أخيرة

أول ناجٍ عربي يحكي رحلته مع فيروس كورونا : الصين تجاوزت مرحلة الخطر والحياة تعود تدريجياً للمناطق

 

خرج الشاب الفلسطيني محمد أبو ناموس من مستشفى مدينة كوانجو الصينية، بعد أن شفي تماماً من فيروس كورونا.

أبو ناموس أحد سكان قطاع غزة، يدرس في مدينة ووهان الصينية ويحضّر للدكتوراه في علم النفس الاجتماعي، استطاع التغلب على الفيروس الذي ظهر في الصين، تحدث لـ «سبوتنيك» عن تجربته وعن رحلة علاجه.

ويتحدث الشاب الفلسطيني عن بداية إصابته: قررت قضاء إجازتي بعد نهاية الفصل الدراسي في مدينة كوانجو والقيام برحلة استكشافية للبلد، لكونياً أجنبي فضلت البقاء والسفر داخل الصين على العودة إلى وطني أو السفر إلى دولة أخرى، خاصة حينما ظهر فيروس كورونا.

ويتابع أبو ناموس: قرّرت مع زملائي أن الأمور في الصين أفضل مما لو ذهبنا إلى دولة أخرى، من ناحية التعامل والعناية، بالإضافة إلى الجالية العربية الموجودة هنا، كما أننا تعودنا على الوضع هنا، وخفنا من الحجر في دول أخرى.

اكتشاف الإصابة

وعن اكتشاف الإصابة لديه يقول محمد: عندما تم اكتشاف الإصابة لدي، كان لدي صديقان تم تأكيد إصابتهما بفيروس كورونا، وفي ذلك الوقت ونظراً لكوني احتككت معهما قامت السلطات الصينية بالحجر الاحتياطي علي، كما كان ذلك على كل المحيطين بالمصابين، إن كان صديقاً أو على معرفة بالمصاب وكان قد التقى به، لذلك فقد تمّ حجر الجميع.

ويتابع: بعد أن تم حجري بشكل أولي في 28 يناير/كانون الثاني، وتأكدت لديّ الأعراض التي ظهرت مرة واحدة بعد أسبوع من الحجر الأولي، وعندها أخبروني بأني مصاب بهذا الفيروس، طبعاً تم ذلك بعد إجراء جميع الفحوصات ووجدوا نتيجة التحاليل إيجابية. وعندها تم إبقائي في الحجر المؤكد حيث العناية المركزة، ويستمر هذا الحجر طيلة فترة العلاج.

ويوضح أبو ناموس الإجراءات التي تسبق فترة العلاج خلال فترة الحجر الأولي، حيث تم فحص الدم وكريات الدم الحمراء والبيضاء، واستجابة الجسم ومناعته، والفحوصات الطبية الأخرى المعروفة. كما يتم التأكد من عدم وجود سكري أو ضغط أو أي أمراض مناعية أخرى كالإيدز وغيرها والتي تؤثر على مناعة الجسم، وبناء على ذلك بدأوا بإعطائي الأدوية.

العلاج

ويتحدث أبو ناموس عن فترة العلاج، ويقول: كانت تصلني أدوية اشتملت على 8 أصناف، وكل دواء في مغلف خاص به يحمل اسمي، كما كانت تأتيني 3 وجبات يومياً، وكان هناك علاج بالتغذية بالإضافة إلى العلاج النفسي، حيث تمّ إعطائي دفعات معنوية بأن كل شيء سيكون على ما يرام وبأنه لا يتوجب عليّ الخوف، وهناك أيضا علاجات عن طريق الرياضة كاليوغا والتمارين الرياضية الأخرى، مع النصائح والإرشادات اللازمة كالنوم وشرب السوائل وغيرها.

ويتابع الناجي الفلسطيني: فترة العلاج استمرت من 2-19 فبراير/شباط، كنت أتلقى خلالها العلاج مع زملائي في الغرفة نفسها وكنا مصابين جميعاً، وكنا قبل ذلك في الحجر الاحترازي معزولين كل في غرفة خاصة به، وكان ممنوعاً علينا الاختلاط بالآخرين، أما بعد تأكيد الإصابة فقد اجتمعنا كلنا مع بعض وتلقينا العلاج في غرفة واحدة.

الشفاء

وعن تأكيد شفائه يقول فرحاً: يتم إجراء 3 اختبارات قبل إيقاف العلاج، في حال ظهرت النتائج سلبية فيتم إيقاف العلاج ويتم إخراج المريض من الحجر المؤكد إلى الحجر ما بعد التعافي، وتستمر المراقبة ما بعد التعافي لمدة 14 يوماً تحت الملاحظة، ولا يتم إعطاء أي دواء في هذه المرحلة بل فقط فحوص.

وأكد على أن المريض يخرج ليمارس حياته الطبيعية بعد التأكد من الشفاء، ولكن مع استخدام وسائل الوقاية المعروفة، بسبب التخوف من أن يعود المرض أو أن تكون هناك انتكاسة جديدة، خاصة وأن هناك بعض الأشخاص عاد إليها المرض بعد 5-10 أيام، حيث يكون الوضع أصعب بكثير من اكتشافه في المرة الأولى.

العودة إلى الحياة الطبيعية

وعن مستوى الخطر في ما يتعلق بفيروس كورونا، يقول أبو ناموس: عندما دخلت المستشفى كان هناك 30 صينياً مريضاً، وخرجت من هناك وبقي 5 فقط منهم، حالياً الصينيون يخرجون من تحت المراقبة مباشرة إلى البيت، وأنا كوني أجنبياً ولا أملك سكناً هنا، فاضطروا إلى إبقائي هنا، ولكن الصينيين تتم مراقبتهم في البيت فقط دون الحاجة إلى المستشفى.

ويوضح الشاب الفلسطيني أن الوضع في الصين أصبح أفضل بكثير، وأنها تعدّت مرحلة الخطر، والحياة بدأت تعود تدريجياً إلى جميع المناطق.

ويقول: الحياة تقريباً عادت إلى مدينة كوانجو، وأنا أجلس في مطعم عربي هنا الآن، والحياة إلى حد ما طبيعية.

         (سبوتنيك)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى