من دُور العبادة إلى الأوبرا حملة وقائيّة ووقف الأنشطة للحفاظ على سورية خالية من كورونا وزارة الصحة تحاليل 65 حالة مشتبهاً بإصابتها بالفيروس سلبيّة
سعد الله الخليل
بالرغم من عدم تسجيل أي إصابة في سورية بفيروس كورونا وتأكيد وزارة الصحة والمكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، تصدّر سورية لائحة البلدان الخالية من المرض إلا أن الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس في سورية شهدت موجة قرارات متشددة، وخطوات سريعة للحفاظ على السجل الصحي خالياً من المرض بعد أن أعلنت وزارة الصحة مساء الأحد عن تحليل 65 عينة لحالات مشتبه بإصابتها بالفيروس، وكانت النتائج سلبية بأن في الوقت الذي وصل عدد مصابي الشرق الأوسط 13954 تعافى منهم 3442 شخصاً، فيما توفي 627 شخصاً لغاية الرابع عشر من شهر آذار، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
الاستنفار الحكومي خلال اليومين الماضيين نتجت عنه جملة قرارات أحدثها تكليف وزير الصناعة محمد معن زين العابدين جذبة تشكيل فريق خاص بالوزارة، لمتابعة عمل منشآت القطاع الخاص التي تنتج المواد اللازمة للتعقيم والنظافة لتعمل بطاقتها القصوى، فيما أكد وزير الصناعة أن منشآت القطاع العام التي تنتج المنظفات والمستلزمات اللازمة للوقاية من المرض تعمل بطاقتها القصوى، لتأمين متطلبات الوزارات حيث يبلغ مخزون الوزارة 200 ألف كمامة، وتنتج المعامل يومياً 15 ألف كمامة فيما يصل مخزون الكحول الطبي لـ 550 طن، وتنتج سورية يومياً 11 ألف طن كما تنتج معقمات للمباني والآليات 4 أطنان يومياً وإضافة إلى 2.5 طن يومياً من مسحوق تعقيم المشافي.
قرارات احترازيّة صارمة
بهدف التخفيف من حالات الازدحام التي من شأنها التأثير سلباً على الجهود المبذولة، أوقفت الحكومة السورية كل النشاطات العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية، والتي تتطلّب تجمّعات أو حشوداً بشرية والتشدّد في تطبيق منع تقديم النراجيل في المقاهي والمطاعم، وإغلاق صالات المناسبات العامة واعتماد خطة تعقيم وسائل النقل الجماعيّ.
وسلكت الوزارات المعنية سلوك الحكومة السورية بالتعاطي مع الحدث، حيث قرّرت وزارة الثقافة إيقاف الدوام في سائر المعاهد العالية التابعة للوزارة ودورات تعليم والمهرجانات والاحتفاليات الثقافية، والمعارض الفنية، ومعارض الكتاب، والمحاضرات، والأمسيات، والندوات، والعروض الفنية (المسرحية – الموسيقية – السينمائية) والعروض المتحفية، وجميع الفعاليات الثقافية التي تنطوي على تجمعات بشرية وإيقاف استقبال القرّاء في قاعات المكتبات والفعاليات واتخاذ إجراءات تعقيم المسارح وصالات السينما وغيرها من المنابر الثقافية.
وكذلك فعلت وزارة التعليم العالي فبعد اتخاذ قرار توقيف الدوام في الجامعات العامة والخاصة والمعاهد التقنية أجلت الامتحانات في الجامعات العامة والخاصة حتى الثاني من شهر نيسان المقبل، وعلقت الدوام في الجامعات والمدارس والمعاهد التقانية العامة والخاصة، واتخذت الإجراءات اللازمة لتعقيم وحدات السكن الجامعي بما يضمن توافر شروط الإقامة الصحية للطلاب.
بدوره المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف واتحاد علماء بلاد الشام أصدرا فتوى بتعليق صلاة وخطبة الجمعة وصلوات الجماعة في مساجد سورية، والاكتفاء برفع الأذان للصلوات الخمس، وتعليق كل الدروس الدينية واللقاءات الجماعية في سائر المساجد وصالات الأفراح والتعازي التابعة لها.
وزير التربية عماد العزب أعلن إلغاء الامتحان التجريبي لهذا العام ووضع خطة عمل بديلة في حال تمّ تمديد تعليق الدوام، مؤكداً أنه في حال تفاقم الأمر وتمديد العطلة ستُضطر الوزارة إلى إزاحة الامتحان النهائي للشهادات.
وأشار وزير التربية إلى أنه سيتم تسجيل موضوعات الدروس التعليمية التي تشكل فاقداً تعليمياً في فترة التعليق ولجميع المواد الأساسية، وتفعيل عمل القناة التربوية لبث الدروس التعليمية المسجلة وللمواد الأساسية بمعدل سبع ساعات تعليمية يُعاد بثها في فترة ثانية.
وأوضح العزب أنه سيتم بث هذه الدروس بمعدل خمس ساعات للصفوف الانتقالية ولصفوف الشهادات العامة لمدة ساعتين يومياً، وتخصيص ساعة ونصف صباحياً من أجل الاختصاصيين لتلقي الاتصالات للأسئلة المطروحة من الطلاب والإجابة عليها ووضعها على موقع الوزارة وموقع القناة التربوية، فيما عملت فرق عمل وزارة النقل بالتعاون مع الكوادر الطبية في وزارة الصحة على تعقيم السفن المقبلة إلى سورية وتعقيم مباني المطارات المدنية.
مراكز حجر صحيّ
فيما يتعلق بالإجراءات الخاصة بوزارة الصحة قررت الحكومة التوسّع في تجهيز مراكز الحجر الصحي بمعدل مركزين في كل محافظة، وتزويدهما بالتجهيزات المادية والبشرية اللازمة وتسمية الكوادر الطبية لكل مركز حجر، وتجهيز طلاب السنة الأخيرة والدراسات العليا في كل اختصاصات الطب البشريّ للانخراط في المشافي حينما يتم الإعلان عن الحاجة إليهم لتعزيز الكوادر الطبية فيها، وتهيئة المشافي في الجامعات الخاصة ووضعها تحت تصرف وزارة الصحة عند اللزوم، والتشديد على ضرورة رفع جاهزية فرق الترصد والتقصي الوبائي التي تعمل على مدار الساعة في المعابر البرية والبحرية والجوية بهدف تحري المرض لدى القادمين عبر المعابر، ونشر المعلومات المستجدة حول مرض كورونا وتطوراته في سورية بدقة وشفافية والإعلان عن حالة مثبتة فور تسجيلها.
فيما أصدر الرئيس بشار الأسد مرسوماً بتأجيل انتخابات أعضاء مجلس الشعب إلى يوم الأربعاء 20 أيار 2020 ضمن الإجراءات الاحترازيّة للتصدي للفيروس.
مباشرة سريعة
على الأرض بدأت الإجراءات الاحترازيّة للوقاية من الفيروس عبر مباشرة، ففي شركات النقل الداخلي حملة تعقيم شاملة للحافلات قبل انطلاقها للعمل، والإعلان عن عدم السماح لأكثر من 5 إلى 6 أشخاص بالوقوف ضمن الباص بعد امتلاء المقاعد منعاً للازدحام، فيما بدأت مجالس المدن بحملة تعقيم للطرقات والمؤسسات العامة مستفيدة من قرار تعليق الأنشطة وتخفيض نسبة الموظفين إلى حدود 40%. بدورها بدأت المدن الجامعية حملة تعقيم مباني الطلبة، فيما أعلن وزير الصحة عن تحويل طائرة ركاب آتية من العراق إلى مركز الحجر الصحي في منطقة الدوير وهم 16 راكباً سورياً وطاقم الطائرة، ضمن حملة تشديد الإجراءات المتخذة على المعابر الحدودية والمنافذ البحرية والبرية والمطارات للتأكد من سلامة القادمين إلى سورية، وتحويل الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا إلى مراكز الحجر الصحي وأعلنت الوزارة لاحقاً أن نتائج تحليل الخاضعين للحجر الصحيّ في مركز الدوير سلبية ولا إصابات بينهم بفيروس كورونا.
