عربيات ودوليات

بوريل يدعو ظريف إلى بروكسل لـ«نزع فتيل التوتر الإقليمي» وتأهُّب غواصة بريطانية لضرب إيران.. بومبيو: استراتيجيتنا ستقوم على استهداف صنّاع القرار الإيرانيين.. وترامب يتعهد برد غير متناسب

على خلفية التصعيد الحاد إثر اغتيال الولايات المتحدة الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني، دعا الاتحاد الأوروبي وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف لزيارة بروكسل.

وجاء في بيان للاتحاد الأوروبي أمس، أن «مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد خوسيب بوريل دعا إلى خفض تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، خلال حديث أجراه مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مطلع الأسبوع».

بوريل

ودعا بوريل إيران إلى أن «تدرس أي رد فعل بعناية» ووجّه بوريل دعوة لظريف لـ»زيارة بروكسل»، و»بحث الوضع في الشرق الأوسط والحفاظ على الاتفاق النووي مع طهران».

وأعرب بوريل لوزير الخارجية الإيراني، عن بالغ قلقه إزاء «تصاعد المواجهات العنيفة في العراق مؤخراً، بما في ذلك مقتل سليماني»، وحثّ الجمهورية الإسلامية على «ضبط النفس ودراسة أي رد فعل بحذر لتفادي تصعيد جديد سيضرّ بالمنطقة بأسرها وشعوبها».

وأعرب مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن استعداده التام لـ»الإسهام في خفض التوترات الإقليمية»، مشدداً على أن «الحل السياسي هو السبيل الوحيد للتهدئة».

وفي ما يتعلّق بالاتفاق النووي، أشار بوريل إلى أن «هذه الصفقة لا تزال تشكل حجر الزاوية في الهيكل العالمي لعدم الانتشار النووي وآلية لضمان الأمن في المنطقة والعالم»، مبدياً استعداده لـ»مواصلة الاضطلاع بدور المنسّق من أجل الحفاظ على وحدة الأطراف المتبقية في الاتفاق وضمان تنفيذه بالكامل من قبل جميع الجهات المعنية».

وذكر بوريل أنه دعا ظريف إلى «مواصلة مشاوراتهما بشأن هذه المسائل في بروكسل»، دون الكشف عن موعد هذه الزيارة المحتملة.

وأشار إلى أن «المكالمة مع ظريف جاءت ضمن سلسلة اتصالات هاتفية يجريها منذ الجمعة مع عدد من رؤساء أوروبيين وإقليميين».

بومبيو

على الصعيد الأميركي، أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس، أن «الولايات المتحدة ستلتزم بالقوانين في حال توجيه ضربات على أهداف إيرانية».

وقال في مقابلة مع سبكة «إي بي سي» معلقاً على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول استعداده لضرب 52 هدفاً إيرانياً بما في ذلك الأهداف المهمة والثقافية «سنتصرّف وفقًا للقانون، لقد فعلنا هذا دائماً وسنفعله»، نافياً قول الرئيس الأميركي بأنه سيستهدف المواقع الثقافية الإيرانية. وقال بومبيو لـ»فوكس نيوز» «الرئيس ترامب لم يذكر أنه سيستهدف موقعاً ثقافياً».

كما دافع بومبيو عن الضربة الجوية الأميركية التي أسفرت عن مقتل القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني قائلاً إن «معلومات المخابرات أوضحت أن التقاعس عن التحرك ضدّ سليماني كان سيمثل تهديداً أكبر».

وأضاف بومبيو خلال مقابلة مع برنامج (ذيس ويك) على قناة (إيه.بي.سي) «تقديرات المخابرات أوضحت أن التقاعس، بما يسمح لسليماني بمواصلة تدبيره وتخطيطه، لحملته الإرهابية يمثل خطراً أكبر من التحرك الذي أقدمنا عليه الأسبوع الماضي».

كما أعلن بومبيو، أن «استراتيجية مواجهة إيران التي تعتمدها واشنطن حالياً، تقوم على استهداف صناع القرار الحقيقيين في إيران، وليس قوات تابعة لها في المنطقة».

وشدد بومبيو على أن «المسار الذي تنتهجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران يختلف جذرياً عما كانت تتبعه إدارة الرئيس السابق باراك أوباما».

وقال مخاطباً إيران: «كفانا هذا القدر. لن يعود ممكناً لكم استخدام قوات عميلة، والاعتقاد أن وطنكم سيكون في أمان وسلامة. ردنا سيكون ضد صناع القرار الحقيقيين، وهم الأشخاص الذين يشكلون هذا التهديد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

ترامب

فيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن «الولايات المتحدة سترد سريعاً، وربما بطريقة غير متناسبة إذا هاجمت إيران أي فرد أو هدف أميركي».

وقال ترامب في تغريدة على «تويتر» أمس، «هذه المنشورات الإعلامية تمثل إشعاراً للكونغرس الأميركي بأن إيران إذا هاجمت أي شخص أو هدف أميركي، فسترد الولايات المتحدة بسرعة وبشكل كامل وربما بطريقة غير متناسبة».

وأضاف «مثل هذا الإشعار القانوني غير مطلوب لكنه صدر رغم ذلك».

وكان الرئيس الأميركي قد كتب في تغريدة في وقت سابق أمس، «فليكن هذا بمثابة تحذير بأنه إذا قامت إيران باستهداف الأميركيين أو الممتلكات الأميركية، فسنستهدف 52 موقعاً في إيران (بعدد الرهائن الأميركيين الـ 52 الذين احتجزتهم إيران قبل سنوات طويلة)، بعضها مستواها رفيع وهام بالنسبة إلى إيران والثقافة الإيرانية، وهذه الأهداف، مثل إيران نفسها، ستخضع لضربة سريعة وقوية. لم تعد الولايات المتحدة تريد أي تهديدات».

ستولتنبرغ

فيما قال مسؤول في الناتو إن «ممثلي بلدان الحلف سيعقدون اجتماعاً عاجلاً اليوم في بروكسل، لبحث الوضع في الشرق الأوسط إثر مقتل قاسم سليماني».

ودعا ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف لعقد هذا الاجتماع بعد مشاورات مع الدول الأعضاء.

راب

أما على الصعيد البريطاني، فقال وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب أمس، إن «الولايات المتحدة لديها الحق في الدفاع عن نفسها في ما يتعلق بقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني».

وقال راب خلال مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) تعليقاً على إن كان قتل سليماني مشروعاً «هناك حق الدفاع عن النفس».

وأضاف راب أن «بريطانيا ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للحد من المخاطر التي يمكن أن تواجه مصالحها وجنودها».

جونسون

بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن القائد السابق لـ»فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني، «اضطلع بدور بارز في أعمال أدت لمقتل آلاف المدنيين الأبرياء في الغرب»، بحسب زعمه.

وقال جونسون، إنه تحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حول الوضع في العراق.

وأكد أن بريطانيا «على اتصال مكثف مع كل الأطراف لتشجيع وقف التصعيد في الشرق الأوسط»، مضيفاً أنه سيتحدث «مع رؤساء آخرين وأصدقائنا العراقيين لدعم السلام والاستقرار».

وقال: «سليماني كان يشكل خطراً على كل مصالحنا»، مؤكداً أن «لندن اتخذت إجراءات لتعزيز أمن البريطانيين ومصالح بريطانيا في الشرق الأوسط، على خلفية مقتله».

تأهّب غواصات بريطانية

فيما كشفت وسائل إعلام بريطانية عن «مرابطة غواصة تابعة للبحرية الملكية وتعمل بالطاقة النووية، متأهبة لاستهداف إيران بصواريخ توماهوك، في حال نشوب حرب في المنطقة».

ونقلت صحيفة «ذي صن» عن مصدر عسكري قوله إن «القوات البريطانية لن تكون السباقة في توجيه الضربات، لكن يتم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية، وهذا يعتمد على الكيفية التي ستردّ بها إيران على مقتل سليماني».

وأضاف: «إذا ما تدهورت الأمور بسرعة، فإن المملكة المتحدة ستقف جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة»، مؤكداً أن «البحرية البريطانية تمتلك أكثر الغواصات تطوّراً وفتكاً، كما أن إحدى هذه الغواصات موجودة في نطاق إيران».

وأفادت «ذي صن» بأن «السفن الحربية البريطانية ستستمرّ في مراقبة السفن التجارية العابرة لمضيق هرمز».

يذكر أن آخر مرة استخدمت فيها بحرية بريطانيا صواريخ «توماهوك» ضد أهداف برية كانت سنة 2011 لضرب منشآت عسكرية تابعة للقذافي في ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى