الوطن

الجيش السوريّ يسيطر على قرية كفرنبل بعدما انتزع «حاس» الاستراتيجيّة وقريتي معرتماتر ومعرتصين بريف إدلب الجنوبيّ لافروف: أيّة نصائح بشأن هدنة مع الإرهابيّين تعني الاستسلام أمامهم

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الحديث عن توقيع هدنة مع الإرهابيّين في إدلب لا يمثل حرصاً على حقوق الإنسان ولكن استسلاماً للإرهابيّين ولنشاطهم.

وشدّد لافروف في كلمة بمجلس حقوق الإنسان، على أن المفوّضية العليا لحقوق الإنسان والمجتمع الدولي، ملزمان بعرقلة طريق المتطرفين، مضيفاً أن «موقف بعض الزملاء اليوم تطغى عليه الرغبة في تبرير فظائع الجماعات المتطرفة والإرهابيّة».

وتابع وزير الخارجية الروسي: «خلافاً لذلك كيف يمكن أن نفهم الدعوات إلى إمكانية إبرام اتفاقات هدنة مع العصابات، كما يحدث عند مناقشة الوضع في إدلب».

وأوضح لافروف أن ذلك «ليس من باب الحرص على حقوق الإنسان، بل هو استسلام أمام الإرهابيين وتشجيع لأنشطتهم في انتهاك صارخ للاتفاقيات العالمية وعديد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».

وأعرب وزير الخارجية الروسي عن قلقه من محاولات استخدام العامل الديني كأداة للألعاب الجيوسياسية، مشيراً إلى أن «الانقسامات الدينية تتفاقم ويتم تدنيس المقدسات الدينية في مختلف مناطق العالم ويتعرض رجال الدين للهجمات والاضطهاد والقتل». وأعلن لافروف في وقت سابق أن تركيا غير قادرة على الوفاء بالعديد من الالتزامات الرئيسية لحل المشاكل بخصوص إدلب السورية. على وجه الخصوص، لم تفصل المعارضة المسلحة، المستعدة للحوار مع الحكومة في إطار العملية السياسية، عن الإرهابيين. بدوره، أدلى نائب رئيس تركيا فات أوكتاي ببيان أن البلاد قد أوفت بالتزاماتها في إدلب.

وفقًاً للاتفاقية التي تم التوصل إليها في مايو 2017 في المحادثات التي جرت في أستانا من قبل ممثلي روسيا وإيران وتركيا، تمّ إنشاء أربع مناطق تخفيض التصعيد في سورية. خضعت ثلاثة منها عام 2018 لسيطرة دمشق. المنطقة الرابعة، الواقعة في محافظة إدلب وأجزاء من محافظات اللاذقية وحماة وحلب المجاورة، لا تزال غير خاضعة لحكومة الجمهورية. في الوقت نفسه، استولى إرهابيّو «جبهة النصرة» على معظمها. في سبتمبر 2018 ، وافقت روسيا وتركيا في سوتشي على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، حيث يوجد أكثر من عشر وحدات مختلفة.

وفي السياق، قال المتحدّث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، إنه لا توجد الآن اتصالات بين بوتين وأردوغان حول عقد لقاء ثنائي، لكن جاري الاتفاق على لقاء بصيغة متعددة الأطراف حول سورية.

وأوضح بيسكوف في تصريح صحافي، أن «الحديث لا يدور عن اتصالات ثنائية، ندرس إمكانية عقد اجتماع متعدد الأطراف، والآن نقوم بتنسيق جداول أعمال الرؤساء».

وأوضح المتحدث باسم الكرملين أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار، نظراً لأن المشاركين المحتملين لم يؤكدوا بعد موافقتهم على عقد هذا اللقاء.

وكان رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، قال أمس، إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق كامل على عقد القمة المقترحة في 5 مارس مع روسيا وفرنسا وألمانيا، لبحث الصراع في إدلب بسورية.

وأضاف أردوغان في حديثه في مؤتمر صحافي بأنقرة قبل مغادرته لبدء زيارة لأذربيجان، أنه من المرجح أن يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك اليوم (5 مارس).

وأوضح أنّه من المقرّر وصول وفد روسي إلى تركيا الأربعاء لبحث الوضع في إدلب.

ميدانياً، بسط الجيش السوري مساء أمس، سيطرته على قرية كفر نبل في ريف إدلب. وكان انتزع الليلة قبل الماضية السيطرة على بلدة «حاس» الاستراتيجية التي تعدّ البوابة الشرقية لمدينة «كفرنبل»، أبرز معاقل تنظيم القاعدة في منطقة «جبل الزاوية» بريف إدلب الجنوبي.

وتعدّ قرية «كفر نبل» أبرز معاقل تنظيم «جبهة النصرة» في منطقة جبل الزاوية.

وقال مصدر في ريف إدلب إن وحدات الاقتحام في الجيش السوري واصلت تقدمها تحت غطاء جوي روسي كثيف، وتمكنت من بسط سيطرتها على بلدة «حاس» الاستراتيجية بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «جبهة النصرة» و»أنصار التوحيد» وحلفائهم في المنطقة.

وأشار إلى أن المجموعات المسلحة تعتمد على بلدة «حاس» الاستراتيجية كخط دفاع أول عن مدينة «كفرنبل» الاستراتيجية والتي تشكل «حاس» بوابتها الشرقية على بعد أقل من 2 كم.

وقال مصدر ميداني في (الفرقة 25 مهام خاصة) إن العشرات من المسلحين قتلوا في معركة «حاس»، مؤكداً استمرار التقدم باتجاه مدينة «كفرنبل» الاستراتيجية وسط تمهيد ناري كثيف يجري في هذه الأثناء على خطوط دفاع المسلحين في أحيائها الشرقية، وفي بلدة «بسقلا» التي تعد امتداداً جغرافياً للمدينة باتجاه الجنوب الشرقي.

وتعد مدينة «كفرنبل» أبرز معاقل تنظيم جبهة النصرة في منطقة جبل الزاوية، وبالسيطرة عليها تكون المعارك قد اتخذت منحى جديداً ومدخلاً أكيداً إلى كامل منطقة جبل الزاوية.

وكانت وحدات من الجيش السوري، سيطرت أمس، على قريتي معرتماتر ومعرتصين بريف إدلب الجنوبي، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية، وسط غضب تركي من تقدّم السوري هناك. وأضافت الوكالة أن قوات الجيش السوري «تلاحق حالياً فلول الإرهابيين باتجاه كفرنبل».

وتابعت قوات الجيش السوريّ تقدّمها في ريف إدلب الجنوبي بعد أن سيطرت على تل النار و8 قرى، عقب معارك مع متمرّدين مسلحين.

وتأتي هذه التطوّرات بعد إرسال الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداته المنتشرة على الحدود السورية جنوبي البلاد، وداخل محافظة إدلب السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى