موسكو: ثمة سعي نحو اتفاق شامل حول نووي إيران في غضون أيام

عقد في مدينة لوزان السويسرية أمس لقاء جديد بين وزراء خارجية إيران والسداسية الدولية، من دون إحراز تقدم، إذ أشار مصدر أوروبي إلى مفاوضات صعبة حول ثلاث نقاط لا تزال عالقة هي رفع العقوبات ومدة تنفيذ الاتفاق وآلية مراقبة المنشآت الإيرانية.

ويأتي هذا اللقاء في ظل إصرار كل من الطرفين على مواقفهما السابقة في ما يتعلق بمسألتي رفع الحظر الدولي عن إيران والبند المتعلق بالأبحاث العلمية والتطوير ما بعد توقيع الاتفاق.

وأشارت مصادر صحافية إلى أن الأنباء تتردد عن تقديم وزير الخارجية الصيني اقتراحاً جديداً كمخرج للخلاف حول قضية رفع العقوبات من دون الكشف عن مضمون هذا الاقتراح، إضافة إلى اقتراح غربي يتضمن تجزئة العقوبات الدولية ورفعها على مراحل عدة تبدأ من أربع إلى ست سنوات على أن تبقى أجزاء من هذه العقوبات لعقد كامل.

وقال دبلوماسي غربي إن هناك ثلاث نقاط خلاف كبيرة يجب حلها حتى تتوصل إيران والقوى العالمية إلى اتفاق إطار قبل انقضاء مهلة أعلنتها في نهاية آذار، وأضاف أنه لم يتضح أن كانت هذه النقاط ستحل.

وتابع الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن اسمه أن القضايا الأصعب تتعلق بمدة أي قيود على الأنشطة النووية الإيرانية بعد اقتراح أولي بعشر سنوات وكذلك رفع عقوبات الأمم المتحدة وإعادتها إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق.

وقال: «لا يمكن أن يكون هناك اتفاق ما لم نحصل على إجابات لهذه الأسئلة. هناك شعور بأنه إذا قدر للأمور أن تحدث فإن الصورة ستكتمل الآن… هناك لحظة يتعين عليك فيها الرد بالإيجاب أو النفي».

وفي السياق، قال المتحدث باسم الكرملين أمس إن هناك إشارات إيجابية في المحادثات التي تجرى في مدينة لوزان، وأضاف أنه من المبكر الحديث عن النتيجة المحتملة للمحادثات القائمة.

وأشار ديمتري بيسكوف إلى «أنه من المبكر الحديث عن النتيجة المحتملة للمحادثات القائمة». وقال في تصريح صحافي: «دعونا لا نتكهّن حالياً بما إذا كان نصف الكوب مليئاً أم فارغاً. هناك عدد من الإشارات الإيجابية في لوزان حيث يعمل وزراء الخارجية دعونا ننتظر رد الفعل من هناك». ولم يفصح بيسكوف عن أي تفاصيل إضافية.

في غضون ذلك غادر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوزان إلى موسكو على أن يعود مجدداً إذا استدعت الحاجة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «إن لافروف يغادر عند الساعة الثالثة أو الرابعة بعد الظهر لارتباطه بمواعيد مسبقة على أن يعود الثلاثاء في حال توفر فرصة واقعية للتوصل إلى اتفاق» على حد قولها.

وكانت الخارجية الروسية قد ذكرت أن وزراء خارجية الدول الست الكبرى وإيران أكدوا خلال لقائهم في لوزان السويسرية عزمهم المبدئي على التوصل إلى تسوية شاملة خلال الأيام القليلة المقبلة.

وجاء في بيان صدر عن الخارجية أن المشاركين في اللقاء الذي عقد أمس في لوزان، أشاروا إلى التقدم الكبير الذي تم تحقيقه خلال المفاوضات.

وذكر البيان أن لقاء لوزان ركز على البحث عن حلول سياسية وفتية للمسائل العالقة التي ما زالت تعرقل التوصل إلى اتفاقات مبدئية بشأن الجوانب الرئيسية للقضية.

وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن المفاوضات الأخيرة كانت مكثفة جداً قائلاً إن هناك ما يبعث على التفاؤل.

وفي السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن هناك مسألتين أو ثلاث مسائل لا تزال موضع خلاف بين إيران ومجموعة الوسطاء الدوليين، من بينها آليات رفع العقوبات عن طهران، التي تصر على إلغاء جميع القرارات التي تبناها مجلس الأمن الدولي ضدها، مضيفاً أن على مجموعة «5+1» اتخاذ «قرارات صعبة» لتحقيق تقدم في مفاوضاتهم مع إيران.

وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قال إن الاتفاق «يجب أن يضع القنبلة النووية خارج متناول إيران، لا تمكن المساومة على هذا الأمر». وأضاف هاموند «سنحاول إنجاز ذلك في الوقت المتبقي وعلى إيران اتخاذ قرارات صعبة من أجل التأكد من هذه الخطوط الحمر» معرباً عن اعتقاده بإمكان تحقيق اتفاق.

يأتي ذلك في وقت أعلن رئيس وزراء كيان العدو «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو أن بلوغ اتفاق حول البرنامج النووي لإيران سيفلتها من مسؤولية «العدوان» على اليمن.

وقال بيان صدر عن مكتبه أمس إن «الاتفاق الذي يلوح في الأفق في لوزان يبعث برسالة مفادها أن من يرتكب العدوان لا يدفع الثمن، بل على العكس ينال تعويضاً»، منتقداً الدول العظمى التي «تغض النظر» عن الدعم الإيراني للحوثيين.

واعتبر البيان أن «الدول المعتدلة والمسؤولة في المنطقة، خصوصاً «إسرائيل» ودول أخرى، ستكون الأولى التي ستعاني من عواقب هذا الاتفاق»، مؤكداً أنه «من المستحيل فهم لماذا عندما تواصل القوى المدعومة من إيران الحوثيون احتلال المزيد من الأراضي في اليمن، هم يغضون النظر في لوزان عن هذا العدوان، لكننا لن نغض النظر وسنواصل العمل ضد أي تهديد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى