أولى

ترتيب لبنان في مواجهة كورونا

التعليق السياسي

–  لا يمكن معرفة درجة فعالية الإجراءات التي تعتمدها الدولة اللبنانية في مواجهة تحدّي فيروس كورونا بالاستناد إلى الاستنساب السياسي المؤيّد للحكومة أو المعارض لها باعتبار أن السياسة اللبنانية تفتقد للموضوعيّة حتى في الحالات التي تفترض وضع السياسة جانباً والمزايدة والمناقصة تتفوّقان على حسّ المسؤولية.

الأرقام يمكن لها أن تحكم بالمقارنة مع الدول الأخرى والمقصود ليس مقارنة عدد المصابين بالمطلق، بل سياق تطور الأرقام واتصالها بحالات معيارية كعدد المصابين من جهة وعدد الوفيات من جهة، ونسبة المصابين من عدد السكان، وتحرّك هذه التراتبيات في موقع لبنان في مواجهة الفيروس قياساً بسلم تحرك مراتب الدول عبر العالم.

قبل أسبوع وعندما كان في لبنان 32 إصابة وكانت أولى الوفيات كان لبنان في المرتبة 39 من حيث عدد المصابين وفي المرتبة 17 في الوفيات والـ 19 بنسبة المصابين لعدد السكان؛ ومع بلوغ عدد المصابين 77 بعد أسبوع وعدد الوفياتوبالرغم من زيادة الرقمين صار لبنان في مراتب أفضل بكل المستويات، لأن نسبة التطور في العالم لتفشي الفيروس كانت أسرع حيث تحرّك لبنان نزولاً من المرتبة 39 إلى المرتبة 44 في إجمالي عدد المصابين وتحرّك من المرتبة 17 إلى المرتبة 19 نزولاً في عدد الوفيات بينما تحرّك نزولاً أيضاً من المرتبة 19 إلى المرتبة 28  في نسبة المصابين  من السكان مع نسبة 11,3 بالمليون.

الدول التي تتقدّم لبنان بنسبة المصابين من السكان أغلبها دول متقدمة وبقيت تتقدمه. وهذا المعيار يبقى الأهم في تقييم مكانة البلد في الوقاية والمواجهة، وأهمها وفقاً لتسلسلها: ايطاليا وكوريا الجنوبية والنروج  والدنمارك وإيران وسويسرا والبحرين وقطر واسبانيا والسويد والصين وفرنسا والنمسا وبلجيكا وهولندا والمانيا.

حافظ لبنان على مكانة دائماً تحت المعدل الوسطيّ لنسبة المصابين من السكان وهو اليوم 11,3 مقابل معدل وسطي هو 18,5 بالمليون عبر العالم كله بينما سجل انتقال الصين وإيران من مراتب أولى إلى مراتب أقل تصدراً لسرعة نمو الفيروس فحلّت الصين رقم 11 وإيران رقم 5 بعدما كانتا في المرتبتين الأولى والثانية.

أرقام لا تدعونا للترهّل، بل لمزيد من الجدية في المواجهة، لكن بعقلانية وإنصاف تتيحان القول إن الإدارة التي تولتها وزارة الصحة تستحق التحية والتقدير.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى