أولى

البناء تنشر تفاصيل الاجتماع العسكري: الروسي السوري ـ التركي حول معرّة النعمان..

} باريسنضال حمادة

 لم يكن إصدار الرئاسة التركية مساء الثلاثاء الماضي بياناً طلبت فيه وقفاً لإطلاق النار في إدلب، سوى إعلان رسمي متأخر للطلب الحقيقي الذي تقدّمت به أنقرة صبيحة اليوم نفسه عبر لجنة التواصل العسكرية المشتركة حول سورية بين روسيا وتركيا وذلك على خلفية الانهيار الكبير لمواقع وخطوط حرب المسلحين في الريف الشرقي لمدينة إدلب وتقدّم الجيش السوري بسرعة كبيرة باتجاه سراقب وجسر الشغور بعدما أصبحت مسألة تحرير معرة النعمان قضية وقت قليل لا غير.

في المعلومات وصبيحة يوم الثلاثاء طلب الأتراك من الجانب الروسي وقفاً لإطلاق النار في معرة النعمان، وعلى الساعة الحادية عشرة صباحاً حضرت مجموعة من ضباط المخابرات التركية الى مطار حميميم العسكري في منطقة الساحل السوري والتقوا مجموعة من الضباط الروس بحضور العميد سهيل الحسن عن الجانب السوري، وقد حمل الأتراك معهم بنوداً عدة ظنوا أن فيها تنازلاً قد يرضي الجانبين السوري والروسي.

والبنود هي:

1 – وقف فوري لإطلاق النار في معرة النعمان.

2 – رفع العلم السوري فوق المباني الحكومية وفي ساحة معرة النعمان.

3 – عدم دخول الجيش السوري إلى معرة النعمان.

4- تسيير دوريات سورية روسية مشتركة في المدينة.

هذه البنود التركيّة التي تمّ رفضها لعدم تناسبها وبعدها عن حقيقة الوضع العسكري على الأرض سرعان ما وضعت جانباً لتبدأ جولة تفاوض جدية حول آلية انسحاب المسلحين من مدينة معرّة النعمان، والتي أرادها السوري والروسي نسخة عن انسحاب المسلحين من خان شيخون قبل شهرين من الآن، حيث أبقى الجيش السوري والطيران الروسي ممراً للمسلحين داخل المدينة للانسحاب عبره إلى سراقب ومحيطها، ويقع الممر في الجهة الشمالية لمعرة النعمان على أن يتم انسحاب المسلحين ليلاً وأن يعطي الجانب التركي خريطة الألغام داخل معرة النعمان الى العسكريين الروس، ولم يتمّ الاتفاق نهائياً على الانسحاب من معرة النعمان، ولكن المدينة خلت تقريباً من سكانها خلال الأيام الماضية فيما تراجع عدد المسلحين داخلها بشكل كبير في تحضير لانسحاب من المتوقع أن يُجريه المسلحون ليلاً خلال الأيام المقبلة من دون أن يكون مرهوناً باتفاق مع الجانبين السوري والروسي.

بالتزامن مع هذا الاجتماع كانت وتيرة تقدّم الجيش السوري في معارك ريف إدلب الشرقي تتسارع مع حصول انهيار فعلي لخطوط دفاع المسلحين في المنطقة، ما أنتج حالة من الفوضى في القتال والتشرذم في المواقع وعدم التنسيق بين المجموعات العسكرية المشاركة في المعركة، في وقت بدأت فيه مراصد المسلحين تتقاذف اللوم والتهم حول أسباب ومسبّب هذه الهزيمة السريعة. وبينما وجهت مراصد الفصائل التابعة لتركيا اتهاماً مباشراً لـ»هيئة تحرير الشام» (النصرة) بعدم السماح للفصائل بالتوجّه لمعرة النعمان للقتال هناك ردت النصرة بالقول إنها الوحيدة التي تقاتل في المعركة دون غيرها من الفصائل المسلحة.الجيشالسوريالذييثبتمواقعهفيجزجنازومحيطهاويقتربمنتحريرمعرةالنعمانفتحمحوراًآخرانطلاقاًمنمطارأبوالظهورالعسكريباتجاهمدينةسراقبفيعمليةضغطمتزايدةللدفعبمنتبقىمنالمسلحينفيجبهةشرقيإدلبللانسحابشمالاًباتجاهتركيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى