الوطن

لبنان الرسمي والشعبي يتضامن مع فلسطين في وجه «صفقة القرن»: لوحدة الصف في مقاومة المؤامرة وتداعياتها ورفض توطين اللاجئين

أعلن لبنان الرسمي تضامنه الكامل مع فلسطين المحتلة في مقاومة «صفقة القرن» مؤكداً رفظه المطلق لها ومواجهة مؤامرة توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول المقيمين فيها.

رؤساء

 وفي السياق، اتصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بنظيره الفلسطيني محمود عباس، معرباً عن «تضامن لبنان رئيساً وشعباً، مع الفلسطينيين في مواجهة التطورات التي نشأت عما بات يعرف بصفقة القرن».

وأكد عون لعباس أنّ «لبنان متمسك بالمبادرة العربية للسلام التي أقرّت في قمة بيروت عام 2002، خصوصاً لجهة حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس».

بدوره، قال الرئيس العماد إميل لحّود في بيان «إنّ المسرحية التي شهدنا عليها في البيت الأبيض، تحت مسمى صفقة القرن، هي استكمال للمشروع الصهيوني المعتدي والغاصب والمحتلّ الذي وصل أمس إلى ذروته في الوقاحة وأتى من يعطي صوتاً وشكلاً لهذه الوقاحة، هو دونالد ترامب مع شريكه الصغير بنيامين نتنياهو، ومن خلفهما بعض الشركاء المخفيين من العرب الذين يكتفي بعضهم ببيانات الاستنكار، وبعضهم بلغ من الوقاحة حد إعلان الموافقة العلنية، وقد ظهر ظلهم في البيت الأبيض ولو أن أجسادهم في أماكن أخرى وضمائرهم غائبة».

أضاف «شهدت القمة العربية في بيروت في العام 2002 اصطداماً بيننا وبين بعض الدول العربية التي كانت متجهة الى إبرام اتفاق سلام لا يحفظ حق العودة ويتضمّن شروطاً إسرائيلية مبطنة، وقد ثبّتنا حينها حق العودة، إلاّ أنّ البعض يسعى إلى إعادتنا اليوم إلى ما قبل تلك المرحلة».

وأشار إلى أنّ «توقيت صفقة القرن ليس مصادفة، ففي لحظة نواجه فيها محاولات التجويع في المنطقة كلها، ومن ضمنها لبنان، لرهنه للمؤسّسات المالية العالمية، ليس غريباً أن يطرح البعض خيار إزالة الديون على الخزينة اللبنانية مقابل السير بالصفقة».

وأكد أنّ «السياسات الاقتصادية والمالية ساهمت إلى حدّ كبير في إيصالنا إلى ما نحن عليه، والمسؤولون عن ذلك غير مجهولين أبداً، إلاّ أن أصحاب هذه السياسات الخاطئة أوصلوا البلد، من حيث يدرون أو لا يدرون، ليصبح رهينة حسابات خارجية باتت معالمها أوضح مع إعلان صفقة القرن».     

وختم «لم ينجح هذا المشروع سابقاً وقد اعترضنا عليه وكنّا ضمن فريق واجهه في لبنان وخارجه، ونفتخر بذلك، ونحن اليوم في لحظة شبيهة ولم يعد ينفع الإستنكار الشفهي بل المواجهة والصمود، ومن اختار النأي بالنفس وراح يبحث عن حماية مصالح ضيقة سنعتبره في موقع المتآمر، والتاريخ لا يرحم».

من جهته، اعتبر رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، في بيان، «أنّ صفقة القرن تجهض آخر ما تبقى من الحلم الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهي رشوة لبيع الحقوق والسيادة والكرامة والأرض العربية الفلسطينية بمال عربي».

وجدّد بري التأكيد «أنّ لبنان واللبنانيين لن يكونوا شهود زور في حفلة الإعدام الجديدة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وفي مقدمها حق العودة، ولن يقبل تحت أي ظرف أن يكون شريكاً في بيع أو مقايضة أي من هذه الحقوق بثلاثين من الفضة».

وختم برّي «إنّ صفقة القرن بقدر ما تمثل من دعوة صريحة إلى تصفية القضية الفلسطينية، يجب أن تكون مناسبة لجميع الأحرار في العالم العربي والإسلامي عموماً والشعب الفلسطيني خصوصاً من أجل إعادة انتاج قوتهم المتمثلة بتصليب الوحدة الوطنية والمقاومة خياراً وحيداّ لتحرير الأرض ولحفظ آخر ما تبقى من كرامة عربية».

بدوره، كتب رئيس الحكومة حسان دياب على «تويتر» «ستبقى القدس هي البوصلة وستبقى فلسطين هي القضية».

ولفت الرئيس سليم الحص في بيان، إلى أنّ بإعلان الرئيس الأميركي «عن الصفقه الجريمة، بدا متفاخراً بجريمته، وكأنه ملك على غابة بلا قوانين، يمتلك حق الضم والفرز لتوزيع أرض فلسطين التاريخية، كما يحلو له وبما يخدم المحتل الإسرائيلي. ولا غلو في القول، لقد خذلنا بعض العرب بحضورهم ذاك الإعلان عن الصفقة المقيتة، وكأن فلسطين صارت عبئاً عليهم، وإنهاء قضيتها باتت تتقدم أولوياتهم، جاعلين من العدو الإسرائيلي المحتل لأرض فلسطين حليفاً وصديقاً».

وإذ أكد «أمام هذا المشهد المقزز»، أن «بيانات الشجب والاستنكار لم تعد تجدي نفعاً»، توجه إلى الفلسطينيين قائلاً « إن فلسطين القضية الساكنة في القلب والوجدان، لأنها بوصلة الأحرار في العالم. فلسطين تتكالب عليها قوى الشر والظلم بتواطؤ فاضح من بعض الدول العربية، تارة عبر مبادرات أثبتت عقمها، أو الشروع في مفاوضات مع العدو المحتل لم تؤت أكلها، أو عبر صفقة القرن أقل ما يقال فيها انها اغتصاب القرن، وكل ذلك بهدف انهاء القضية والحقوق الفلسطينية».

وتوجه إلى «المناضلين في فلسطين» بالقول «لا تعّولوا على المبادرات الدولية، فالدول تحكمها لغة المصالح ولا تفاوضوا محتلاً غاصباً، لأن المحتل لن يقدم أي تنازل ما دام قوياً، فهو الذي احتل أرضكم واغتصب حقوقكم وهدم منازلكم، وشرد أهلكم، واعتقل المناضلين مصراً على قهركم، مزوراً التاريخ، ساعياً إلى رسم خارطة جديدة للمنطقة بحيث تلغى منها فلسطين التاريخية. ها هو ترامب تراه لاهثاً خلف مشروع تهويد القدس بتغيير هويتها العربية، لاغياً صفحات التاريخ إرضاء لعدو مغتصب».

أضاف الحص «أيها الفلسطينيون المقاومون، اعتمدوا فقط على سواعدكم في مقاومة الإحتلال وحصّنوا وحدة موقفكم من أجل إنهاك قوة المحتل وتقطيع سبل احتلاله، وتذكروا أن سلاح الموقف أمضى سلاح».

وزراء ونوّاب

 بدوره، اعتبر وزير الخارجية ناصيف حتّي في حديث لـقناة «سكاي نيوز عربية»، أنّ «الموقف اللبناني من صفقة القرن يستند إلى القمة العربية عام 2002 ويدعو إلى تحقيق سلام عادل بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية»، مشيراً إلى «أننا سنبحث في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت المقبل سبل إحياء نتائج قمة 2002 العربية».

وشدّد على «أننا نتمسك بحق العودة للفلسطينيين وهو حق قانوني وأخلاقي وعلى رفض التوطين»، مؤكداً أنه «لا يمكن سلب حق الشعب الفلسطيني مقابل مساعدات مالية».

 وعلّق رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، على صفقة القرن في سلسلة تغريدات عبر «تويتر»، مذكراً بتصريح له من القاهرة في 9/11/2018. وكتب «في كل خطوة تكشفت تنفيذاً من هذه الصفقة كان خنوعاً لاتخاذ الخطوة التالية: اغتصاب القدس، ضرب المبادرة العربية، يهودية الدولة، وقف المساهمة الأميركية في أونروا، ضم الجولان. فهل نبقى عاجزين ونشجع على البدء بالخطوة التالية؟ ، وتالياً، لن يكون هناك سلام بل استسلام».

ونبّه باسيل إلى أنّ «وضع القضية يزداد سوءاً ووضعنا يزداد ترهلا، خصوصاً مع توالي الضربات الآتية من صفقة القرن التي يتهم البعض منّا بالسكوت عنها».

وغرّد النائب عبد الرحيم مراد عبر حسابه على «تويتر» «إنّ أيّ اتفاق أو صفقة لا تنطلق من احترام حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل تراب فلسطين هو اتفاق مزور وصفقة مغشوشة. فلسطين عربية وعاصمتها القدس عربية. تقتلها الصفقات وتحييها وتحررها البنادق المقاومة».

 كذلك، غرّد النائب شامل روكز عبر «تويتر» كاتباً «لن نخضع ولن نركع لا لصفقة ولا لاتفاقية ولا لوعد. هي مهد القداسة وقدس الأنبياء وبوابة الأرض إلى السماء، كانت وستبقى عربية فلسطينية، ولن تكون عنصرية. على العرب الدفاع عن الحق لإسقاط صفقة القرن، وعلى اللبنانيين التوحد رفضاً للتوطين وعدم الخضوع للإبتزاز بالوضع الاقتصادي لتمرير المخطط».

 بدوره، كتب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان عبر حسابه على «تويتر» : «صفقة القرن صفقة العار يُراد منها تصفية القضية الفلسطينية بغطاء عربي فاضح وأموال العرب»، مشيراً إلى أن على رغم كلّ المشهد السوداوي والمواقف المؤلمة في حق الشعب الفلسطيني، يبقى الرّهان على وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة هذه المؤامرة والإنتفاضة الشعبية وثبات محور المقاومة على بوصلته بتحرير فلسطين».

 ولفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل، في بيان، إلى أنّ «صفقة المؤامرة التي تأتي بعد قرن كامل على وعد بلفور المشؤوم يجب ألاّ تمر، والقدس وفلسطين ليستا للبيع، ويجب التمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة».

وإذ ناشد «العرب ، جميعاً أن يتوحدوا في رفض صفقة الشؤم والإذلال ورفض الحقوق»، أكد أن «الحل يبقى في التمسك بتنفيذ القرارات الصادرة عن الشرعية الدولية وقرارات القمة العربية التي عقدت في 27 آذار 2002 في بيروت (…) أمّا سياسة النأي بالنفس في لبنان فليست صالحة على الإطلاق في ما يتعلق بفلسطين، وسنبقى دائماً وأبداً منحازين إلى نيل الحقوق الفلسطينية كاملة بما فيها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين».

وكتب عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم في حسابه على «فايسبوك»: «وأخيراً كشف ترامب أوراقه وأسقط القناع عن الوجوه التي حاولت الترويج لسياسة الإدارة الأميركية وحرصها على استقرار المنطقة، محاولين طمس الحقيقة التي لا لبس فيها». واعتبر أن «ما أعلنه الرئيس الأميركي هو القرار الأميركي بتصفية القضية الفلسطينية وإنهائها، لتكون عنواناً لحملته الانتخابية ودعماً لشريكه في الصهيونية (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو. وأمام هذه الخطوة العدوانية وآثارها السلبية، لم تعد تنفع أنصاف الحلول والبيانات والخطابات بعد أن نسف ترامب كل القوانين والقرارات والمواثيق الدولية، ولم يعد أمام الشعب الفلسطيني ومن يدعم حقه في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، إلا المقاومة لوضع حد للإحتلال الصهيوني والغطرسة الأميركية».

ورأى عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى في بيان، أن «صفقة الطرف الواحد المسماة «صفقة القرن»، تمثل تحديا للشعوب العربية وللأمم المتحدة والقرارات الدولية».، معتبراً أنه «آن الأوان لاستفاقة عربية دفاعا عن فلسطين وكرامة العرب».

 بدوره، غرّد عضو كتلة الوسط المستقل النائب علي درويش عبر حسابه على «تويتر»: «لا شرعية حقوقية لأي تسوية تتنازل عن شبر من الأراضي المحتلة، وصفقة القرن تأخذ صفة الإذعان وتناقض ميثاق الأمم المتحدة».

وأكد الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد، في تصريح ، أن «الإعلان الذي أدلى به بالأمس ترامب ونتانياهو يقضي بابتلاع القدس والضفة الغربية والجولان السوري والإعتراف بيهودية الكيان الإسرائيلي، وبحرمان اللاجئين الفلسطينيين من حق العودة وبتوطينهم في بلدان اللجوء».

ولفت إلى أن «الحلف الأميركي الإسرائيلي إستند، للاعلان عن هذه الصفقة المعادية والمهينة والمذلة لشعوبنا، إلى تواطؤ الأنظمة العربية الرجعية، وإلى واقع التشرذم العربي والانقسامات الطائفية والمذهبية، وإلى تحكم أنظمة الفساد والاستبداد بالشعوب وحرمانها من حقوقها ومصادرة حرياتها». وشد!د على أن «مواجهة العدوان الأميركي الصهيوني الذي أعلنت عنه صفقة القرن لا ينفصل عن مواجهة الركائز الداخلية لهذا العدوان. تماما كما أن مواجهة الهيمنة الأميركية لا بد لها أن تشمل كل تجلياتها السياسية والمالية والاقتصادية».

واعتبر الوزير السابقنقولا تويني، في تصريح أن «إسرائيللن تتمكن من استيعاب وتطبيق وتنفيذ وعود خطةترامبمهما تلقت من دعم عربي وغربي لأن سلاح المشاة والجيشوالمشاة والألوية المدّرعة والمحمولة لم تعد تتجرأ على التوغل في أي جبهة قتال تتطلب تثبيت وجود ومواقع دفاعية او هجومية وأصبحت قوة المشاة محيّدة بالمعنى العسكري الاستراتيجي ولن تتمكن من التدخل والحسم في أي معركة تقوم داخل الأراضي المحتلة ناهيك عن حدودها ولن تتمكن بالطبع تثبيت أمن وقائع جديدة على الأرض مهما تلقت من دعم أميركي أو غربي».

ولفت الى أن «​أميركاعلى قلق التغيير الجيو إستراتيجي بالإنسحاب ولو المومه والخجول من ساحة الصراع العربي الإسرائيلي وهي تؤسس للكيان علاقات عربية وطيدة مع حلفائها المحليين لتثبيت شرعية الكيان الإسرائيلي الواهية في الوجود من خارج حدود الكيان وتعلم أميركا تماما إنّ الكيان فاقد السيطرة استراتيجياً في حدوده الداخلية وإن قوته العسكرية مختصرة على العمليات الجوية ومراقبة الأرض والمنطقة بالأقمار والتجسس​«، مشيراً إلى أن «هنالك جدلية عكسية تحكم الصراع العربي الإسرائيلي حتى لو كان هذا الصراع فاتر من الجهة العربية وهذه الجدلية العكسية تظهر بعد كل توسع جغرافي إسرائيلي في الفعل أو بالنفوذ أو بالعلاقات مع الأرض او الحكومات العربية السائدة».

ورأى أن «التواجد العسكري الفعلي أصبح هشاً وركيكاً في القطاع وعلى الحدود الشمالية معلبنان وسوريةويقتصر على عمليات قصف صاروخية عبر الحدود ورأينا إنسحابالقوات الإسرائيليةمن الحدود في عمق ٥ كيلومتر عندما تمّ التأكد من عزمالمقاومةاللبنانية على الرد الذي تم بالفعل»، معتبراً أن «الخطة الأميركية الأخيرة هي جائزة ترضية أميركية للعدو وحلفائه للتعويض عن القرار الأميركي للإنسحاب التدريجي والبطيء».

وأشار الى أن «هذا النبأ هو خطوة في تعجيل هزيمة الكيان الصهيوني ولو جاء في خضم شلل وضعف العرب التاريخي»، مبيناً أن «ما سوف نشهده بعد هذا الإعلان هو شبيه بما جرى فيأوروبا الشرقيةبعد إنهيارالإتحاد السوفياتيألا وهو الإنسحاب المدّوي وغير المنظمّ الأميركي من الساحة العربية وهو نذير شؤوم لحلافاء أميركا وما حصل في شرق الفرات هو إحدى المقدّمات له لن تتمكن إسرائيل تفادي التراجع والإنهيار لأنّ البنية التحتية الأميركية لن تكون موجودة لمنعه».

ورأى الأمين العام لـ»حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود، في بيان أن «صفقة القرن»، هي «امتداد لوعد بلفور غير الحقوقي، واستمرار للسياسة الأميركية، في تكريس الكيان الصهيوني الغاصب، الذي تنظر اليه الإدارات الأميركية المتعاقبة على انه يؤمن مصالحها في المنطقة»، لافتاً إلى أن «صفقة القرن تكريس لاغتصاب فلسطين، وبرعاية من أنظمة عربية، فتحت حدودها للعدو الإسرائيلي واقامت تطبيعا معه». واعتبر «أن رفض الفلسطينيين وتنظيماتهم للصفقة، والدعوة إلى الوحدة، هو ما نؤكد عليه، والعودة إلى الكفاح المسلح والمقاومة كأداة لاستعادة فلسطين كلها».

أحزاب وقوى سياسية

ودان لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية «استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني المظلوم، من خلال إعلان ترامب المشؤوم المسمّى صفقة القرن، والذي جاء ليكرس الإدارة الأميركية ورئيسها زعيماً للإرهاب والإجرام الدولي، والجهة الأكثر شرًّا وتعميمًا للشر في العالم».

ورأى أنّ «الإدارة الأميركية التي لطالما دعمت الكيان الصهيوني المجرم، وغيره من الأنظمة الديكتاتورية والقمعية في العالم، قد تخطّت في عهد ترامب كل الحدود الأخلاقية والإنسانية، وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن أميركا هي دولة الشر والإرهاب المطلق، وأنها عدوة الشعوب التواقة إلى العيش بحرية وكرامة».

ولفت اللقاء إلى «أنّ الأمر المخزي والمعيب، والذي يشكل وصمة عار على جبين الأنظمة التابعة لدولة الشر أميركا، هو حضور ممثلين عن بعض الدول التي تنتسب للعروبة، لمباركة القرار الأميركي المجرم ومحاولة إعطائه بعضاً من الشرعية الموهومة، لأنه لا يوجد أحد في العالم يمتلك حق تقرير مصير الفلسطينيين إلا الشعب الفلسطيني، الذي قال كلمته منذ زمن بعيد من خلال مقاومته وتمسكه بأرضه وحقوقه، والذي عاد بالأمس ليؤكد من جديد رفضه لكل الصفقات التي حاولت تصفية القضية الفلسطينية على مدى عقود من الزمن، وإصراره على متابعة طريق النضال والكفاح لاستعادة كامل حقوقه المسلوبة».

وإذ أشاد اللقاء «بوحدة الموقف الفلسطيني وبكلّ المواقف الرافضة لهذا القرار المشؤوم»، اكد «أن فلسطين ليست أرضاً تُباع أو تُشترى، إنما هي قضية وطن وشعب ومقدسات، قضية حق وعدالة وإنسانية، بل هي الميزان بين الخير والشر في العالم، وهي كانت وستبقى بوصلة الأحرار والمجاهدين في سبيل الحرية والإنسانية والعدالة». وأكد أنه «مهما فعل الشيطان الأميركي في سبيل دعم الكيان الصهيوني الغاصب، فإن الكلمة الفصل في ميزان الصراع بيننا وبينه ستكون لشعوب منطقتنا وأمتنا، ولن تكون هذه الكلمة إلاّ المقاومة بكل أشكالها، وفي مقدمها المقاومة المسلحة».

لذلك دعا اللقاء «كل أحرار العالم والأمة، وحركات المقاومة إلى تصعيد المواجهة وتمتين الوحدة فيما بينها، لأن الشر كله قد اجتمع للقضاء على كل طلاب الحق، وعلى الخير كلّه والمقاومات كلّها أن تجتمع وتتوحد حتى تستطيع معاً أن تهزمه، وتعيد لفلسطين والأمة سيرتها الأولى، المتمثلة في خروج كل الأشرار منها والاحتلال حتماً إلى زوال».

 وأشار المكتب السياسي لحركة أمل في بيان إلى «إننا أمام مشهدٍ تحاول فيه الادارة الأميركية توكيل العنصرية الصهيونية بإدارة العصبيات في منطقتنا، وتحويلها إلى صراعات مستدامة جاعلة من هذا العدو مركزاً لتوزيع سموم التفرقة»، مذكراً بـ»أننا ننطلق من المبادئ والمسلمات التي لا يستطيع احد من خلالها أن يغير سنن التاريخ».

 وشدد على أنّ «الردّ العملي هو ما فعلته القيادات الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فألف تحية إلى أهلنا وشعبنا وقياداتهم وفصائلهم التي اجتمعت وتوحدت وقررت إسقاط هذه الصفقة».

ودانت قيادة رابطة «الشغيلة» في بيان إثر اجتماعها برئاسة أمينها العام اغلنائب السابق زاهر الخطيب، «صفقة القرن الأميركية الصهيونية، الهادفة إلى تصفية الحقوق التاريخية العربية الفلسطينية في فلسطين، وتكريس مدينة القدس العربية المحتلة عاصمة موحدة للكيان الصهيوني وإلغاء حق العودة».

إنما جاء في لحظة يعاني فيها ترامب ونتنياهو من مأزق يتفاقم نتيجة: فشل مخططاتهما في تحقيق أي إنجاز على صعيد إضعاف محور المقاومة، في سورية والعراق وقطاع غزة ولبنان واليمن وعجزهما في مواجهة إيران. وتنامي مأزقهما في الداخل الأميركي و « الإسرائيلي « نتيجة الاتهامات بالفساد الموجهة إليهما، وهَلَع تعرض، نتنياهو للسجن، وخوف ترامب من العزل وذلك على أبواب معركة انتخابية يتقرر فيها مصيرهما السياسي.

وقال الحزب التقدمي الإشتراكي في بيان «أتى الإعلان عمّا يسمى بـ»صفقة القرن» ليستكمل النهج الذي اعتمدته الإدارة الأميركية في انحيازها المطلق لإسرائيل بوجه الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وإذ تُفرَض هذه الخطة على الفلسطينيين باعتبارها المسار التفاوضي الوحيد المُتاح أمامهم، فهي لا شك تضعهم أمام خيارات مصيرية لا بد من التنبّه لها، والتحرك على الصعد كافة من أجل الحفاظ على الحقوق المشروعة التي أقرّ بها العالم وكرّستها القرارات الدولية، بما في ذلك حق إقامة الدولة وعودة اللاجئين».

وأكد حق المقاومة المشروعة للإحتلال بكل الطرق والوسائل.

ودعت لجنة «دعم المقاومة في فلسطين» في بيان «إلى اكبر حملة شجب وسخط واستنكار كل الأحرار والشرفاء من جماهير الأمة العربية والإسلامية بقواها الحية ونخبها الفكرية والسياسية والإعلامية لمواجهة وإسقاط هذه الصفقة الخيانية واعتبار كل الحكومات العربية المشاركة سراً وعلانية هي حكومات خائنة وعميلة ومطبعة مع العدو الصهيوني الغاشم».

ودعت»حركة الشعب» في بيان «القوى العربية، أحزاباً ونقابات وجمعيات وناشطين، إلى الرد على «صفقة القرن بما يتجاوز بيانات الشجب والاستنكار».

واعتبر الاتحاد العمالي العام في بيان، أنّ «على الشعوب العربية أن تطلق موقفاً حازماً وحاسماً وصريحاً ضد خطة الولايات المتحدة الأميركية وإدارتها فضلاً عن استمرار مقاومتها للعدو الصهيوني. وعلى العمال العرب وعلى كل المنظمات الشعبية والهيئات المهنية والجمعيات الأهلية، مواكبة نضال الشعب الفلسطيني ومناصرته بكل الأشكال المتاحة، وإدانة كل من يوافق على هذه الصفقة الجريمة أيّاً كان انتماؤه أو جنسيّته».

ورأت نقابة محرري الصحافة في بيان أنّ «صفقة القرن هي صفعة القرن، وترمي إلى إنهاء القضية الفلسطينية وشرعنة إحتلال إسرائيل لفلسطين، وتوسيع سلطتها على مناطق لم تكن مشمولة بها. كما أنها تقضي على حق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه، ودفع من تبقى منه داخل وطنه الأم إلى الهجرة بعد تهويد الدولة بالكامل الذي بدأ مع إعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل».

وأصافت «إن هذه الصفقة يجب ألاّ تمر، مهما كانت التضحيات التي ستبذل والأثمان التي ستدفع، وأن الشعب الفلسطيني مدعو للإنتفاض في وجه هذه الصفقة في فلسطين المغتصبة، وإشعال الثورة من تحت أقدام الغاصبين المحتلين، وعلى الشعوب العربية مؤازرته بكل الأشكال المتاحة. لأن التوطين مرفوض بكل المعايير وتحت أي شكل، سافراً كان أو مقنعاً، لأن تداعياته لا تطاول الفلسطينيين فحسب، بل الدول المضيفة لهم، وفي مقدمها لبنان الذي يتضمن دستوره رفضاً واضحاً للتوطين».

وأشارت إلى أن «الحق الفلسطيني واضح ولا يخضع لأي إجتهاد، وهو إضافة إلى كونه حقاً طبيعياً ومشروعاً، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية التي تدعو إسرائيل للعودة إلى حدود العام 1967، والانسحاب من هضبة الجولان، والإعتراف بحق عودة فلسطينيي الشتات إلى أرض الأباء والجدود».

وختمت «إن مقاومة صفقة القرن بأي وسيلة هي حق مشروع، بل واجب على كل فلسطيني وعربي، وأن نقابة محرري الصحافة اللبنانية تدعو الزميلات والزملاء إلى تسخير أقلامهم، وقدراتهم الفكرية والثقافية للذود عن المقدسات ورفع الصوت عالياً ضد فرض حلول تتنافى مع المصالح الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني، صاحب الحق في إقامة دولته، على الأرض السليب».

واعتبر رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين المغتربين طلعت العبدالله، في تصريح أن صفقة القرن تهدف إلى « القضاء نهائياً على القضيه الفلسطينية ومصادرة وطمس حقوق الشعب الفلسطيني وحرمانه من حق العودة إلى وطنه».

وأضاف «إن هذه الصفقه تهدف أيضاً إلى حماية الكيان الصهيوني الذي اغتصب أرض فلسطين وارتكب المجازر في حق الشعب الفلسطيني ويمارس عليهم كل انواع الإجرام والإرهاب والإعتقال»، مؤكداً «أن صمت بعض العرب المريب على الإرهاب الصهيوني شجّع الإدارة الأميركيه على التخطيط لهذه الصفقه مع الكيان الصهيوني»، وقال «إنها مؤامرة خطيرة جداً يجب التصدي لها وإفشالها مهما كانت التضحيات».

وشدّد على «أهمية وحدة الفصائل الفلسطينية لمواجهة الخطر الصهيوني الأميركي المشترك»، داعياً إلى «أوسع تضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وعلى اتحادات الأدباء والمثقفين العرب والمسلمين وكلّ أحرار العالم لإدانة هذه الصفقه ووأدها لحماية الحقوق والمقدسات الفلسطينيه ومنع التوطين مهما كان الثمن».

بدوره، أعرب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب ناصر الكريوين عن رفضة القاطع لما يسمى صفقة القرن، مشدداً على أن «القدس ستظل العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية وعلى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وعلى استمرار دعم الأسرى في سجون الإحتلال الصهيوني وكذلك على الاستمرار في ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة على جرائمهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني وضد الشعوب العربية بأكملها قضائياً وقانونياً أمام المحافل القضائية الدولية».

ودعت لجنة عميد الأسرى في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف، إلى «رفع الصوت والتظاهر أمام سفارات الكيان الغاصب وسفارات أميركيا في أنحاء العالم كافة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني وقضيته».

روحيون

 بدوره، أشار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى أنّ «ما يسمّى «صفقة القرن» تصفية للقضية الفلسطينية وستكون محكومة بالفشل»، مؤكداً أن «لشعوب العربية والإسلامية لم لن تسمح بأن يقضي العدو الصهيوني الغاشم على فلسطين المحتلة». وشدد على أن «التصدي للكيان الصهيوني واجب شرعي لدحر الإحتلال الغاصب مهما حاولت أميركا تقديم إغراءات وهمية إلى الشعوب العربية».

وأكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن أن «مواجهة مشروع «صفقة القرن» الأميركيالصهيوني على حساب فلسطين، تكمن في الوحدة الفلسطينية الداخلية الكفيلة وحدها بتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ونضاله التاريخي دفاعاً عن أرضه ومقدساته وتثبيت حقوقه الطبيعية المشروعه وتقرير المصير، وفي مقدمها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».

ودان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صفقة القرن واعتبرها «صك عار على جبين كل الأنظمة العربية والإسلامية التي ساومت على كرامتها، وتنازلت عن فلسطين وتآمرت على حقوق شعبها».

واعتبر العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن «الإعلان عن صفقة القرن محاولة جديدة للقضاء على ما تبقى من حقوق فلسطينية وإلغاء لقرارات دولية والتحضير لمرحلة جديدة من فرض الوقائع بقوة القهر والمال والخيانة».

أضاف «الصفقة التي يروّج لها إسرائيلياً وأميركياً كإنجاز تاريخي، هي سرقة موصوفة في وضح النهار لأراض فلسطينية جديدة . فقد تجرأ الأعداء مع التراجع المهول للموقف العربي على التبجح بالسرقات والإغتيالات وفرض العقوبات الاقتصادية والمالية، ونشر الفوضى والحروب في المنطقة من دون أن تصدر عن الحكومات الرسمية أي ردة فعل حقيقية أو استثارة لحمية عربية ودعوة إسلامية للجهاد حتى وصلت القيادات العربية إلى هذا المستوى من الهوان والتفريط بالحقوق العربية والتراب الوطني الفلسطيني والمقدسات الإسلامية «.

وأكد أن «لا واجب يتقدم على مهمة المقاومة ، واستعادة المبادرة بقوة النار» وأن «الممر الطبيعي لمواجهة هذه الصفقة هو السلاح والسلاح وحده. مع تسليمنا بضرورة التحركات السياسية وأهمية الإحتجاجات الشعبية ، لكن المرحلة هي للسلاح وأي تلكؤ عن هذه المهمة يعني المزيد من النفي لشعبنا الفلسطيني، والمزيد من التمزق في صفوفنا العربية والإسلامية، وسيجد الجميع أنفسهم بعد فترة أمام مضبطة اتهامات أميركية إسرائيلية إذا ما رُفع الصوت معبّراً عن الألم والغضب على الواقع».

وختم «إذا كان من بقية أمل ، فهي موجودة في هؤلاء المقاومين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى العراق واليمن وسورية ولبنان وفلسطين. هؤلاء الشرفاء هم من سيرفع هذه الغمة عن هذه الأمة فقط وفقط عندما يبدأ أزيز الرصاص وقريباً جداً».

إضراب وتظاهرات

إلى ذلك عمّ الإضراب العام والمسيرات الحاشدة المخيمات الفلسطسنية رفضاً للصفقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى