامات اللبنانيين والعرب، وقد ألفوها قمماً تافهة هي رقمية أكثر منها عملية، وسقفها صورة فولكلورية جماعية لمن حضر!
وقمة تونس التي «لملموا» عناصرها في آخر لحظة لم تمنع حرد البعض وامتناع آخرين عن خوض نقاشات حادة تعبّر عن هزالة التضامن العربي في مواجهة أصغر التحديات!
الرافعة الوحيدة لهذه القمة قادها الرئيس اللبناني العماد ميشال عون رئيس أصغر بلد من حيث المساحة وأكبر بلد على مستوى الفاعلية والإبداع، عندما ألقى كلمة لبنان وقال للملوك والرؤساء والأمراء «ماذا يبقى من السلام في مواجهة القرارات المصيرية الكبرى والصفقات التي تلوح لمصلحة كيانات عنصرية طائفية وفرض واقع سياسي وجغرافي يلاقي ويبرّر قيام الدولة اليهودية العنصرية، ولا يجوز التعاطي مع نضال الشعب الفلسطيني بالتمنيات دون إقرار مساعدات فورية للشعب المحاصر، والاكتفاء بخطابات المزايدة في مواجهة ضمّ الجولان الى «السيادة اليهودية» و «أسرلة» القدس الشريف.
وفي السياق عينه، كرّر رئيس ما يسمّى «السلطة الفلسطينية» محمود عباس ما قاله سماحة الأمين العام لحزب الله في وقت سابق إنّ العدو الصهيوني يهيّئ لقرارات أشدّ قساوة عندما يضمّ الضفة الغربية الى كيانه باعتبارها «يهودا والسامرة» تاركاً لغزة قيام دولتها الفلسطينية في القطاع وجزء من سيناء، بإشراف ورعاية وحماية الولايات المتحدة ومباركة الأعراب من المطبّعين!
وفي زحمة هذه الكوارث التي تعدّ لها «إسرائيل» وأميركا تحدّث ملك العائلة السعودية و «حامي الحرمين الشريفين» عن «الخطر الإيراني» على البلاد العربية!
وهكذا أسدل الستار على القمة الثلاثين ببيان إنشائي أكد فيه سيادة دولة الإمارات العربية على الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي تحتلها إيران!
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي