عربيات ودوليات

ما وراء حادثة فلوريدا وأسباب عمق علاقة ترامب بالسعودية..

كشفت قناة «سي أن بي سي نيوز» الأميركية، أن الطالب السعودي يدرس في كلية الهندسة في جامعة نيو مكسيكو، اتهم بحيازة سلاح ناري من نوع «كليبر كوبرا 380»، بشكل غير قانوني، وذلك عقب تفتيش منزله. ويقول المصدر إن «تفتيش منزل المتهم جاء عقب تلقي الجهات الأمنية اتصالاً من أحد الأشخاص يدّعي فيه أن الطالب يخطط لقتل أشخاص في الجامعة قبل مغادرته للولايات المتحدة»، ولم يتضمن البلاغ أي أدلة أو تفاصيل حول هذه المزاعم، كما لم يثبت أن المتهم قام بتهديد أي شخص.

المتهم سلم نفسه للجهات الأمنية، ومثل أمام القاضي الذي أمر باحتجازه حتى نهاية الأسبوع قبل عقد جلسة الاستماع يوم غد الاثنين.

وبحسب مكتب المدعي العام الأميركي، فإن «المتهم الذي دخل الولايات المتحدة بتأشيرة دراسة، سيواجه عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن في حال إدانته».

ترافق هذا التحرّك الأمني مع موجة قرارات تتصل بحادثة إطلاق نار نفذها طيار سعودي قبل فترة وجيزة في القاعدة البحرية بفلوريدا، حيث قُتل أثناء الهجوم الذي أودى بحياة 3 أشخاص آخرين، وإصابة 7 بجروح، داخل مبنى تعليمي بالقاعدة في مدينة بينساكولا.

كما قررت وزارة الدفاع الأميركية، الثلاثاء الماضي، تعليق كل عمليات التدريب الجارية حالياً على أراضيها لعسكريين سعوديين، بعد حادثة الهجوم الذي شنه الطيار السعودي محمد سعيد الشمراني داخل قاعدة فلوريدا.

وفتحت السلطات الأميركية تحقيقاً في الحادث لمعرفة الدافع وراء قيام المسلح بإطلاق النار، وما إذا كان الحادث عملاً إرهابياً.

وسرعان ما اكتشف المحققون أن الشمراني قد نشر ما يشبه بياناً في حسابه في «تويتر» يظهر كراهية تجاه الولايات المتحدة إذ وصفها بأنها «دولة شر».

وبحسب الموقع الذي يتابع أخبار الجماعات المسلحة، كتب الشمراني في المنشور الموجّه للشعب الأميركي: «أنا لستُ ضدكم لأنكم فقط من الأميركيين، أنا لا أكرهكم بسبب حرياتكم، أكرهكم لأنكم كل يوم تدعمون وتموّلون وترتكبون جرائم ليس فقط ضد المسلمين بل أيضاً ضد الإنسانية.. أنا ضد الشر، وأميركا عموما تحوّلت إلى دولة شر».

وأضاف أنه يكره أميركا كذلك بسبب «دعمها لإسرائيل وغزو بلدان مسلمة». واقتبس كلمة لرئيس تنظيم القاعدة الإرهابي السابق أسامة بن لادن: «الأمن مصير مشترك. لن تشعروا بالأمن حتى نعيشه واقعاً في (فلسطين)، وتخرج القوات الأميركية من أراضينا».

وفي هذا السياق، اعتبر مستشار الأمن القومي الأمیركي روبرت أوبراین، أن حادث إطلاق النار في قاعدة «بینساكولا» البحریة بولایة فلوریدا، یبدو «هجوماً إرهابیاً».

وأضاف أوبراین في تصریح لمحطة «سي.بي.أس» الأمیركیة: «بالنسبة لي یبدو أنه هجوم إرهابيلا أرید الحكم مستبقاً التحقیق، ولكن یبدو أن هذا شخص من المتطرفين».

وأثارت حادثة فلوريدا جدلاً واسعاً في الأوساط الأميركية، ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أميركيين تخوفهم من عودة أجواء الحادي عشر من أيلول، عبر أعمال إرهابية يستهدف من خلالها سعوديون مختلف الولايات.

في السياق نفسه، تناولت الباحثة في معهد «بروكينغز» تمارا كوفمان وايتس الهجوم المسلح الذي نفذه الجندي السعودي في القاعدة العسكرية في ولاية فلوريدا، واعتبرت أنه قد يؤدي إلى «توتير العلاقات الأميركية السعودية أكثر فأكثر».

ورأت الكاتبة أن «الهجوم قد يعيد أجواء هجمات الحادي عشر من أيلول، عندما تبين أن خمسة عشر خاطفاً من أصل تسعة عشر نفذوا هجمات الحادي عشر من أيلول كانوا من التابعية السعودية».

وفي خضم هذه الأحداث يرى بعض المراقبين للشأن السعودي بأن «العلاقة السعودية بأسرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغرق الأخير، في الكثير من المواقف الحرجة، دونالد ترامب الذي وصف المملكة سابقاً بالبقرة الحلوب، تصرف كأنه سكرتير صحافي للمملكة، في أعقاب الهجوم المميت الذي وقع الأسبوع الماضي في بينساكولا، من قبل طيار تابع لسلاح الجو السعودي». وأرجعت مجلة «ذا ويك» الأميركية تلك العلاقة إلى «تعلّق ترامب بالحكام الديكتاتوريين»، وهنا يمكن القول بأنه عادة تحدث العديد من الأشياء السيئة ولا يعد ذلك دائماً خطأ، لكن المشكلة في أن تكون تصرّفات الشخص المعني والمسؤول هي التي تجعلها أكثر سوءاً. وهذا هو حال الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وينطبق ذلك تماماً مع علاقة رؤساء الولايات المتحدة مع حكام السعودية. فرغم أن ترامب ليس أول رئيس أميركي يظهر احتراماً لا داعي له للعائلة المالكة غير أنه تجاوز ذلك وتصرّف وكأنه سكرتير في أعقاب الهجوم المميت في فلوريدا.

وفي محاولة منه للدفاع عن علاقته الوطيدة بالسعودية، أشار ترامب إلى أن «الملك السعودي سيشارك في رعاية عائلات الضحايا»، ناقلاً عنه أنه «يشعر بحزن شديد حول ما حدث»، لكن ما يقوله ترامب هو إذا ما كان السعوديون قدّموا أي ضمانات حول المساعدة في التحقيق أو تحديد دوافع المشتبه به، وإذا ما كانوا سيجيبون على الأسئلة حول عملية فحص المتدربين. ومع ذلك يتعلق السؤال الأكبر بالسبب الذي يجعل الإدارة الأميركية متمسّكة بعلاقاتها مع السعودية؟للإجابة على هذا السؤال لا بدّ من الإشارة إلى النفط، حيث تعد السعودية واحدة من الدول الكبرى المنتجة له كما أن الولايات المتحدة تعمل على دعم السعودية في تنفيذ مخططاتها التكفيرية في المنطقة، تحت زعم أنها قوة إقليمية موازية لقوة إيران. يقودونا ذلك كله للقول بأن السبب الحقيقي وراء دعم ترامب للسعودية هو «الموقف السعودي الحقيقي من التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق مصالحه في الشرق الأوسط، باعتبارة دولة وكذلك الانسياق وراء أهداف السياسة الأميركية والإسرائيلية في معاداة إيران ومحور المقاومة والانخراط فيها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى