سنفتقد رجلاً تحسّس آلام الناس ومعاناتهم
جوزف قصيفي
تعود معرفتي بالوزير علي قانصو – رحمه الله – إلى كلية التربية في الجامعة اللبنانية.
وقد تخرّج منها، فيما كنت في السنة الثانية أتابع تخصّصي في اللغة العربية وآدابها. كنا نلتقي في حرم الكلية، نتبادل التحية وحديثاً عابراً. كنا متباعدين سياسياً وعقائدياً، لكن شخصيته الودودة، وتواضعه وتهذيبه الرفيع، وأدبه الجمّ، كانوا جواز مروره إلى قلوب عارفيه.
وعندما كان وزيراً للعمل زرته برفقة نقيب المحررين الراحل ملحم كرم سعياً لضمان صحي يشمل الصحافيين غير المضمونين، فحاول وبذل جهداً كبيراً، لكن التعقيدات الإدارية، وتباين آراء مجلس إدارة الضمان يومذاك، فوّتت عليه فرصة تحقيق هذا الإنجاز.
وقبل ان يتمكّن منه المرض، كانت له مواقف مؤيدة لنقابة محرري الصحافة اللبنانية واستقلاليتها من موقعه كوزير، وكمسؤول حزبي.
بغياب الوزير علي قانصو يفقد لبنان رجلاً عصامياً، مناقبياً، ودوداً، متحسّساً آلام الناس ومعاناتهم، ومبادراً في طرح كلّ ما يعود عليهم بالخير والاستقرار.
سيفتقد إليه اللبنانيون وجهاً أليفاً، ومحبّباً، كما حزبه الذي تولى فيه أعلى المناصب، وعائلته الصغرى التي فجعت برحيله، وهو بعد في عزّ العطاء، تليق به الحياة، ويليق بها.
أحرّ التعازي، وأصدق الابتهال الى الله كي يتغمّده بواسع رحمته، وليكن ذكره مخلّدا.
أمين سر نقابة محرري الصحافة اللبنانية