ثقافة وفنون

لا تمت يا زمن الأقمار

}منال يوسف

النّور في تجلّيات الوعد المنتظر

كأنّهم صرخة الضوء قبل أن يخفتُ وتخفتُ الأقمار‏.

ليلهم سرمد الحلم في تجلّيات النداء.. نهارهم قمحُ الأزليّة والأبديّة في الوقتذاته.

كأنّهم الخبز القدسيّ المُشتهى، أساطير تُكتب.. هم أبطالهاهم وصفُ الشيء الأنبل وما أبهاه!‏

هم القدوة ومُشكاة القداسة وإليهم تسيرُ قلوبنا‏.

تحادثُ ذكراهم، تحادثُ شيءٍ آخر يشتاقُ أن يلمحهم.. يشتاقُ وجودهم، ويقول: إنهم الحاضرون رغم الغيابما زالت الشموس تستعير جمال الأنوار من أنوارهم.‏

هم الزمن إذ ما جاء، وأعلن قدسيته المُطلقة.. وقال بأنهم: المبتدأ إذ رُفع بالعزّ والشرف وهم خبر لأساطير عظيمة حدثت فعلاً، وقُدّس اسمها من اسمهم.‏

قُدّسَ قمحهم من حيث هم، تواريخ مُضيئة التين والزيتون وطور السنين..‏

قُدّسَ ذكراهم وميضاً من الخلود، ونبراساً مُشرقاً عزفه يتجدّد في كل زمان ومكان.. أتقياء النقاء والشيء الجميل.‏

بأنوارهم الوضّاءة تُختصر كل المعاني ويُختصر الجمال الأسمى وما أعظمه!‏

عندما يمرُّ من قربهم يحادثُ تجلّيات غيابهم الحاضرة يحادثها أقماراً لا تغيب.. تبدو وكأنها حاضرة النور والأنوار، سِفرهم هو سِفر الخلود وروعته، هو معزوفة الوقت نشيده الأسمى.‏

أقمارهم وما أجملها!‏

إنها حكاية ذلك الشهيد الذي استشهد وراء أحد السواتر الترابية، كان نازفاً حدّ الأبجديات التي ذُبحت وسال دمها أو دمنا لا نعرف..‏

كان نازفاً حدّ الحضارات التي استفاقت على يِتمٍ ما.. وبدت مذبوحة حتى الوريد، بدت وكأنّه فرات الأحزان.‏

وفلسفة تهوى اللّحن وعزف النشيد‏.

أقمارهم لا تغيب.. وفلسفة الأنوار تسألُ عنهم؟

وهم خير دليل، هم رواية المبتدأ والخبر، وقزحية نور تُعبّدُ الطريق إلى شيء هاطل السرمد والمُنى يُسمّى في ما يُسمّى «السلسبيل».‏

ما أجمل الذكرى والتذكارُ عندما يمرُّ طيفهم علائم عطر والعطرُ قد خُلق من أجلهموقد خُلقَ الوقت سرّاً لهم، وبياضاً لذاك الياسمين الذي ينتمي لسرّهم وما أجمله!‏

إنهم الأقمار.. وصوتها الأقدس إذ ما قيل ذات يوم.. فهم استغراب الوقت إن نادى عليهم أتقياء الأرض.. أتقياء الزمن ورُسل المحبة العُظمى إن قالوا كلمتهم العُليا.‏

واستفاض النور من أنوارهم واستفاقَ عطرُ الشهادة، وكتبَ مُعلّقات تكتبُ نقطة البدء.. وسرّ الوقت، تكتبُ هيام السرمد بجرحٍ لا يندمل.. بجرحٍ شمسه كرامة من الله ورده بسملة الخُلق الكريم.. صوته «مجدليّات الصبر» والسؤال القائم في محراب وقتهم القدسيّ، السؤال الذي يعجبُ لصبرهم الفولاذيّ أو حقيقة صبرهم الإلهيّ..‏

أقمارهم لا تغيب.. إنّها فلسفة الأنوار وبقاؤها المُتيّم، فلسفة الحقيقة، حقيقة الحضور رغم الغياب، رغم المدى الشاسع الذي يفصلنا عنهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى