عون بعد قداس الأنطونية: سننقذ السفينة

أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سلسلة مواقف تتعلق بالوضعين الداخلي والعربي وذلك خلال استقباله زواراً في بعبدا، حيث أكد أنه لن يتخلى عن مسؤولياته داعياً اللبنانيين الى عدم الخوف. واشار الى «أن عالمنا العربي يعاني اليوم من صعوبات كبرى أبعدت المسافات بين الدول العربية.

وخلال كلمة ألقاها بعد القداس الإلهي الذي أقامته الرهبانية الأنطونية في دير مار انطونيوس في بعبدا، قال رئيس الجمهورية: «لا تخافوا! نحن لن نترك السفينة، وسنقوم بعملية إنقاذ لجميع مَن هم على متنها»، مضيفاً: «نحن موجودون هنا ولسنا معتادين على التخلي عن مسؤولياتنا»، مشدداً على أنه: «في زمن سابق، واجهنا الدبابة والطائرة والمدفع، ولم نخف. وكنت هنا في بعبدا الى جانبكم. نحن لن نترك بعبدا ولن نجعل أحداً يسيطر على لبنان!

وحضر القداس اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون وعدد من الوزراء والنواب وشخصيات قضائية وأمنية وعسكرية، وترأسه الرئيس العام للرهبنة مارون أبو جودة.

أبو الغيط

واستقبل رئيس الجمهورية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بعيد وصوله الى بيروت للمشاركة في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، يرافقه الأمين العام المساعد السفير حسام زكي والمتحدث الرسمي باسم الجامعة محمود عفيفي.

وشكر أبو الغيط الرئيس عون على الترتيبات المتخذة من النواحي التقنية والتنظيمية والأمنية والإعلامية، مؤكداً نجاح القمة، كما وتطرق البحث الى المواضيع المدرجة على جدول الأعمال.

بعد اللقاء، قال أبو الغيط في تصريح صحافي: «تشرفت بلقاء فخامة الرئيس العماد ميشال عون وعبرت له عن عميق الاعجاب للتنظيم اللبناني البالغ المهارة». أضاف: «لقد تحدثت مع فخامة الرئيس حول بنود القمة بما فيها البعدان الاقتصادي والاجتماعي، وأكدت له اقتناعي بأن التحضيرات من ناحية الجامعة العربية أصبحت كاملة، وغداً اليوم سيكون هناك اجتماع لوزراء الخارجية والاقتصاد، واليوم كان هناك اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين، وسنتحرّك بعدها باتجاه القمة التي ستنعقد يوم الاحد وليوم واحد».

ورداً على سؤال حول الموقف من عودة سورية الى الجامعة العربية، قال: «إن للمسألة السورية جوانب مختلفة، كما لها حساسية، ويجب الاعتراف أن سورية هي دولة عربية مؤسسة للجامعة العربية، وعندما يتمّ توافق عربي ونتأكد أنه لا توجد اعتراضات من هذا الطرف أو ذاك، فما أسهل أن يطرح الأمر كبند على جدول أعمال مجلس وزاري في أي لحظة، مع التحضير الجيد له، وإذا توافقت الدول العربية على دعوة سورية من أجل شغل مقعدها، فمن جانبنا كأمانة عامة وكأمين عام نحن في خدمة الدول العربية، فالأمين العام هو الذي يسعى للحفاظ على المصالح العربية، ونحن ننفذ فوراً قراراً كهذا ومن دون تأخير».

وزير خارجية البوسنة والهرسك

وكان عون التقى وزير خارجية البوسنة والهرسك ايغور شرناداك Igor CRNADAK الذي يقوم بزيارة لبنان على رأس وفد رسمي.

ورحب الرئيس عون بالوزير والوفد المرافق، مشيداً بالعلاقات القائمة بين البلدين وداعياً الى تعزيزها في المجالات كافة، «لا سيما على الصعيد السياحي، خصوصاً أن نحو 7000 لبناني يقومون سنوياً بزيارة حج الى مدينة ميديوغورية مروراً بالبوسنة والهرسك»، آملا كذلك «ان يتم تعزيز العلاقات الثنائية والاقتصادية والتجارية».

من جهته، رد الوزير البوسني شاكراً الرئيس عون على الاستقبال، مشدداً على الأهمية التي يوليها لزيارته الى لبنان، «وهي الأولى على هذا الصعيد للبنان، منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1995». وقال: «نحن نتطلع الى ان تكون زيارتنا اليوم نقطة انطلاق لتعاون جديد ومثمر بين البلدين».

وعرض شرناداك للمحادثات التي أجراها بالأمس مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، منوّهاً بأوجه الشبه العديدة بين لبنان وبلاده، «وهي تقربنا من بعضنا بعضاً».

ورد الرئيس عون شاكراً للوزير الضيف العرض الذي قدمه عن أوجه التشابه بين دور كل من لبنان والبوسنة والهرسك في محيطهما، مشيراً الى انه تابع تفاصيل الازمة التي عانت منها بلاده والآثار الدامية التي خلفتها، مؤكداً «ان بناء السلام بين الدول والشعوب يجب ان ينمو، ومن اجل ذلك تقدمت في الامم المتحدة بمشروع انشاء «اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار»، في لبنان، الوطن المتعدد الثقافات والاديان والاتنيات، ما يوطد العلاقات الدولية والإنسانية ويشكل درباً من دروب التقارب ونبذ الحروب»، طالباً «دعم البوسنة والهرسك لهذا المشروع، والتصويت إلى جانبه في الامم المتحدة قريباً».

الغرف العربية

وبعد استقباله وفد اتحاد الغرف العربية، برئاسة رئيس الاتحاد محمد عبده، وحضور وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر غادة والي، والوزير السابق عدنان القصار الرئيس الفخري للاتحاد، لفت الرئيس عون إلى «أن عالمنا العربي يعاني اليوم من صعوبات كبرى أبعدت المسافات بين الدول العربية، والى ان هذه المرحلة لم تنته بعد»، آملاً أن «يحافظ القطاع الخاص العربي على الوعي الذي لديه ويعيد لمّ شمل الجميع»، مشيراً الى «ان كافة دولنا العربية في حاجة الى مثل هذا الحضور الجماعي الموحَّد، لكي نتكاتف ونساهم في تذليل الصعوبات كافة».

وأشار القصار الى «ان المنتدى العربي انعقد، في بيروت، وسط ظروف صعبة يعاني منها العالم العربي». وقال: أن يجتمع رجال وسيدات الاعمال العرب في لبنان ويكونوا يدا واحدة، فهذا إنجاز كبير لسياسة الانفتاح والتعاون التي اعتمدها فخامتكم، ونحن اليوم نقطف ثمارها في عهدكم الذي نشهد فيه الاستقرار والامان. وإننا نشكركم على هذه الرعاية، وعلى ما تمنحونه من اطمئنان للبنان في الظروف الصعبة التي تحيط بعالمنا العربي، نرجو لمزيد من السلام برعايتكم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى