اقتصاد

مخزونات النفط والإنتاج من خارج أوبك تصدٍّ جيد للأزمات

لا شك في أن الاضطراب في إمدادات كبرى الدول المنتجة للنفط في المنطقة يمكن أن يدمّر الاقتصاد العالمي، ومع ذلك أكدت وكالة الطاقة الدولية أن وجود مخزونات وافرة واستمرار الإنتاج النفطي في مناطق أخرى يشكلان تأكيداً على أن العالم في وضع جيد للتصدّي للأزمات.

وقالت إن ارتفاع إنتاج النفط من الدول غير الأعضاء في أوبك بقيادة الولايات المتحدة بجانب وفرة مخزونات النفط العالمية سيساعد السوق في التصدي للصدمات السياسية مثل المواجهة بين إيران والولايات المتحدة.

جاء في التقرير الشهري الأخير لوكالة الطاقة الدولية حول أسواق النفط «لا يمكننا أن نعرف كيف ستكون الأوضاع الجيوسياسية على مرّ الوقت، لكن يبدو في الوقت الراهن أن مخاطر وجود تهديد بالغ للإمدادات النفطية قد تراجعت».

وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط قد تراجعت بعدما قفز سعر البرميل أربعة دولارات، على غرار ما حصل في ايلول عندما استهدفت هجمات منشأتين نفطيتين سعوديتين، أدت إلى توقفهما جزئياً لفترة قصيرة.

جاء في تقرير الوكالة أن الأوضاع حالياً «حيث يزداد إنتاج الدول من خارج (منظمة الدول المصدرة للنفط) أوبك ويتخطى احتياطي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية متوسط الخمس سنوات بتسعة ملايين برميل، تشكل قاعدة صلبة للتعامل مع أي تصعيد في التوترات الجيوسياسية».

وذكرت الوكالة أنها تتوقع أن يتجاوز إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من النفط الطلب عليه حتى إذا التزمت الدول الأعضاء في المنظمة تماماً باتفاق خفض الإنتاج المبرم بين أوبك وروسيا ومنتجين آخرين من خارج المنظمة.

وقالت «حتى إذا التزموا تماماً بالتخفيضات سيظلّ هناك تراكم قوي في المخزونات على الأرجح خلال النصف الأول من 2020».

وتتوقع الوكالة أن يبلغ إنتاج نفط أوبك 29.3 مليون برميل يومياً في كانون الثاني أي ما يزيد عن 700 ألف برميل على الطلب المتوقع له.

لكن الوكالة قالت إن إمدادات النفط العالمية انخفضت 780 ألف برميل يومياً في كانون الأول على أساس شهري إذ كبحت السعودية الإنتاج إضافة إلى تراجع موسمي في إنتاج الوقود الحيوي وفي ظل ارتفاع نمو الإنتاج الأميركي لكن بوتيرة أبطأ مما كان عليه في العامين السابقين.

وزاد نمو الطلب في الصين والهند بقوة، لكنه استقرّ في الولايات المتحدة في 2019. وأبقت وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها لنمو الطلب العالمي في 2020 دون تغيير عند 1.2 مليون برميل يومياً.

 واتّفقت أوبك وحلفاؤها ولا سيما روسيا في كانون الاول الماضي على تخفيض إضافي في إنتاج النفط الخام بـ0.9 مليون برميل يومياً اعتباراً من  الشهر الحالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى