أخيرة

البقاء للأمّة يا حضرة الأمين

 يكتبها الياس عشي

قبل رحيل حضرة الأمين معين عرنوق بساعات اتصل بي هاتفيّاً الرفيق هانيبال ضيعة ليخبرني أنّ الأمين معين في وضع حرج، وأنه سأل عنّي، وتساءل عن عدم  تردّدي عليه كما  في أيام سابقة؛ فأخبره الرفيق هانيبال عن الوضع السيّئ الذي يمرّ به اللبنانيون، لا سيما قطع الطرقات، وصعوبة التنقل بين طرابلس وطرطوس.  

وفي اليوم التالي، وقبل أن اتصل به معتذراً عن تقصيري بزيارته، وصلني نبأ رحيله، فأدركت للتوّ أنني فقدت اليوم أميناً مناضلاً عرفته السجون والمغتربات، ورفيقاً لم يتخلَّ لحظة عن رفقائه، وصديقاً كنت أرتاح في فيء سنواته الطويلة كلما دار الحديث عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، وعن المؤسس سعاده، وعن بطولات القوميين في مواجهة اليهود في زمن صارت العمالة فيه وجهة نظر.

لم يتخلَّ الأمين والرفيق والصديق الراحل معين عرنوق، رغم السنوات الطويلة التي عاشها، عن إيمانه بقضية تساوي وجوده، وعن سعيه الدؤوب للمّ الشمل، كلما تعرّضت المؤسسة الحزبية لرياح تأتيها، في كثير من الأوقات، من الجهات الأربع.

ارقد بسلام يا رفيقي الأمين، لقد أدّيتَ الرسالة ملتزماً بقسمك، لم تتهاوَ يوماً، لم تهادن يوماً، وبقيت، كما في سنواتك الأولى، تصرخ بفرح:

لتحيَ سورية، وليحيَ سعاده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى