قنديل لـ«الميادين»: السعودية ستدفع الثمن بعدوانها على اليمن

رأى رئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل أن «هناك شقين منفصلين يمكن من خلالهما قراءة العمل العسكري الخليجي على اليمن، الأول المتصل بمشروعية ولا مشروعية العمل العسكري السعودي والتحالف الذي تقوده والثاني هو هل ستنجح ام لا؟».

وأكد قنديل أن «العملية العسكرية التي شاهدناها والتي شكلت سابقة يمكن ان تخلق فوضى في العالم اذا اعتمدت، فنحن لم نشهد أي تدخل عسكري خارجي من أجل تثبيت الرئيس، فعندما نتحدث عن شرعية أي عندما يكون هناك رئيس منتخب أو رئيس بقوة الاستمرار الدستوري بنظام حكم يتعرض لأزمة داخلية ولمواجهة مع قوة داخلية من شعبه لم نشهد على الاطلاق تدخلاً عسكرياً الا التدخل الذي شاهدناه بليبيا لخلع الرئيس معمر القذافي وليس لتثبيته، مضيفاً: «بناء عليه يجب على مجلس التعاون الخليجي أن يعتذر من الشعب الليبي ويعترف انه ذهب لمجلس الامن ظلماً وافتراءً وعدواناً لطلب تدخل في ليبيا ويقول انه كان يجب ان نتدخل لحماية نظام القذافي وعلى هذا الأساس سنتدخل لحماية منصور هادي، معتبراً ان التدخل ضد القذافي كان عدوان والتدخل لدعم منصور هادي هو عدوان أيضاً» .

واعتبر أن «الأسباب الموجبة لتدخلٍ داعم للرئيس بشار الأسد أكبر بكثير من التدخل لدعم منصور هادي رغم ان الاسد يتمتع بالتأييد الشعبي وتجلى ذلك واضحاً من خلال المناطق التي ما زال مسيطراً عليها من الجغرافية السورية وهي أكبر بكثير من التي سيطر عليها هادي وعلى رغم ذلك لا احد يشرع تدخلاً عسكرياً لدعم الأسد».

وفي ما يخص الموقف الروسي من الهجوم السعودي على اليمن، شدد قنديل على أن «روسيا ترى ان المعيار الاساسي لشرعية ولا شرعية أي رئيس قبل ان يتعرض لعدوان خارجي هو مدى ثباته امام التحدي الداخلي مهما كان عنيفاً، فاذا لم يصمد هذا الرئيس امام العواصف الداخلية فمشروعيته موضع نقاش»، مؤكداً «ان روسيا ترى من خلال المقارنة بين الرئيس الأسد والرئيس الاوكراني ان الأسد هو الذي اثبت مشروعيته والأوكراني سقطت مشروعيته ولذلك لم تدافع عنه عند خلعه». وأضاف: «روسيا اليوم تعتبر ان الذي يجري هو عمل عسكري غير مشروع والحل في اليمن هو حل سياسي قائم على الحوار»، جازماً بأنه «لن تكون هناك تغطية لتدخل عسكري من روسيا إلا دولياً لفض اشتباك بين طرفين يمنيين وإدارة حوار لصناعة تسوية وليس لتدخل عسكري لحساب مصالح دول جوار» .

وأضاف: «المبدأ في القانون الدولي والجامعة العربية ان حق النصرة من الخارج للحلفاء مشروط بالتعرض لأي دولة لعدوان من دولة اجنبية وفي أزمة داخلية التدخل مشروط بحوار ينتج حلاً بالتراضي ينتج شكلاً من اشكال الأداة الامنية لضمان تطبيق مفاعيله بالتراضي ويحدد دورها كوجود القوات السورية في لبنان، فالحوثيون لم يرفضوا الحوار بل رفضوه في الرياض والمشروط بالتنازل عن وجودهم في صنعاء والاعتراف بمنصور هادي وهذا ليس حواراً بل استسلام».

وقال: «دخول درع الجزيرة إلى البحرين والدخول إلى اليمن متشابهان، فهناك من يريد دعم فريق على آخر لحسابات فئوية سيدفع ثمنها وهذا ليس حلاً لازمة اليمن». وعن الدور الاميركي أعرب قنديل عن اعتقاده أن «الاميركيين ذاهبون للاتفاق مع ايران على ملفها النووي ولكن لديهم مشكلة مع حلفائهم ولا يستطيعون ان يصغروا ايران ولا تكبير حلفائهم».

وأضاف: «تركيا والسعودية و«إسرائيل» اعطتها أميركا فرصة لتفعل ما تريد فوافقت لإسرائيل على عملية القنيطرة كما وافقت للسعودية على عاصفة الحزم ولو نجحت إسرائيل بفرض خط أحمر في جبهة جنوب سورية وردع المقاومة ووضع ضوابط بقواعد اشتباك جديدة لصفقت اميركا وفرضت لـ«إسرائيل» جزءاً من توازن جديد، ففشلت «اسرائيل» وجاءت عملية مزارع شبعا بقواعد اشتباك جديدة فأدت الى انكفاء «اسرائيل»، فأكملت اميركا التفاوض مع إيران على قاعدة ان «اسرائيل» خارج المعادلة العسكرية».

وكشف قنديل ان «خطة السعودية كانت احتلال قطر لأنها غنية بالغاز ولا تكلف كثيراً وتؤدب فيها الخليج وتظهر كقوة جبارة وتأتي لإيران وتقول لها لنحل الوضع في اليمن، مشيراً إلى أن السياسة السعودية تغيرت باتجاه مصالحة تركيا وقطر والضغط على مصر لتغيير موقفها لأن مصر ذهبت الى مجلس الأمن تطلب حلفاً بقيادتها لضرب داعش في ليبيا ورفض طلبها من المجموعة العربية وقطر عطلت ذلك ومصر اتهمت قطر فردت عليها السعودية لأن اميركا طلبت منهم بطلب «اسرائيلي» ان قطر خط احمر والسعودي يقول حتى ندخل الى اليمن لننظفها من القاعدة نريد رأس الحوثيين كما قالت تركيا لندخل وننظف داعش في سورية نريد رأس الأسد فقالت اميركا لا اقدر اذهبوا انتم».

وأكد أن لديه معلومات من داخل الأمن السعودي أن «محمد بن نايف ومحمد بن سلمان كانت لديهم خطة كاملة لغزو قطر ولكنهما كانا ينتظران الضوء الأخضر الاميركي ولكن هناك قرار «اسرائيلي» فرضته اميركا على السعودية هو ان قطر خط احمر ممنوع الاقتراب منها».

كما كشف قنديل أن «رئيس الإستخبارات «الاسرائيلية» ذهب الى السعودية لالغاء قرار غزو قطر لذلك شهدنا التحول في الموقف السعودي من قطر، و«إسرائيل» تساعد في تحضير بنك الاهداف وهناك طيارون إسرائيليون في الاحتياط من اجل المشاركة في الغارات التي تقوم بها السعودية فنحن امام حرب تموز ثانية».

وأكد ان «هذا الهجوم السعودي مع الحلف المحيط به يريد الحاق الاذى بايران قطعاً وأكبر قرار غبي اتخذته السعودية هو التدخل باليمن واكبر قرار غبي تتخذه ايران ان ترد على التدخل بالتدخل، فهي تعلم ان جماعة انصار الله واليمن ستخسر في هذه الايام العديد من الشهداء وستظهر السعودية المعتدي والظالم والفاشل لانها لن تستطيع تغيير الواقع في اليمن وستصبح السعودية كما «اسرائيل» في حرب تموز امام خيارين اما ان تعلن فشلها او تدخل في حرب برية وكليهما كأس مرة وايران تنتظر النتائج ولن تتدخل، كاشفاً أن «الحوثيين لديهم صواريخ تطاول موانئ ومطارات السعودية وسيتم وضع معادلة موانئكم في مقابل موانئنا وقصركم الملكي في مقابل قصرنا في اليوم المناسب» .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى