كوريا الشمالية تستنكر المناورات العسكرية بين واشنطن وسيول وتصف أميركا بـ «الشيطان النووي»..

استنكرت كوريا الشمالية بعبارات شديدة اللهجة «نية الجيش الأميركي والقوات الكورية الجنوبية بإطلاق مناورات عسكرية مشتركة اليوم»، ووصفت الولايات المتحدة بـ «الشيطان النووي».

وقالت وزارة خارجية كوريا الشمالية، في بيان نشرته أمس، في جريدة «نودون سينمون» الرسمية: «إنّ هذا الأمر يظهر بوضوح من هو المتعصب الحقيقي للحرب النووية، ومن هو الشيطان النووي، الذي يخرب ويهاجم السلام في شبه الجزيرة الكورية وفي العالم كله».

واعتبرت الخارجية الكورية الشمالية «أن الولايات المتحدة، ومن خلال نشرها للأسلحة النووية الاستراتيجية في المنطقة، تنفّذ دون انقطاع استفزازات عسكرية واسعة وغير مسبوقة مما يدفع الوضع في شبه الجزيرة الكورية نحو درجة حادّة ومتفجّرة».

وأضافت الوزارة مشدّدة على: «أنّ الولايات المتحدة، وعن طريق وصف خطواتنا العادلة الرامية لتعزيز القدرات على الردع النووي بغرض الدفاع عن النفس بأنها تهديد للسلام والأمن، تقوم بشيطنتنا وتخلق ذريعة لشنّ ضربة نووية وقائية علينا».

واعتبرت بيونغ يانغ «أنّ جميع هذه الإجراءات تمثّل مقدمة لحرب نووية»، قائلة إنّ «المجتمع الدولي عليه أن يحدّد بشكل واضح ما هو المصدر الذي يُسمع منه صوتُ الدقّ على طبول الحرب النووية، وأن يضع المسؤولية كافة على عاتق الولايات المتحدة».

وأوضحت الوزارة «أنّ نحو 230 طائرة مرابطة في ثماني قواعد كورية جنوبية وأميركية ستشارك في التدريبات»، مؤكدة أنها «ستحاكي استهداف مواقع صاروخية ونووية في كوريا الشمالية، وذلك على خلفية إعلان بيونغ يانغ عن إنتاجها صاروخاً باليستياً جديداً عابراً للقارات وقادراً على قطع مسافة نحو 13 ألف كم»، حسب بيان السلطات الكورية.

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تستعدان لتنفيذ دورة جديدة من المناورات الجوية العسكرية المشتركة «الطيار المتيقظ» من المخطّط أن تجري من 4 إلى 8 كانون الأول الحالي.

من جهته، قال البابا فرنسيس، أمس، «إن بعض زعماء العالم ينتهجون توجّهاً لا عقلانياً تجاه الأسلحة النووية».

وأدلى البابا بتصريحاته للصحافيين على متن الطائرة البابوية في طريق عودته إلى روما بعد زيارته ميانمار وبنغلادش، التي هيمنت عليها أزمة لاجئي الروهينغا.

وسُئل عن السبب الذي دفعه لتغيير الموقف الرسمي للكنيسة، وما يشعر به تجاه الحرب الكلامية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وردّ قائلاً: «ما تغيّر هو لا عقلانية الموقف من الأسلحة النووية». وأضاف: «اليوم، بلغ السيل الزبى». وتابع: «يمكن الجدال في هذا الأمر، لكن برأيي وقناعتي، أننا وصلنا لأقصى ما هو مقبول أخلاقياً من امتلاك واستخدام الأسلحة النووية».

وتساءل البابا: «لماذا؟ لأننا اليوم وبمثل هذه الترسانة النووية المتطوّرة نخاطر بتدمير البشرية أو على الأقل جزء كبير من البشرية».

واقترح في الماضي أن «تتوسّط دولة ثالثة للتوصل إلى صفقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية»، وحثّ الطرفين على «تهدئة الحرب الكلامية، ووقف الإهانات المتبادلة».

وفي كلمة ألقاها الشهر الماضي، أشار البابا فرانسيس إلى أنه «مستعدّ لتشديد لهجة تعاليم الكنيسة القائمة منذ عقود، التي تنصّ على أن امتلاك أسلحة نووية كوسيلة ردع، أمر مقبول أخلاقياً، طالما أن الهدف النهائي هو التخلص منها».

وقال «إنه تجب الآن إدانة مجرد امتلاك أسلحة نووية، حيث يبدو أن قادة العالم ليست لديهم نية على الإطلاق لتقليص الترسانة النووية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى