هل بقي لي شيء مني؟
هل بقي لي شيء مني؟
لم يبقَ لي منكَ شيءٌ
فالشّجرةُ التي التقينا في ظلّها
قطعوها وأحالوها إلى حطبٍ ليتدفّأوا بهِ،
وتركوني من الوحشةِ أرتجفُ
لم يتركوا لي منكَ شيئاً
المقهى الذي جمعنا
هدموه وشيّدوا مكانه بناءً تجاريّاً على الطّراز الحديثِ
وبقيتُ أبحثُ عن طيفكَ في المكان ذاته
ولكن…
دون جدوى
فما خطيئتي؟
لم يتركوا لي منكَ شيئاً
حتّى الطّرقاتِ التي مَشَينا عليها متشابكي اليدين
حفروها وغيّروا اتّجاهاتها
لم يتركوا لي منكَ شيئاً
رسائلكَ التي كُتِبت بخطِّ يدكَ
سرقوها ظنّاً منهم أنّها أوراقٌ رسميّةٌ تخصُّ حسابات ماليّة،
ماذا اقترفتُ من ذُنوبٍ حتّى سرقوا ذكرياتي؟
لم يتركوا لي منكَ شيئاً
حتّى أحلامي التي لم أحلم بها بعد،
ولأنّكَ سيّدُ أحلامي،… اغتالوها
لم يبقَ لي منكَ شيءٌ
حتّى أنّني أستغربُ كيف طاولوا سماءً جمَعَتنا وقاموا بتغيير ألوانها
فأصبحتْ باهتةً، داكنةً لا حياةَ فيها
حتّى الطّيور… هجَرَتْها!
لم يتركوا لي منكَ شيئاً
حبيبي…
الشّمسُ أيضاً لم تعد تبثُّ أشعّتها الدّافئة
كما كانت تفعلُ بوجودكَ
فما الجّريمةُ التي اقترفناها؟!
ولماذا نُعاقَبُ على أخطاءٍ ارتَكَبَها غيرنا؟!
لم يتركوا لي منكَ شيئاً
ولأنّه لم يبقَ لي منكَ شيءٌ
ما بقيَ لي منّي شيءٌ
ريم رباط – سورية