لكم يحتاج الوطن إلى أمثالك…
عدنان منصور
غادر الصديق الغالي علي قانصو دنياه… رحل السياسي والوزير والمناضل عنّا وهو الذي أمضى سنين حياته في خدمة وطنه وأمته، مدافعاً عن قضاياها، من خلال عمله في الحزب السوري القومي الاجتماعي، مرؤوساً ورئيساً، حيث جسّد بسلوكه المميّز وأدائه الرفيع وطنية راسخة ومناقبية عالية، لمسها فيه كلّ من عرفه عن قرب وكثب بعيداً عن كلّ الشبهات والصفقات والسمسرات التي تلوّث بها العديد من المسؤولين المقاولين وتجّار السياسة والأوطان ومستغلي الناس وسارقي حقوق الشعب.
علي قانصو صاحب الخلق الودود النبيل واللسان الدافئ والمعشر الحلو، مات نظيف اليدين ولم يلوّثهما في مكان ما، كما يلوّث الآخرون أيديهم.
علي قانصو أثبت عن جدارة أنه وفيّ لمبادئ الحزب الذي انتمى إليه، وكما أرادها زعيم ومؤسّس الحزب، مبادئ ترسّخت في وجدانه وتجذّرت في عقله وفكره وممارسته وأدائه من أجل بناء أمّة تقوم على الحق والعدل. أمة خالية من الفساد والمفسدين تلفظ الطائفية والطائفيين.
أمّة حرة مناضلة، تعمل على إزالة الكابوس الصهيوني عن أرضها وتصحيح مسار تاريخها.
علي قانصو… لكم يحتاج الوطن إلى أمثالك… عشت مرفوع الرأس بنزاهتك وترفّعك، بنظافة كفّك ومبادئك التي لا تلين ولا تستكين، فكنت بحق وستظلّ نموذجاً ودرساً لتجار السياسة وبائعي القضية، والمتذبذبين في المواقف وهم يتعاطون بقضايا وطنهم وأمّتهم بحقارة وبمنطق البازار السياسي والسمسرات والمنافع الشخصية والصفقات الوسخة والمكرمات المذلة.
علي قانصو، سيفتقدك كلّ محبّيك وأصدقائك وكلّ من عرفك وتعرّف إليك وكلّ من اتفق أو اختلف معك على موضوع أو رأي، أو موقف، فعشت نظيف الكفّ ومتّ نظيف الكفّ.
خالطت الناس بسموّ وأخلاق رفيعة وتعاط إنساني، فاستحقيت الدموع التي تعانقك من أسرتك وعائلتك وأقاربك ومعارفك وأنت إلى مثواك الأخير، لا سيما رفاقك في النضال الذين رافقوك على مدى عقود من الزمن وعرفوا فيك معدنك الوطني الأصيل ومواقفك الوطنية المشرّفة المدافعة دوماً عن الحرية والحق وتحرير الأرض وكرامة الإنسان.
وزير خارجية سابق