أولى

خلايا السفارة تحذيرات أردوغان للعراقيين (2)

 باريسنضال حمادة

شهد شهر أيلول الماضي انعقاد الدورة الـ 74 للجمعية العامة للامم المتحدة، وكانت كلمة الرئيس العراقي برهم صالح يوم 25  من الشهر المذكور. وبعد انتهاء برهم صالح من كلمته وأثناء خروج الرؤساء والوفود المشاركة من قاعة الاجتماعات حصل حديث جانبي بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي أخبره عن تقارير ومعلومات تمتلكها المخابرات التركية تشير إلى أن الولايات المتحدة تخطط لافتعال تظاهرات شعبية في العراق خلال وقت قصير. وأبلغ اردوغان نظيره العراقي أن معلومات المخابرات التركية تفيد عن وجود عشرات العراقيين في قبرص وأربيل يتدرّبون على فنون وأساليب الحرب الناعمة بتمويل سعودي وإماراتي، استعداداً للعودة الى العراق والبدء بتطبيق مخطط التظاهرات.

الرئيس العراقي برهم صالح أخبر رئيس الحكومة العراقية المستقيلة حالياً عادل عبد المهدي بفحوى تحذيرات أردوغان. وتقول مصادرنا إن الطاقم السياسي والأمني العراقي لم يصدق كلام الرئيس التركي  عازياً ذلك إلى خلافات اردوغان مع ترامب حول صفقة أس 400 . وللحقيقة فإن كلام اردوغان الذي بانت صحته في ما بعد جاء بسبب تورط أعدائه السعودية والإمارات بالمخطط وبسبب خوفه من دور أربيل فيه وإمكانية أن يستفيد الأكراد من هذا الحراك للحصول على استقلال عن العراق. كما أن خوف أردوغان نابع من احتمال أن تكون تركيا هي الهدف التالي للمظاهرات كما حدث عام 2017، لذلك كان على الحكومة العراقية أخذ تحذيرات أردوغان بجدية أكثر، لكن إدارة الحكم في العراق تتعامل بسلبية وبعدم المسؤولية في الكثير من المسائل المصيرية؛ ومنها على سبيل المثال التعيينات المتقلبة في قيادة القطعات العسكرية قبل الأزمة وأثناءها، ومنها تحذيرات أردوغان التي استخفت بها.

قبل  لقاء اردوغان وصالح بشهرين أي في شهر تموز الماضي  اعلنت السفارة الأميركية في العراق عبر موقعها على الإنترنت عن طلبات لوظائف محرّر خبر وخبير بالتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وقد وظفت السفارة نتيجة هذا الإعلان حوالى 1200 عراقي يشكلون حالياً الجيش الإلكتروني للسفارة الأميركية في بغداد الذي يدير عمليات التظاهر والتموين والتمويل والدعاية والإعلام. وتنتشر فرق هذا الجيش الإلكتروني في السفارة الأميركية، في أربيل، قبرص، دبي، والسفارة الأميركية في بيروت.

في شهر آب لاحظت مخابرات الحشد الشعبي نشاطاً كبيراً ولافتاً لطائرات النقل العسكرية الأميركية في معسكرات التاجي وعين الأسد، كما لوحظ إنزال شحنات لمعدات متنوّعة في القاعدتين، وفي شهر أيلول امر اللواء عبد الوهاب الساعدي بنقل لواء كامل من الموصل إلى بغداد دون الرجوع الى القيادة السياسية. وهذا ما أثار غضب عادل عبد المهدي عليه وإقالته من منصبه. كانت الخطة واضحة المعالم تقضي بتجميع أكبر عدد من القوات والقطعات العسكرية الموالية لأميركا في العاصمة بغداد مع تعمد تحييد الحشد الشعبي عن المدينة لتسهيل أي عملية انقلاب عسكري في حال فشل التظاهرات. وهذا ما يفسر قيام عادل عبد المهدي بتسريح العشرات من ضباط الجيش والمخابرات العراقية. وكان هذا من الأسباب التي أثارت الغضب الأميركي على عبد المهدي.

   كانت المخابرات الإيرانية تراقب الوضع في العراق بشكل دقيق، وكانت على علم بالتحضيرات الأميركية لانقلاب شعبي او عسكري في العراق،  ربما حصلوا على تعاون من تركيا في هذا المجال وقد حصل العراقيون على معلومات وافية عن التحضيرات الأميركية، فاتخذ عادل عبد المهدي تدبيرات احترازية في شهر أيلول تمّت تنحية العشرات من الضباط وإحالتهم الى محاكم عسكرية، كما تمّ تسريح العشرات من الموظفين الحكوميين، وقبل كل هذا بشهرين تمّ إخراج مقتدى الصدر من العراق إلى بيروت. غداً الجزء الثالث: التيار الصدري وأحداث العراق..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى