عربيات ودوليات

غريفيث يبحث جهود السلام وسط تعنّت العدوان السعودي

بحث مسؤولون في حركة أنصار الله اليمنية مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، الوضع الإنساني المتأزم في البلاد نتيجة استمرار الحصار والعدوان وإغلاق مطار صنعاء، مؤكدين ضرورة تعزيز الخطوات الانسانية للإفراج عن الأسرى والمعتقلين، ووضع حد للعراقيل التي تحول دون تنفيذ اتفاق السويد بسبب تعنت دول العدوان.

ووصل المبعوث الأممي الخاص الى اليمن «مارتن غريفيث»، أول أمس، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، قادماً من العاصمة الأردنية عمان، برفقه نائبه «معين شريم» ووفده المرافق، ليلتقي بمسؤولين يمنيين رفيعي المستوى والبحث في العراقيل التي حالت دون تنفيذ اتفاق الحديدة.

وتأتي زيارة المبعوث الأممي بعد 3 أيام من اكتمال عام كامل على توقيع اتفاق ستوكهولم بين أطراف النزاع في اليمن، بالتزامن مع مواصلة الجهود الدولية للدفع بتنفيذ الاتفاق الذي يعاني من صعوبات.

وكان ممثلو حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء وحكومة الرئيس المستقيل الهارب عبد ربه منصور هادي، قد اتفقوا بالعاصمة السويدية ستوكهولم، في 13 من كانون الأول 2018، على معالجة الأوضاع في محافظة الحديدة، مع الاتفاق على تبادل نحو 16 ألف أسير ومعتقل.

وفي إطار اتصالاته مع المسؤولين اليمنيين، التقى غريفيث ونائبه معين شريم والفريق المرافق له أمس، رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن «مهدي المشاط» في العاصمة صنعاء.

وجرى خلال اللقاء الذي تمّ بحضور رئيس الوزراء «عبدالعزيز بن حبتور» ونائب رئيس مجلس النواب «عبدالسلام هشول»، استعراض مستجدات الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي في سبيل الوصول إلى حل ينهي معاناة اليمنيين.

وتطرّق اللقاء إلى العراقيل التي حالت دون تنفيذ اتفاق السويد بعد مرور عام على توقيعه، في ظل تعنت العدوان ومرتزقته في تنفيذ التزاماتهم بموجب الاتفاق، مقابل الخطوات الإيجابية التي نفذها الجيش اليمني واللجان الشعبية من جانب واحد سواء ما يتعلق بإعادة الانتشار من موانئ الحديدة، أو إطلاق الأسرى، وكذلك توريد إيرادات ميناء الحديدة لحساب المرتبات.

وأكد الرئيس «المشاط» أن على «الأمم المتحدة التحرك بجدية، خصوصاً في ما يتعلق بالجسر الجوي الطبي عبر مطار صنعاء الدولي لنقل المرضى للعلاج في الخارج والذي تأخّر تدشينه».

وأشار إلى أن «استمرار احتجاز السفن النفطية والغذائية يضاعف من معاناة الشعب اليمني»، داعياً الأمم المتحدة إلى «القيام بدورها في إيقاف هذه الممارسات اللا إنسانية».

من جانبه استنكر رئيس الوزراء «عبدالعزيز بن حبتور» استمرار مرتزقة العدوان في طباعة العملية الوطنية بشكل غير قانوني، والذي تسبب في التضخم وارتفاع الأسعار، بالتزامن مع استمرارهم في نهب مرتبات موظفي الدولة ضمن مؤامرة مكتملة الأركان لتجويع الشعب وإفقاره.

بدوره، طالب نائب رئيس مجلس النواب «عبدالسلام هشول» بسرعة فتح مطار صنعاء الدولي، مشيراً إلى أن «إغلاق المطار يمثل صورة من الانتهاكات التي يمارسها العدوان بحق اليمنيين دون أي مسوغ قانوني».

واعتبر «هشول» استمرار الصمت الدولي والأممي تجاه عمليات النهب الشاملة لموارد اليمن من النفط والغاز وبقية الإيرادات من قبل مرتزقة العدوان، شجعهم على مواصلة نهب ثروات الشعب اليمني، فيما هو يموت جوعاً.

إلى ذلك، أكد رئيس لجنة كسر الحصار ورفع الحظر عن مطار صنعاء «عبد الله شعبان» أن «وعود العدوان بفتح المطار كذب وإقرار باستمرار الحصار»، مؤكداً أن «اليمن لا يستجدي من النظام السعودي لا رحلة ولا رحلتين».

وقال «شعبان» إن «اليمن بلد ذو سيادة، وأشرف لليمني أن يموت في بلده ولا يستجدي عدوه».

كما استقبل قائد حركة أنصار الله في اليمن «عبد الملك بدر الدين الحوثي»، المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.

وخلال اللقاء جدد الحوثي التأكيد على موقفه الثابت وحرصه الدائم على السلام وتعاطيه الجاد والمسؤول مع كل المساعي التي تبذل في هذا الاتجاه بغية الوصول للحلول العادلة والمنصفة.

كما أكد على أهمية تعزيز الخطوات الإنسانية في ما له علاقة بالأسرى والمعتقلين خاصة التعامل اللاإنساني الذي يحصل بحقهم في سجون دول العدوان ومرتزقتها.

وتطرّق الحوثي خلال لقائه غريفيث إلى السياق المأساوي في معاناة الأسرى واستمرار احتجاز المواطنة «سميرة مارش» والتي تم اختطافها من قبل عناصر إجرامية واحتجازها في أحد سجون محافظة مأرب في تعد صارخ لكل المبادئ الدينية والأخلاق الإسلامية والأعراف القبلية والاجتماعية.

كما جرى خلال اللقاء التأكيد على الحال الإنساني المتردي الذي فاقمه العدوان والحصار واستمرار إغلاق مطار صنعاء أمام المرضى والجرحى والعالقين والطلاب والمسافرين وبقاء مدينة الدريهمي تحت الحصار الخانق منذ اتفاق السويد العام الماضي، مشيراً إلى وجود جوانب مهمة يجب ان تحتل مزيداً من الاهتمام والتنفيذ من قبل الامم المتحدة.

وكانت منظمات دولية، أعلنت الخميس، أن المعارك التي تدور في محافظة الحديدة، غربي اليمن، شهدت سقوط 799 ضحية بين قتيل وجريح من المدنيين، منذ توقيع اتفاق ستوكهولم قبل عام.

كما قالت منظمة حقوقية غير حكومية تدعى «سام للحقوق والحريات»، إنّ الحرب الدائرة في اليمن منذ 5 سنوات خلفت ما يزيد عن مئة ألف قتيل، ومئات الآلاف من المصابين والمختفين قسراً وعشرات الآلاف من البيوت والمدارس المدمرة.

وشهدت محافظة الحديدة، خلال الساعات الماضية، مواجهات وتصعيداً ميدانياً، تزامنًا مع زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن. وواصلت قوى العدوان خروقاتها لوقف إطلاق النار بالحديدة، وتم فتح نيران الرشاشات الثقيلة باتجاه مطار المدينة، في خرق واضح لاتفاق السويد.

ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأممي إلى اليمن، المسؤولين السعوديين في الرياض في إطار مساعيه للدفع بعملية السلام في اليمن. ويرى بعض المراقبين للشأن اليمني أن الجهود الجديدة التي يبذلها المبعوث الأممي من شأنها أن تدفع العدوان ومرتزقته بتنفيذ اتفاق ستوكهولم، فيما يرى آخرون أن اتفاق السويد لا يبصر النور في ظل تعنت قوى العدوان في تنفيذ بنوده وإصرارها على الاستمرار في الحصار والعدوان على الشعب اليمني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى