عربيات ودوليات

البرلمان الليبي سيستعين بالعرب حال التدخل التركي وغوتيريس يدعو إلى التهدئة وحفتر يوافق على الالتزام بوقف إطلاق النار والمشاركة في «مؤتمر برلين»

 

قال المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي في طبرق، إنّه «حال التدخل التركي وإرسال قوات لاحتلال ليبيا، فستتمّ الاستعانة بالدول العربية».

وأضاف صالح أمس: «أعتقد أنه عند نقطة الصفر ومحاولة احتلال ليبيا، لن يتردّد أحد من العرب، خاصة أن ليبيا لها تاريخها المشرف في الوقوف إلى جانب العرب سواء مصر أو الجزائر والدول الأخرى العربية، وبالتالي نعتقد أن العرب سيكون لهم موقفهم الجاد في هذه الحالة».

وتابع: «حتى الآن لا نحتاج إلى مساندة عسكرية، لكن إذا تدخلت تركيا حسب تهديدات الرئيس التركي، فإنه لا مناص من الاستعانة بمصر أو الجزائر أو غيرهما من الدول الأخرى، فالعرب هم الأولى».

وسبق أن أكد صالح بأن «مجلس النواب هو الجسم الشرعي في ليبيا»، مشدّداً على أن «أي اتفاق يتم توقيعه بدون موافقة مجلس النواب باطل ولا أثر له».

بدوره، أكد القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير، خليفة حفتر، أمس، «تمسك الجيش الوطني الليبي بالثوابت الوطنية ومحاربة الإرهاب ونزع أسلحة الميليشيات»، جاء هذا خلال لقائه مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في مقر القيادة في مدينة بنغازي.

وقال المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الليبي في بيان صحافي عبر صفحته على موقع «تويتر» إن «القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر استقبل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في مقر القيادة العامة في مدينة بنغازي».

ووفقاً للبيان، أكد حفتر على «تمسكه بالثوابت الوطنية وأحقية الجيش الوطني في محاربة الإرهاب ونزع أسلحة الميليشيات والحفاظ على سلامة وسيادة ليبيا ووحدة أراضيها»، معبراً عن «تقديره للجهود التي تبذلها الدولة الألمانية».

وأضاف البيان أن «خلال هذا اللقاء تمّت مناقشة حيثيات المؤتمر الدولي الخاص بليبيا المزعم عقده في برلين».

فيما قال ماس في تغريدة نشرتها وزارة الخارجية الألمانية، عقب محادثات أجراها في مدينة بنغازي الليبية، إن «المشير حفتر أوضح أنه يرغب بالمساهمة في إنجاح مؤتمر برلين بشأن ليبيا وهو مستعد من حيث المبدأ للمشاركة. كما وافق على الالتزام بوقف إطلاق النار».

وتوجّه وزير الخارجية الألماني إلى ليبيا لـ»إقناع المشير حفتر» بـ»الانضمام إلى المؤتمر الدولي حول الصراع الليبي الذي سيُعقد في برلين الأحد المقبل».

واعتبر ماس أن «المؤتمر هو أفضل فرصة منذ فترة طويلة من أجل إجراء محادثات لإحلال السلام في ليبيا».

ماس أمِل في كلمة له قبل توجّهه إلى ليبيا بأن «يغتنم الطرفان هذه الفرصة ليتسنى لليبيين تقرير مستقبل ليبيا»، معتبراً أنهما «بحاجة إلى الاستعداد لوقف فعلي لإطلاق النار ومشاركتهما في صيغة الحوار الذي اقترحته الأمم المتحدة».

يُذكر أن لقاء الوزير الألماني بحفتر في مدينة بنغازي، جاء بعد أيام من اجتماعه مع خصمه فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني ومقرّها طرابلس.

وكان العميد خالد المحجوب، آمر إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، قد أكد أمس، أن «القيادة العامة تحترم الدور الروسي كوسيط في حل الأزمة الليبية»، مشيراً إلى أن «الجيش الوطني الليبي وقيادته لديهما ثوابت لا تتغيّر وهي حل جميع الميليشيات المسلحة وتسليم أسلحتها».

وأضاف المحجوب: «القيادة العامة للجيش الليبي وضعت شروطاً وأهمها سقف زمني محدّد وواضح لحل الميليشيات المسلحة»، مؤكداً بأن «المشير حفتر في زيارته الأخيرة إلى موسكو قدم مقترحاً بهذه الأمور، نحن منتصرون على الأرض، وبالتالي نحن مَن يجب أن يضع الشروط، لكن عندما ظهرت النتيجة أن الطرف الخاسر هو الذي يستفيد من هذا أصبح الأمر معقداً ولا نستطيع القبول بأي أتفاق ما لم يتم حل الميليشيات في طرابلس».

كما سيتوجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد المقبل، إلى برلين للمشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي سيحاول «إحياء عملية السلام»، كما أعلن الإليزيه أمس.

وتكثفت الجهود لتسوية النزاع في ليبيا الثلاثاء مع إعلان موسكو هدنة مفتوحة، وعقد مؤتمر دولي الأحد في برلين برعاية أممية.

وسيضم المؤتمر الدول الداعمة لطرفي النزاع أو المتورطة بشكل أو بآخر في عملية السلام منها روسيا وتركيا والولايات المتحدة أو إيطاليا وفرنسا.

وهدف المؤتمر الأول هو «الحد من التدخلات الأجنبية التي تغذي النزاع، وإيجاد الظروف المواتية لاستئناف الحوار الليبي مع وقف دائم لاطلاق النار مسبقاً».

في السياق نفسه، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأسرة الدولية لـ»تقديم دعم قوي» لمؤتمر برلين.

وقال غوتيريس في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي: «أحضّ جميع الأطراف المتحاربة على الإسراع في تعزيز الوقف غير المشروط للأعمال القتالية الذي تم التوصّل إليه برعاية رئيسي روسيا وتركيا، والانخراط بصورة بنّاءة في تحقيق هذه الغاية، بما في ذلك في إطار عملية برلين».

كما ندّد الأمين العام بـ»التدخّلات الخارجية في الشأن الليبي»، مجدداً التحذير من أنّ «أيّ دعم خارجي للأطراف المتحاربة لن يؤدّي إلا إلى تعزيز الصراع المستمر وتعقيد الجهود الرامية لإتاحة التزام دولي واضح بحلّ سلمي للأزمة في البلاد».

ولفت غوتيريش في تقريره إلى أنّ «مشروع البيان الذي سيصدر عن مؤتمر برلين، يتمحور حول 6 محاور، هي وقف الأعمال القتالية ووقف دائم لإطلاق النار، تطبيق حظر الأسلحة، إصلاح قطاع الأمن، العودة إلى عملية سياسية، إصلاح اقتصادي، احترام القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى