واشنطن تتوجّه إلى الانتحار في سورية وفي النظام العالمي أيضاً!

تسير الولايات المتحدة الأميركية مباشرةً إلى حافة الانتحار، إن كان عبر إرسالها قوات برية إلى سورية من دون موافقة رسمية من الحكومة السورية، أو من خلال محاولاتها قلب الموازين في منظمة التجارة العالمية.

هذا ما عبّرت عنه تقارير عدّة في الصحف الأجنبية أمس. إذ نشرت صحيفة «نيزافيسمايا غازيتا» مقالاً ذكرت فيه أن عناصر الوحدات الخاصة الأميركية قد يتحوّلون إلى أهداف محتملة للجيش السوري والقوة الجوية الروسية. وأشارت الصحيفة إلى أن غياب أي نتائج مثمرة عملياً للمفاوضات في جنيف حول سورية دفع واشنطن إلى تنفيذ ما يسمى بالخطة «باء» في هذه الدولة، وطبعاً، بمشاركة نشيطة وفعالة من أطراف تركية وعربية. وتدعو الخطة إلى تقديم الدعم المسلح لما يسمى «المعارضة المعتدلة» التي تقاتل ضد القوات الحكومية. وهذا، يمسّ بالطبع مصالح روسيا وحلفائها في المنطقة.

وتقول الصحيفة إنّ هناك اختلافاً واضحاً في تقييم الجانبين الروسي والأميركي لتطوّرات الوضع في سورية إذ يحتجّ الأميركيون لأن روسيا، بحسب زعمهم، تقصف مسلحين تعدُّهم الولايات المتحدة من «المعارضة المعتدلة»، فيما ترى موسكو أنهم من الإرهابيين. كما أنّه من المعروف أن الحكومة السورية تعارض دخول أيّ عسكري أميركي إلى أراضيها. وقد قال وزير الخارجية وليد المعلم، في شباط الماضي، في تعليقه على دخول وحدة أميركية من 50 عسكرياً إلى شمال سورية بذريعة مساعدة الأكراد في القتال ضدّ «داعش»، إن أي تدخل عسكري أجنبي من دون موافقة الحكومة السورية سيعدُّ عدواناً، وإن المعتدين سيعادون إلى بلادهم في توابيت من خشب.

أما صحيفة «إيزفستيا» الروسية، فنشرت مقالاً في شأن نيّة الولايات المتحدة إيجاد بديل لمنظمة التجارة العالمية، وسألت الصحيفة عن سبب محاولة واشنطن إقناع أوروبا بضرورة «الشراكة عبر الأطلسي». وقالت الصحيفة إنّ مشروع «الشراكة عبر الأطلسي»، الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته إلى هانوفر، يُعدّ مشروعاً ضخماً وطموحاً لتوحيد أضخم الشركاء في مجال التجارة والاقتصاد في العالم. وإن فكرة الشراكة التجارية ـ الاستثمارية عبر الأطلسي تعني عملياً على المدى البعيد إنشاء سوق عامة في مجال التجارة والاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ولكن هذا المشروع، قبل أي شيء، تهديد جدّي للاتحاد الأوروبي لأن هناك اختلافات جوهرية عدّة في الممارسات العملية والتنظيمية في أوروبا والولايات المتحدة إذ إن هذه الممارسات في الولايات المتحدة أكثر ليبرالية.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: الأميركيون يغامرون في سورية

نشرت صحيفة «نيزافيسمايا غازيتا» مقالاً ذكرت فيه أن عناصر الوحدات الخاصة الأميركية قد يتحولون إلى أهداف محتملة للجيش السوري والقوة الجوية الروسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن غياب أي نتائج مثمرة عملياً للمفاوضات في جنيف حول سورية دفع واشنطن إلى تنفيذ ما يسمى بالخطة «باء» في هذه الدولة، وطبعاً، بمشاركة نشيطة وفعالة من أطراف تركية وعربية. وتدعو الخطة إلى تقديم الدعم المسلح لما يسمى «المعارضة المعتدلة» التي تقاتل ضد القوات الحكومية. وهذا، يمسّ بالطبع مصالح روسيا وحلفائها في المنطقة.

ويؤكد الجانب الأميركي أن القوة الأميركية المؤلفة من 250 عسكرياً أميركياً، لن تدخل إلى مناطق تعمل فيها الطائرات الروسية.

ولا ريب في أن هناك اختلافاً واضحاً في تقييم الجانبين الروسي والأميركي لتطورات الوضع في سورية إذ يحتج الأميركيون لأن روسيا، بحسب زعمهم، تقصف مسلحين تعدُّهم الولايات المتحدة من «المعارضة المعتدلة»، فيما ترى موسكو أنهم من الإرهابيين.

ومن المعروف أن الحكومة السورية تعارض دخول أيّ عسكري أميركي إلى أراضيها. وقد قال وزير الخارجية وليد المعلم، في شباط الماضي، في تعليقه على دخول وحدة أميركية من 50 عسكرياً إلى شمال سورية بذريعة مساعدة الأكراد في القتال ضدّ «داعش»، إن أي تدخل عسكري أجنبي من دون موافقة الحكومة السورية سيعدُّ عدواناً، وإن المعتدين سيعادون إلى بلادهم في توابيت من خشب.

ومن الملاحظ أن الولايات المتحدة ترفض وتتجنب أي تواصل مع السلطات السورية حول ذلك، وتفضل اللجوء إلى الروس وتطلب منهم عدم قصف المناطق التي يرابط فيها الجنود الأميركيين.

ويؤكد البنتاغون أن القوة الأميركية ـ وعديدها الإجمالي بات 300 عسكري ـ لن تقاتل في سورية، بل ستقوم فقط بضمان الاتصالات مع القوات على أرض القتال وإعداد التقييمات الاستخبارية وتحديد الأهداف. ورفض البنتاغون الدخول في التفاصيل كي لا يعرّض أمن العسكريين الأميركيين للخطر.

ونقلت «بي بي سي» عن الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله إنه يستبعد بتاتاً أي تدخل عسكري أميركي كبير ومباشر في سورية، وإنه يشدّد على أن المهم لبلاده الاستمرار قصف الأهداف الرئيسة لـ«داعش» في الرقة والموصل.

ومن المعروف أن القوة الجوية الروسية والجيش السوري ينويان كذلك قصف الرقة. وهنا تبدو ملحة جداً عملية التنسيق والتعاون بين دمشق وواشنطن وهو أمر تتهرب منه الأخيرة بكل الطرق الممكنة، وتشن في الوقت الحالي مع حلفائها هجمة إعلامية شرسة حول الوضع في حلب، وتتهم الجيش السوري بمحاولة اقتحامها، وهو أمر غير مرغوب به برأي واشنطن.

ولا شك في أن موضوع حلب يمس ليس فقط مصالح الولايات المتحدة، لا بل تركيا، التي وفق مكالمات لاسلكية التُقطت، أرسلت مؤخراً عدة مجموعات من المستشارين العسكريين الأتراك إلى مناطق في محافظتَي حلب واللاذقية فيما قام المسلحون وبتغطية من الاستخبارات التركية بنقل أكثر من 300 مقاتل من مسلحي «جبهة النصرة» إلى داخل المناطق الشمالية في سورية، ونُقلت من تركيا إلى سورية خمس دبابات، وخمسون صاروخاً من طراز «لاو»، وخمس وأربعون منظومة دفاع جوي محمولة على الكتف من طراز «ستينغر»، وثلاث عشرة شاحنة «بيك آب» مزودة بالرشاشات الثقيلة، وأربع سيارات ركاب مفخخة.

ولكن، وعلى رغم ذلك، فإن القوات الحكومية لا تزال تسيطر على الوضع، وتعدّ العدّة للهجوم على دير الزور وحلب.

وفي الوقت نفسه، تنشط «المعارضة» المسلحة المدعومة من الأتراك والأميركيين. وتفيد وسائل الإعلام العربية بأنه، وبتحريض من أنقرة، أعلنت تنظيمات «لواء الحق» و«أجناد الشام» و«أحرار الشام» و«فيلق الرحمن» و«الفرقة 13» التابعة لـ«الجيش الحرّ»، عن خروجها من الهدنة المعلنة. وبدأت بالتعاون مع «جبهة النصرة» بمهاجمة مواقع الجيش السوري في حلب وإدلب واللاذقية، وكذلك في دمشق وحمص.

ويترافق ذلك مع حملة إعلامية واسعة جداً لتشويه سمعة الجيش السوري.

فقبل عدة أيام على سبيل المثال، ذكرت وسائل الإعلام العربية والغربية أن مستشفى في حلب تعرض لغارات جوية، وأن معرة النعمان تعرضت للقصف الجوي العنيف ما أدى إلى مقتل أكثر من 40 مدنياً. ولكن دمشق نفت ذلك، وقالت إن المسلحين هم من قصفوا المدينة، وترافق ذلك مع حملة تضليلية عبر وسائل الإعلام بهدف تبرير تراجع «مجموعة الرياض» عن المفاوضات.

وتحظى «المعارضة المسلحة» بدعم عسكري كبير من جانب بعض الدول مثل قطر والسعودية وتركيا. وقبل أيام ظهرت لقطات لمقاتلين من «المعارضة» يحملون في حمص صواريخ صينية مضادة للطائرات من نوع «أف أن 6». وتشير الصحافة السورية إلى أن الصواريخ جاءت من السودان بتمويل قطري.

هذا، وتواصل المدفعية التركية قصف المناطق الحدودية السورية. وتفيد الأنباء بأن الجيش التركي نقل إلى المنطقة الحدودية أعداداً كبيرة من المدافع والدبابات، وأن فصائل «المعارضة المسلحة» في شمال سورية بدأت القتال من جديد ضد الجيش السوري بهدف قطع طريق دمشق ـ حلب الاستراتيجية.

«إيزفستيا»: الولايات المتحدة تهيّئ بديلاً لمنظمة التجارة العالمية

نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقالاً في شأن نية الولايات المتحدة إيجاد بديل لمنظمة التجارة العالمية، وسألت الصحيفة عن سبب محاولة واشنطن إقناع أوروبا بضرورة «الشراكة عبر الأطلسي».

وجاء في المقال: يعدُّ مشروع «الشراكة عبر الأطلسي»، الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته إلى هانوفر، مشروعاً ضخماً وطموحاً لتوحيد أضخم الشركاء في مجال التجارة والاقتصاد في العالم.

ويعدُّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أهم الشركاء في مجال التجارة الخارجية. وبالطبع، فإنهما إذا ما تمكنا من تشكيل نوع من الاتحاد الاقتصادي، فسيُمنحان فرصة للهيمنة على العالم.

إن فكرة الشراكة التجارية ـ الاستثمارية عبر الأطلسي تعني عملياً على المدى البعيد إنشاء سوق عامة في مجال التجارة والاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ولكن هذا المشروع، قبل أي شيء، تهديد جدّي للاتحاد الأوروبي لأن هناك اختلافات جوهرية عدّة في الممارسات العملية والتنظيمية في أوروبا والولايات المتحدة إذ إن هذه الممارسات في الولايات المتحدة أكثر ليبرالية.

كما أن الانفتاح على الولايات المتحدة يحتم على البلدان الأوروبية وضع قيود جوهرية، خصوصاً في مجال الحقوق الاجتماعية، وتخفيف متطلبات وتشريعات حماية البيئة، واستخدام مواد غذائية معدلة وراثياً وهلمّ جرّا.

وهذه الخطوة ليست بهذه البساطة بالنسبة إلى أوروبا. لذلك، فإن غالبية ساستها حالياً غير مستعدين لها. ومع ذلك، فمن المحتمل كثيراً أن يتم التوصل إلى اتفاق إطاري معين لهذه الشراكة في عهد أوباما حيث سيكون هذا الاتفاق عبارة عن نقاط أولية غير مفصلة.

وفي هذا الصدد، يمكن تأكيد أن الرئيس المقبل للولايات المتحدة سينتهج السياسة نفسها في هذا المجال لأن مشروع «الشراكة عبر الأطلسي» يشبه مشروع «الشراكة عبر المحيط الهادئ» الذي تنفذه الولايات المتحدة بنشاط، وهما جزء من استراتيجية بعيدة المدى للإطاحة بمنظمة التجارة العالمية.

وقد كان العمل سابقاً سهلاً حين أسست البلدان الغربية منظمة التجارة العالمية. غير أن منظمة التجارة العالمية، بعد انتهاء المواجهة بين النظامين العالميين، أصبحت منظمة عامة تضم البلدان كافة، ومن بينها روسيا والصين والهند. أي أصبحت أكثر ديمقراطية، ولم يعد بإمكان الولايات المتحدة توجيه الاقتصاد العالمي بواسطتها، كما كانت تفعل في السابق.

لذلك، فهي بعد تأكدها من أن منظمة التجارة العالمية في الظروف المعاصرة لم تعد أداة فعالة، بدأت محاولاتها لخلق مؤسسات موازية لها.

وفي حقيقة الأمر، تعمل الولايات المتحدة حالياً على إيجاد صيغ جديدة تطيح منظمةَ التجارة العالمية، وعلى وضع قواعد جديدة. وهذه الأشكال الجديدة يجب أن تساعد الولايات المتحدة في ممارسة دورها القيادي في العالم وكسب الأموال من ذلك.

أما الدول التي ستبقى في منظمة التجارة العالمية، ولا تريد الحصول على عضوية «الشراكة عبر الأطلسي» أو «الشراكة عبر المحيط الهادئ»، فعليها أن تختار بين أن تصبح معارضة وتشكيل مؤسساتها الخاصة، ما سيفضي إلى اتهامها بأنها تحاول تدمير منظمة التجارة العالمية أو أن ترضخ للأميركيين، وتحصل على عضوية منظمة لم تساهم في تأسيسها.

وقبل كل شيء، هذا يتعلق بالصين، التي هي الهدف الأساس للمشروع، خصوصاً أن القيادة الصينية، بعد انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية وفي السنوات الأخيرة في إطار «مجموعة العشرين»، أصبحت تلحّ على أخذ مصالحها ومقدرتها الاقتصادية بعين الاعتبار خلال اتخاذ القرارات. وبعد الصين تأتي روسيا ثم الهند.

بيد أن هذه الهجمات يمكن تحييدها وعدم إفساح المجال للمنافسين للتغلب علينا. لأجل ذلك على بلداننا الاتفاق مع بعضها بعضاً، وتأسيس أشكال تكاملية ومعمقة للتعاون الآسيو ـ أوروبي وتنمية وتطوير المجال الاقتصادي لـ«منظمة شنغهاي للتعاون»، والعمل على مشروع التكامل الآسيو ـ أوروبي و «طريق الحرير».

«إندبندنت»: أنباء عن مقتل «داعشيّ» متورّط في تجنيد مئات البريطانيين

سلّطت صحيفة «إندبندنت» البريطانية الضوء على أنباء تفيد بأن رافائيل هوستي الجهادي البريطاني البارز في تنظيم «داعش» الإرهابي، والمتورط في تجنيد المئات من البريطانيين في التنظيم، قد لقي حتفه في سورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن رافائيل هوستي، والمعروف أيضاً بِاسم «أبو القعقاع البريطاني»، قد غادر مدينة مانشستر وانضمّ إلى «داعش» عام 2013، وأصبح المجنّد الرئيس في التنظيم للمقاتلين البريطانيين والعرائس المجاهدات وأنه لعب دوراً كبيراً أيضاً في الترويج لفكر التنظيم.

وقد أبلغ امارناث اماراسينغام، الباحث في جامعة «دالهوزي» في هاليفاكس في إقليم نوفا سكوتيا في كندا، الصحيفة بأنه تلقى خبر مقتل هوستي من عدد من المسلحين في المنطقة، وذلك من جرّاء غارة جوية. وأنه يحاول الآن التأكد من خبر مقتل ثلاثة غيره على الأقل من المسلحين البريطانيين.

من جانبه، وصف شيراز ماهر، المحاضِر في دراسات الحرب في كلّية «كينجز كولدج» في لندن، موت هوستي بالحدث الضخم، وقال إن هوستي كان آخر الناجيين من مجموعة مهمة جداً من مسلّحي «داعش» من مانشستر وبورتسماوث ممن كانوا مسؤولين عن تدفّق البريطانيين إلى «داعش».

وأضاف أن هوستي كان مشاركاً بشدةّ في الدعاية لـ«داعش»، وربما ساعد في إنتاج مجلة التجنيد التي كان التنظيم يصدرها تحت اسم «دابق». مشيراً إلى أن مقتل «أبي القعقاع» يمثل نهاية لحقبة أخرى من الفاشية البريطانية.

وأبرزت الصحيفة أن هوستي استخدم عدداً من الطرق لتحقيق مساعيه في تجنيد البريطانيين، بما فيها تقديم مبرّر لاهوتي لظهور «داعش» ومناشدة ممارسي ألعاب الفيديو ومداعبة المجندات المحتملات، وذلك وفقاً لمعلومات صادرة عن مشروع مكافحة الإرهاب.

وكان هوستي قد تفاخر في وقت سابق بتهريب مئات البريطانيين إلى سورية وقام بنشر عدد من التغريدات الداعية إلى التحريض وتمجيد أعمال العنف وقطع الرؤوس وغيرها من المنشورات التي امتدحت من هاجموا مكاتب صحيفة «تشارلي إيبدو» الفرنسية في كانون الثاني من السنة الماضية، وتسببوا في مقتل 12 شخصاً.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن نحو 700 شخص على الأقل من المملكة المتحدة قد غادروا البلاد لدعم أو الانضمام إلى صفوف «داعش» في سورية والعراق.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية البريطانية أنها لم تتمكن بعد من التأكد من صحة أنباء مقتل رافائيل هوستي.

«ديلي بيست»: حكاية الفرنسيّ الذي يقود عمليات «داعش» في الغرب

تحدّث تقرير تم نشره مؤخراً في صحيفة «ديلي بيست» عن رجل فرنسيّ يكنّى «أبو سليمان الفرنسي»، كان يدير صالات الرياضة في السابق، وتحوّل إلى إدارة آلة القتل الخاصة بـ«تنظيم داعش» في أوروبا، وفقاً لتعبير الصحيفة. فمن يكون أبو سليمان؟

تقول الصحيفة إن عميلاً استخبارياً سابقاً لدى «داعش» أكد أن الفرنسيّ قد رُقّي ليتولى منصباً رفيعاً في فرع الاستخبارات الأجنبية التابع لتنظيم «داعش»، بعد أن دبّر وخطط لهجمات أيلول الماضي، المروّعة في باريس.

ووفقاً للصحيفة، تبقى هويته الحقيقية، ودوره في صفوف التنظيم، مسألة غير محسومة، لدى الاستخبارات الغربية، لكن تولي شخص غربي مثل هذا المنصب الرفيع يؤكد أن التنظيم يضع الهجمات على الغرب كأولوية له، وهو ما يؤكده مسؤولون فرنسيون، وأميركيون رفضوا الكشف عن هويتهم.

وبحسب ما تؤكده الصحيفة، فقد حصلت على تفاصيل عن دور «أبي سليمان» في التنظيم، عن طريق عميل سابق، يُدعى «أبو خالد»، كان قد سرب لها بيانات عن الأعمال الداخلية للتنظيم في تشرين الثاني الماضي.

يقول «أبو خالد» إن «أبا سليمان» بدأ مشواره مع التنظيم كعميل عادي، لكنه قدّم خطة الهجمات على العاصمة الفرنسية إلى زعيم التنظيم «أبي بكر البغدادي»، عبر المتحدّث بِاسم التنظيم «أبي محمد العدناني»، وبعدما نجحت الهجمات بشكل غير مسبوق، كافأه البغدادي، وقام بترقيته إلى هذا المنصب.

وقد تحدّثت أنباء عن أن له يداً في الهجمات التي وقعت في بروكسل الشهر الماضي. يقول «أبو خالد» لـ«ديلي بيست» إنه يتسم بالذكاء والانضباط ويحظى باحترام شديد. وهو يمثل تحسناً كبيراً عن سابقه «أبي عبد الرحمن».

وعلى عكس سابقه الذي وُلد في تونس، يقول «أبو خالد»: لقد وُلد «أبو سليمان»، وتربّى، وتعلم في فرنسا. وهو على دراية كاملة بالثقافة الفرنسية، ونقاط قوتها وضعفها. يشير التقرير إلى أن «أبا سليمان» كان يدير صالات رياضية في باريس، قبل تحوّله إلى اعتناق الفكر الجهادي وانتقاله إلى سورية للانخراط في الحرب الدائرة هناك. وهو متزوج ولديه طفلان، ويعيش مع زوجته، المواطنة الفرنسية هي الأخرى، في منطقة الباب، إحدى البلدات الرئيسة في محافظة حلب، التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».

تقول الصحيفة إن مصدراً فرنسياً وصفه بأنه «القائد العام للعمليات في أوروبا»، ولكن ثمّة لغطاً سائداً لدى الأوساط الغربية حول هويته الحقيقية لأنه ثاني شخص فرنسي يحمل نفس الكنية، ويرتبط بتنظيم داعش إذ لقي الأول «شرف المؤذن» حتفه في غارة جوية أميركية في نهاية السنة الماضية، لكن مسؤولاً استخبارياً أميركياً أكد أن ثمة معلومات استخبارية أكدت مرتبته ودوره داخل التنظيم.

يعتقد أن «شرف المؤذن» على ارتباط مباشر بـ«عبد الحميد أباعود»، قائد عملية باريس، الذي قُتل في ضاحية سانت دونيه في فرنسا.

وتشير الصحيفة إلى قيام ناجين من مذبحة المسرح في باريس بالحديث عن أن اثنين من المهاجمين تحدثا إلى شخص يدعى «أبو سليمان» على هواتفهم النقالة. ويعتقد أن «أبا سليمان الفرنسي»، الذي يتحدث عنه المقال، نجح في ما فشل فيه الآخرون إذ كان المتحدث بِاسم «داعش» قد دعا، قبل سنتين، المسلمين في أوروبا إلى «قتل الأوروبيين بأيّ وسيلة كانت»، وفقاً لما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. وقد أرسل التنظيم أفراداً مدربين من سورية «لشن هجمات محدودة لاختبار قدرات الأجهزة الأمنية الأوروبية».

لكن كل تلك الهجمات التي حاول تنفيذها القادمون من سورية منيت بالفشل، وفقاً للمقال فقد ألقي القبض على بعض المنفذين، قبل تنفيذهم الهجمات مثلما حدث مع أحد عناصر تنظيم داعش، حين أطلق النار على نفسه خطأ في باريس، واضطر لاستدعاء الإسعاف . لكن يستثنى من ذلك «مهدي نموش»، الذي هاجم المتحف اليهودي في فرنسا، وأوقع أربعة قتلى، والذي كان قد وُلد في فرنسا.

وما يلفت الانتباه، وفقاً للصحيفة، أن معظم مقاتلي «داعش» العائدين إلى أوروبا، هم من الناطقين بالفرنسية. ووفق ما أعلنه تنظيم «داعش»، قضى 8 من أصل 10 من منفّذي هجمات باريس بعض الوقت في سورية والعراق.

ومن بين الناطقين بالفرنسية من عناصر التنظيم «سليم بن غالم»، الذي وصفه مسؤولون أميركيون في مكافحة الإرهاب بأنه «رئيس عمليات الإعدام» لدى التنظيم. في حين يتهمه الفرنسيون بأنه أسَر وعذّب وقتَل عدة رهائن غربيين، كما تولى قيادة الشرطة في منطقة الباب في حلب.

تقول الصحيفة إن «بن غالم» هو صديق الطفولة لـ«شريف كواشي»، أحد المسلحين الذين قتلا صحافيّي جريدة «تشارلي إيبدو» الفرنسية.

وتشير الصحيفة إلى فرنسيّ آخر اعتنق الإسلام، وقضى ثلاث سنوات في السجن لاتهامه بتجنيد مقاتلين للتمرّد العراقي، الذي تلا الغزو الأميركي في 2003. وكان ذلك الشخص، ويدعى «فابيان كلاين»، هو من أعلن تبنّي التنظيم هجمات باريس في تسجيل صوتي. كما أنه وجه عدّة تهديدات لمسرح «باتاكلان» في باريس لأن مالكه السابق يهودي الديانة، يروّج للصهيونية، بحسب زعمه.

وقد استهدف التحالف الدولي «بن غالم» بغارة جوية، لكن «أبا خالد» يقول إنه حي، ويقيم في منطقة الباب، وبات يرتدي قناعاً أثناء تنقلاته، بعدما نُشرت صوره عبر وسائل الإعلام.

ويشكك «أبو خالد» في تقديرات صحيفة «تايمز» البريطانية التي أشارت إلى أنه قد جرى إرسال 21 مقاتلاً مدرّباً إلى أوروبا، ويقول إن الرقم أعلى بكثير، وذلك على رغم انخفاض عدد المقاتلين المنضمين إلى التنظيم بشدة، بعد تشديد الإجراءات الأمنية الدولية ومراقبة الحدود.

وتشير الصحيفة إلى أن ثمة اعتقاداً أن تزايد نفوذ الأوروبيين في التنظيم جاء بعد عقد من تأسيسه على يد «أبي مصعب الزرقاوي»، الجهادي الأردني الذي جلب معه مجموعة من المقاتلين الأجانب إلى تنظيم «القاعدة» في العراق. تطور التنظيم، وكبر حجمه، وأصبح يحمل اسم «داعش». والعراقيون هم من غالبية عناصره، أبرزهم «أبو علي الأنباري»، الرجل الثاني في تنظيم «داعش»، الذي قُتل في غارة جوّية في أواخر آذار الماضي. «أبو بكر حجي»، عضو حزب البعث السابق، الذي شكل شبكة التنظيم في سورية، والذي قُتل على أيدي «المتمرّدين» في سورية في 2014. وهناك ذو اللحية الحمراء، «أبو عمر الشيشاني»، الذي يعتقد أن غارة أميركية قتلته في آذار الماضي. وكان العضو غير العربي الوحيد في «مجلس شورى التنظيم»، والقائد العسكري القوي.

ووفقاً للمقال، يشهد التنظيم الآن، تحولاً كبيراً فقد بات يتشكل من مجموعات متصلة ببعضها عضوياً، لكنها كيانات مستقلة، ولكن ما زال التنظيم محافظاً على تواجده القوي في الموصل والرقة حيث تظل أجهزة الدولة قائمة. يقول «أبو خالد» إن وحدة «الأمن الخارجي» تتوسع باستمرار تحت قيادة «أبي سليمان الفرنسي»، وذلك على إثر ازدياد عدد الجهاديين الأوروبيين الذين يخطّطون لشنّ هجمات في أوروبا.

ويعتقد «أبو خال»د أن التنظيم بصدد استهداف ألمانيا، عبر انتحاريات من النساء! وأنه المسؤول عن هجمات بروكسل.

يشير التقرير إلى أنه، على رغم وجود حاجة ملحّة إلى شحذ الجهود الغربية لمواجهة التنظيم، إلا أن ذلك يقابل عقبة كبرى تتمثل في عدم تعاون الدوائر الاستخبارية الغربية مع بعضها بالشكل الكافي، فضلاً عن أن بعض أجهزة الاستخبارات الغربية تتجنب الحديث علناً عن هجمات محتملة أو أفراد مشتبه بهم حتى لا تتعرض للإحراج من أن أحد مواطنيها المتهمين بالإرهاب قد أفلت منها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى