أخيرة

قضية الأسرى هي قضية الإنسانيّة بأسرها

علي اليونس*

تجسيداً ليوم الأسير الفلسطينيّ الذي يصادف في 17 نيسان من كل عام، فإننا نستذكر فيه رفاق الدرب والمسيرة النضالية القابعين خلف القضبان الحديدية صامدين في وجه المحققين الصهاينة وهم يتعرّضون لممارسات وحشية صهيونية معنوية وجسدية، ولكنهم يظلون شامخين بكبريائهم وإيمانهم بأمتهم وعروبتهم.

ففي يوم الأسير الفلسطيني الأغر تتجسّد نضالات أسرانا الأبطال على مدى عشرات السنين وهم يتأججون حيوية وثورية ويشكلون شعلة الدرب ونسغ المسيرة وقد خبرتهم السجون والزنازين الصهيونية بإيمانهم بصحة قضيتهم وعدالتها فكانوا أشد إيماناً وبأساً في المقاومة فلم يتراجعوا قيد أنملة وأصبحت المعتقلات الصهيونيّة ساحة صراع مستمر ودائم ويوميّ بل ولحظيّ بين مَن لا يملكون سوى أجسادهم العارية وإرادتهم الحرة المتمردة وبين قوى الشر والظلم والعدوان.

إن أسرانا داخل معتقلات الأسر الصهيوني يجب أن لا يظلوا رهينة لوحشية القوانين الصهيونيّة والأوامر الداخلية  الظالمة بل يجب أن يأخذوا مكانتهم القانونيّة والإنسانيّة.

فقضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ليست عربية أو فلسطينية أو حتى إقليمية فقط، بل هي قضية المجتمع الإنساني بأسره. هذا المجتمع الذي من الواجب أن يقوم بدوره في حماية، بل وتوفير الحماية الإنسانية والقانونية أمام انتهاكات فظيعة وخطيرة تجري على مدار الساعة بحق أسرانا داخل معتقلات الأسر الصهيوني.

فالتحية لأسرانا الأبطال، ونحن نقف وقفة عز وفخار في يومهم الأغرّ، يوم الأسير الفلسطيني، وهو اليوم الذي جسّده أسرانا البواسل بالدم والجوع والألم والتضحيات الجسام والثبات على مبادئهم التي استشهدوا وجرحوا وأسروا  من أجلها.

إننا وباسم لجنة دعم الأسرى المحررين والمعتقلين السوريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحيي جميع أسرانا من أبناء فلسطين ولبنان والجولان مجدّدين لهم العهد والقسم على أننا سنظل لهم أوفياء حتى تحريرهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي وتحرير أرضنا المحتلة.

والحرية لأسرانا.

* أسير محرّر ورئيس لجنة دعم الأسرى المحررين والمعتقلين السوريين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى