ورد وشوك
هم أضرموها ناراً لتُهلك المال والحلال وتذهب بأبسط القناعات المتوقع الوصول بها إلى بر الأمان…
وعلينا نحن كعقلاء استثمارها دفئاً وقاهراً للظلام تيمناً بما جاء في قصص بعض الأنبياء لتكون علينا برداً وسلاماً….
لكن يقيننا أن الأنبياء عُصموا عن الأخطاء فكانوا استثناء….
وما نحن إلا بشر لا ندّعي النبوة ومن ادعاها منّا فهو آثم….
والآثم مذنب استحق العقاب لتعديه في الحياة على الشريك فيها….
والإثم يقترن حتماً بالعدوان على الدم والعرض والمال….
والإنسان هو ذاك الكائن الذي يصنف ضمن خانة الجنس البشري وصفاته الحالية جاءت مجتمعة منذ خلق البشرية اكتسبها على مراحل عدة وخلال فترة من الزمن تصل إلى ملايين السنين….
وهكذا امتد التطوّر من الأدوات التي كان يستخدمها لتساعده على الحياة إلى تطور دماغه وهنا يكمن الانفجار.
بفضل هذا الدماغ انقسمت المجتمعات لمعتدٍ أثيم ومواطن بسيط مستكين…
لكن مَن أضرم النار وأحرق الصبر وقوة الاحتمال ترك الآخر لا يحسب للعقل حساباً إذ لم يعد لديه ما يخاف خسارته. فأين منا العقلاء ممن يملكون القدرة على مواجهة المشكلات بشتى أنواعها واتخاذ القرارات التي تكون خاصة بالمواقف الحاسمة والتحكم بالانفعالات ومن ثم إدراك القرار المناسب عن طريق التساؤل وطرح المشكلات والمشاركة في المناقشات استناداً إلى معلومات حقيقية يدركها العقل المنفتح على تقبل الآخر.
فدوام الحال على وضعه الحالي من المحال ولن يكون هكذا الصعود إلا إلى هاوية ليس لها قرار….
رشا المارديني