عربيات ودوليات

طهران تحسم الأمر.. لا دخول في مفاوضات ثنائيّة مع واشنطن.. وبرلين وبروكسل يجدّدان التمسك بالاتفاق النوويّ

 

أكدت وزارة الخارجيّة الإيرانية أن «طهران لا تسعى لإبرام الاتفاق الذي يقف خلفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا إلى مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة الأميركية».

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أمس: «حديث الوزير ظريف عن المفاوضات مع الولايات المتحدة ليس جديداً، وإنما مبني على أسس وهي إذا قامت الولايات المتحدة الأميركية برفع جميع العقوبات الظالمة عن شعبنا وعادت إلى الاتفاق النووي، وقتها يمكن التشاور معها ضمن 5+1 وضمن التشاور الجماعي فقط»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد أي حديث عن التفاوض مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن».

وأضاف: «تصريحات ظريف لا تعني أننا نسعى وراء الاتفاق الذي يريده ترامب ولا إلى مفاوضات ثنائية مع أميركا».

وتابع الناطق باسم الخارجية الإيرانية: «إذا قبل ترامب شروطنا فإن هذا يعني أن السياسية الأميركية ضد إيران قد هزمت وإذا لم يقبل شروطنا، فهذا يعني أنه ليس أهلاً للحوار والمفاوضات»، مؤكداً أن «التهديدات العسكرية لا تردع بلاده عن المثل للسلام والحوار التي هي جزء تاريخي».

وكان ظريف أبدى، خلال مقابلة صحافية، يوم السبت الماضي، استعداد بلاده للانخراط مجدداً في مفاوضات مع الولايات، إذا ما قامت إدارة ترامب بتصحيح ماضيها عبر رفع العقوبات التي أعادت فرضها على الجمهورية الإسلامية، والعودة إلى طاولة المفاوضات ضمن مجموعة 5+1.

وردّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أول أمس، بالرفض على عرض بالتفاوض قدّمه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وكتب ترامب على حسابه الرسمي في موقع «تويتر» أن «وزير الخارجية الإيراني يقول إن إيران تريد أن تتفاوض مع الولايات المتحدة، لكن مع إزالة العقوبات»، وأضاف: «لا، شكراً».

وعاد ظريف للردّ على ترامب، وأكد، في تغريدة على «تويتر»، أن «فكرة التفاوض الثنائي بين إيران والولايات المتحدة لا أساس لها»، قائلاً: «لا يزال دونالد ترامب يتطلع إلى عقد اجتماع ثنائي لتلبية رغبته في الحصول علی اتفاق ترامب، هذا وهم باطل».

فيما أعربت ألمانيا والاتحاد الأوروبي عن حرصهما على استمرار الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدين أن تفعيل آلية فض النزاعات ضمن الاتفاق يهدف للحفاظ عليه.

وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أمس، في مؤتمر صحافي مشترك مع ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل، في برلين، «نحن عزمنا على إطلاق آلية فض النزاعات، لأننا رأينا أن إيران لم تلتزم بشروط الاتفاق، ونحن على موقفنا بأننا نريد أن يستمرّ الاتفاق، لأننا لا نريد أن تمتلك إيران أسلحة نووية، ومتوقع من الجميع الالتزام بالاتفاق وشروطه».

من جانبه قال بوريل، «من الواضح لي أننا نتشارك هدفاً واضحاً، وهو استمرار الاتفاق، وآلية فض النزاعات هي طريقة لتحقيق استمرار الاتفاق والحفاظ عليه».

وأعلنت إيران قبل أيام أن الانسحاب الكامل من الاتفاق النووي الموقع مع القوى الدولية في 2015 خيار مطروح إذا ما أحالت الدول الأوروبية ملفّها النوويّ إلى مجلس الأمن، رداً على تخفيض طهران التزاماتها ضمن الاتفاق.

وقال مدير مكتب الرئيس الإيراني، محمود واعظي، في وقت سابق من الشهر الحالي، إن «أحد خياراتنا للرد على إرسال ملفنا النووي إلى مجلس الأمن هو الخروج الكامل من الاتفاق النووي، وهذا الخيار كان ضمن رسالة الرئيس حسن روحاني للدول الأربع المتبقية في الاتفاق».

وأعلنت دول فرنسا وألمانيا وبريطانيا، تفعيل آلية تسوية المنازعات بالاتفاق النووي الإيراني، وأكدت رفض «الحجج الإيرانية» لخفض طهران التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، مؤكدة عدم وجود أساس قانوني لوقف التزاماتها.

وأكد البيان أن الدول الثلاث «لا تنضمّ إلى الحملة التي تهدف لممارسة أقصى الضغوط على إيران»، مؤكدين «حسن نيتهم وتمسكهم بالهدف الأساسي وهو الحفاظ على الاتفاق النووي».

وينشأ عن إطلاق آلية تسوية النزاعات الواردة في الاتفاق النووي احتمال بفرض عقوبات على إيران من قبل الأمم المتحدة.

وأعلنت إيران في الخامس من كانون الثاني الحالي، خطوة خامسة وأخيرة من خطوات تخفيض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي الموقع في 2015، موضحة أنها رفعت كل القيود على عملياتها النووية، بما في ذلك ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، وذلك بعد يومين من اغتيال قاسم سليماني، القائد الأبرز بالحرس الثوري الإيراني، بغارة أميركية في بغداد.

وأكدت طهران أنها لم تعد ملزمة بأية اتفاقيات أو قيود حول عملياتها النووية، بما في ذلك قدرة التخصيب، ونسبة التخصيب، وكمية المواد المخصبة، والبحث والتطوير، كما لم تعُد ملزمة بتحديد عدد أجهزة الطرد المركزي المشغلة في المفاعلات النووية في البلاد.

وشهدت العلاقات الإيرانية الأميركية توتراً وتصعيداً عسكرياً، وذلك بعد إعلان ترامب، في أيار 2018، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي الموقع عام 2015، كما أعلنت أميركا مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في الثالث من كانون الثاني الحالي، باستهداف موكبه خارج أسوار مطار بغداد الدولي، ووصفت إيران الهجوم بـ»إرهاب الدولة»، وتوعّدت بالانتقام.

وفي الثامن من كانون الثاني الحالي، شنت إيران هجوماً صاروخياً على قاعدتين عسكريتين في العراق تضمان قوات أميركية، رداً على اغتيال سليماني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى