مقالات وآراء

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان و«صفقة القرن» المسارات والحلول…

} حمزة البشتاوي*

يتمنّى الفلسطينيون أن يغلب الإعتبار الأول والأساسي عن أيّ بعد آخر رفض الصفقة المؤامرة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو البعد القومي والإنساني والإيمان بحق العودة والوقوف إلى جانب عدالة القضية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومقاومته بمواجهة الإحتلال و»صفقة القرن» التي لم تترك أمنية لليمين الصهيوني إلا وذكرتها في الصفقة التي جاءت بخلفية سمسار وتاجر عقارات بعنوان (الأرض مقابل المال) وإنهاء قضية حق العودة للاجئين الذين هم عنوان القضية وهم من أشعلوا الثورة عام 1965 وهم من انتفضوا بالعام 1987 والعام ألفين والهدف هو حق العودة المستهدف اليوم بخيارات قاتلة.

الخيارات القاتلة في الصفقة

تطرح صفقة ترامب نتنياهو ثلاث مسارات لحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين بعيداً عن حدود الكيان الإسرائيلي الذي سيتوسّع بعد إعلان الصفقة ليشمل المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن.

المسار الأول

عودة محدودة إلى ما يسمّى فلسطين الجديدة التي قد تنشأ بحال رضخ الفلسطينيون لكامل الشروط والتنازلات والمتطلبات الأمنية، وذلك بعد أربع سنوات من بدء التنفيذ، آخذين بعين الإعتبار أنّ اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في دول معادية (لإسرائيل) وفق توصيف الخطة على أن لا يتجاوز عدد من سيعود من اللاجئين إلى فلسطين الجديدة بحال قيامها الألفي لاجئ سنوياً يخضعون لموافقة أمنية إسرائيلية مسبقة وزيادة أو نقصان العدد مرتبط بالمخاطر الأمنية التي يحدّدها الإسرائيليون.

المسار الثاني

التوطين في الدول المضيفة مقابل دعم مالي مثير للإعجاب كما تصف الخطة وستعاقب كلّ دولة ترفض التوطين إقتصادياً وأمنياً، كما ستمارس ضغوط خانقة على اللاجئين والدول المضيفة أكثر مما هو جارٍ منذ سنوات حيث يعلم الجميع الأوضاع المأساوية للاجئين الفلسطينيين وخاصة في لبنان.

المسار الثالث

إعادة توطين اللاجئين على عدد من دول العالم التي توافق على إعادة توطينهم كما تشمل الخطة توطين عدد من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سورية ولبنان في منطقة عفرين السورية شمال حلب وعدد آخر مساوٍ له داخل الأراضي التركية وسوف يتركز الضغط الأميركي وبدعم عربي على سورية ولبنان إضافة إلى الأردن لتحقيق ذلك.

وكان نتنياهو قد نصح كلّا من جيسون غرينبلات وهو مهاجر يهودي من هنغاريا وجاريد كوشنر وهو مهاجر بولندي بأن يعملوا بالتعاون مع عدد من الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية على توطين العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين، وخاصة من المقيمين في لبنان في كلّ من الجبل الأخضر في ليبيا وأوغندا والأرجنتين وهي الدول التي كانت مقترحة على جدول أعمال الحركة الصهيونية لإقامة وطن قومي لليهود قبل أن يختاروا فلسطين لأسباب إيديولوجية.

كما أنّ المسار هذا يتحدّث عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على صعيد التمييز ومنع العمل والتملك بلغة تحريضية لزرع الفتنة بين اللاجئين والدولة المضيفة، وفي ختام هذا المسار تطرح مسألة التعويض وهي عبارة عن صندوق مالي بإدارة الولايات المتحدة ومن أموال الدول العربية وتصرف هذه الأموال تحت عنوان الأرض مقابل المال والأرض ستكون للإسرائيليين والأموال عبارة عن مشاريع تديرها وتستفيد منها أيضاً «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية.

الحلول القادمة

هذه الحلول مرتبطة بإنجاز الوحدة في فلسطين وتصعيد المقاومة فالسلام مقابل الإزدهار يعني الأرض مقابل المال وقد لا تطول فترة تصاعد المقاومة والإنتفاضة إلى ما بعد الثلاثين من آذار 2020.

وأما الحلول على صعيد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فهي تتطلب أن تتحمّل السلطات اللبنانية مسؤولية المباشرة ببناء علاقات لبنانية فلسطينية تراعي الحقوق والواجبات والمصالح المشتركة للشعبين من خلال إعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم الإنسانية والإجتماعية بما سيحفظ شخصيتهم وهويتهم وقضيتهم والتأكيد على التمسك بحق العودة ورفض التوطين وتعزيز الإجماع اللبناني الفلسطيني على رفض مؤامرة «صفقة القرن» بكافة عناوينها وفضح المخططات والطروحات التي يروّج لها بعض السفراء العرب والغربيين وتحمل عصا الفتنة والعقوبات وجزرة الستة مليارات دولار كثمن للتوطين. والتأكيد على أنّ الحلّ الوحيد لقضية اللاجئين هو عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها قسراً في العام 1948 وقد أثبت اللاجئون الفلسطينيون تمسكهم بهذا الحق وتشهد أرض المقاومة في لبنان وبلدة مارون الراس على تمسك اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بحقهم بالعودة، وهذا ما سوف يتصاعد مع تصاعد صوت الحجارة والرصاص في الضفة الغربية وعموم الأرض الفلسطينية التي ستعيد التأكيد على أنّ المقاومة والإنتفاضة هما الحلّ الوحيد للخلاص من الإحتلال وإفشال الصفقة رغم تواطؤ وتمويل بعض الأنظمة العربية التي سقطت شعاراتها وسياساتها ومبادرتها إلى حدّ القبول بدفع المال مقابل السلام والسلام وبقاء هذه الأنظمة تحت الحماية والوصاية الأميركية، والتصفيق لترامب ونتنياهو وهما يعلنان الحرب الشاملة على الحقوق الكاملة للمسلمين والعرب والفلسطينيين في أرضهم ومقدساتهم.

*كاتب وإعلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى