قمة الناتو السبعين فرّقت بين الأعضاء أكثر مما جمعتهم

اختتمت القمة السبعون لأعضاء الناتو أعمالها في لندن ببيان ختامي أكدت فيها «مواصلة الحوار مع روسيا، وضرورة مشاركة الصين في محادثات الحدّ من السلاح مستقبلاً، ومراجعة خطط الدفاع لحماية بولندا ودول البلطيق»، معتبراً الهجوم ضد أي دولة في الحلف هجوماً على الجميع.

وكانت القمة السبعون قد انطلقت منذ الثلاثاء لمناقشة تجاوز أجواء التوتر السائدة بين الأعضاء والانطلاق نحو مرحلة جديدة ومناقشة ملف عودة اللاجئين السوريين وقضية العدوان التركي على سورية، في أجواء حافلة بالنزاع حول الغاية من تأسيس الحلف واتجاهه الاستراتيجي، خاصة بعد وصفه بأنه يعاني من «موت سريري».

وقال الرئيس الفرنسي ماكرون لدى حضوره في القمة إن «على قادة الحلف التوصل لحل للقضايا الإستراتيجية الرئيسة»، مشيراً إلى أن انتقاده لـ»الحلف أثار مناقشات ضرورية».

وأضاف: «الدفاع عن أوروبا ليس خياراً أمام حلف شمال الأطلسي، لكنه إحدى ركائز هذا الحلف».

وعقدت اجتماعات ثنائية بين رؤساء الناتو الثلاثاء كشفت عن خلافات واضحة وجلية بين الحلفاء، إذ انتقد ترامب تصريح نظيره الفرنسي ماكرون بأن الحلف في حال «موت دماغي»، كما عاب ترامب على رئيس الوزراء الكندي عدم التزام بلاده بحصتها في إنفاق الناتو.

وبرزت أيضاً في الآونة الأخيرة خلافات أخری بين أعضاء الحلف بشأن دعم أو معارضة العملية العسكرية التركية في الشمال السوري.

وأكد البيان الختامي للقمة وحدة الحلف وقوته، رغم الخلافات التي برزت بين أميركا وفرنسا وألمانيا بشأن وضع الناتو وتقاسم الإنفاق عليه واستراتيجيته كما شدد علی تصرفات روسيا العدوانيةالتي تمثل تهديداً للأمن الأوروبيالأطلسيوضرورة مواصلة الحوار معها، مقترحاً في الوقت ذاته اتخاذ إجراءات ردّاً على نشر روسيا لصواريخ جديدة متوسطة المدى.

وأعلن البيان أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يمثل تهديداً للدول الأعضاء وأن الناتو «يظلّ الأساس للدفاع الجماعي والمنصة الأساسية للمشاورات والقرارات الأمنية بين الحلفاء وهو تحالف دفاعي لا يشكّل أي تهديد لأي دولة».

ولفت البيان إلى ضرورة أن يناقش حلف الناتو بشكل مشترك الفرص والتحديات الناجمة عن النفوذ المتزايد للصين وسياساتها الدولية مؤكداً ضرورة إشراكها في معاهدات مراقبة الأسلحة في المستقبل.

كما أكد 29 رئيساً اجتمعوا في القمة الصلة الوثيقة عبر المحيط الأطلسي بين أوروبا وأميركا الشمالية واتفاق الدفاع المشترك بينهما، حيث يعدّ أي هجوم ضد أي دولة هجوماً على الجميع.

وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، إن «كندا ودولاً أخرى بالحلف خارج أوروبا اتفقت على زيادة الإنفاق إلى 400 مليار دولار أميركي».

وأضاف أنه «تمّ الاتفاق خلال الاجتماع على مراجعة خطط الدفاع لحماية بولندا ودول البلطيق، كما ناقشنا لأول مرة في تاريخ الحلف نمو الصين اقتصادياً وإنتاجها من الصواريخ، مشدداً على إيمان الناتو بالحوار مع روسيا، وحاجته إلى علاقات أفضل معها».

وقال ستولتنبرغ: إن «الحلف يفضّل إقامة الحوار وتحسين العلاقة مع روسيا ويؤمن بأن الصين يجب أن تشارك في محادثات الحد من السلاح أو محادثات خفض السلاح مستقبلاً».

وأضاف: قادة حلف شمال الأطلسي لم يبحثوا الوضع بالنسبة لوحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.

وشارك آلاف البريطانيين في تظاهرة أمام قصر باكنغهام احتجاجاً على استقبال زعماء حلف الناتو في لندن، رافعين شعارات مندّدة بالتدخلات العسكرية للناتو فضلاً عن تنديدهم بتدخلات ترامب في الشأن الداخلي البريطاني.في غضون ذلك أكّد الرئيس الروسي بوتين أن توسّع حلف الناتو واقترابه من حدود بلاده يمثلان تهديداً محتملاً لأمن روسيا. وفي كلمته خلال اجتماع عسكري في سوتشي، أكّد جاهزيّة بلاده للتصدّي مع الناتو للتهديدات.

زر الذهاب إلى الأعلى