«القومي»: مؤسسة الجيش اللبناني تشكل ضمانة لأمن لبنان واستقراره استشهاد 3 عسكريين بكمين في الهرمل خلال مطاردة مطلوب وتنديد واسع بالجريمة ودعوات للقبض على الفاعلين ومعاقبتهم
استشهد ثلاثة جنود للجيش في كمين مسلّح تعرّضت له دوريتهم أثناء مطاردة المطلوب (إ.د)، في محلة المشرفة في بعلبك، كما جُرح ثلاثة عسكريين آخرين، إضافةً إلى مقتل المطلوب.
وفي التفاصيل، وفيما كانت دورية تابعة لمخابرات الجيش تنفّذ عملية لتوقيف (إ. د)، وهو مطلوب بموجب مذكّرات توقيف عدّة، في منزله ، أطلق والده النار في اتجاه عناصر الدورية، ما أدّى إلى استشهاد عنصرين وإصابة ثلاثة آخرين، ما استدعى ردّاً من عناصر الدورية على مصادر النيران، حيث سقط المطلوب قتيلاً على الفور.
ولاحقاً، ارتفعت حصيلة شهداء الجيش إلى ثلاثة، بعدما توفي رقيب أول متأثراً بإصابته داخل مستشفى دار الامل الجامعي في بعلبك. والعسكريون الشهداء هم: حسن عز الدين، أحمد حيدر أحمد، وعلي إسماعيل. وعلى الفور، نفّذ الجيش انتشاراً في محيط مستشفى الهرمل الحكومي حيث نقلت جثة (د)، ونفّذ طوقاً أمنياً وسيّر دوريات وحواجز طيّارة وثابتة في المدينة.
وأعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان أصدرته أنه “أثناء قيام دورية من مديرية المخابرات بملاحقة سيارة مسروقة في محلة المشرفة ـــ الهرمل، تعرّضت لكمين وإطلاق نار ما أدّى إلى استشهاد عنصرين وإصابة ثلاثة بجروح ومقتل أحد مطلقي النار وتوقيف سائق السيارة».
وفي بيان آخر، أعلنت القيادة أنه “الحاقاً ببيانها السابق، المتعلق باستشهاد عسكريين اثنين نتيجة تعرّض دورية تابعة لمديرية المخابرات لكمين وإطلاق نار في محلة المشرفة ـــ الهرمل، استشهد عسكري ثالث متأثراً بجراحٍ كان قد أصيب بها خلال الكمين».
وأمس، شيّعت قيادة الجيش، العسكريين الشهداء الثلاثة في بلداتهم، حيث شيّع اسماعيل في بريتال – بعلبك، وحيدر أحمد في المنصورة – الهرمل وعز الدين في عرسال – بعلبك، بمشاركة حاشدة من الأهالي ورفاق السلاح، وألقى ممثلون عن نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون، كلمات في احتفالات التأبين، أشادوا فيها بمسيرة الشهداء وتضحياتهم الجسام دفاعاً عن الوطن، وأكدوا أنّ “هذا العمل الغادر الذي قام به القتلة المجرمون لن يرهب المؤسسة العسكرية وجنودها، وهي لن تتهاون على الإطلاق مع العابثين بالأمن والمعتدين على الأبرياء وهم سيلقون بلا شك جزاءهم العادل”.
تنديد واسع
وندّد رؤساء ووزراء ونوّاب وشخصيات ونقابيون وفاعليات، بالتعرض للجيش.
وفي هذا السياق أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي الاعتداء وتقدّم من قيادة الجيش وعائلات الشهداء بأحرّ التعازي، وأكد أنّ مؤسسة الجيش اللبناني تشكل ضمانة لأمن لبنان واستقراره، وكلّ اعتداء تتعرّض له هو اعتداء على كلّ البلد.
وتوجه الرئيس العماد إميل لحّود بـ “التعزية إلى عائلات الشهداء الثلاثة الذين سقطوا خلال تأديتهم لواجبهم، كما إلى المؤسسة العسكرية التي، رغم المحنة التي يشهدها لبنان على أكثر من صعيد، أثبتت أنها لا ولن تتوانى عن تقديم التضحيات من أجل الوطن والشعب”.
وأضاف “يُثبت الجيش، مرة جديدة، أنه المؤسسة الدستورية التي شكلت الحماية الحقيقية للوطن ولمؤسساته، كما النموذج شبه الوحيد في هذه الجمهورية الذي يصلح لأن يُعمّم، في مقابل نماذج أخرى تسود فيها الطائفية والمناطقية والمحاصصة، ويُمارس فيها نهب المال العام وتسقط فيها الأخلاق والقيم».
وختم لحّود “حبّذا لو يأخذ السياسيون العبرة من هذه المؤسّسة وسلوكها والتزامها، رغم إنهاكها عبر السنوات بتخفيض الموازنات والتلاعب بالقيمة الشرائية لرواتب عسكرييها ورتبائها وضباطها الذين لم يبخلوا بواجبهم من دون أي نقص. تعلموا من الجيش، لمرة”.
ودان رئيس الحكومة حسان دياب الاعتداء، معتبراً عبر “تويتر” أنّ “الكمين الذي تعرّضت له دورية الجيش اللبناني إنما يستهدف الإستقرار الذي يلعب الجيش اللبناني دوراً أساسياً في حمايته”، مؤكداً “أن الجيش اللبناني يبقى صمّام أمان الوطن، وكل اعتداء عليه عدوان على اللبنانيين بكل فئاتهم ومناطقهم. ولذلك فإن المطلوب في هذه اللحظة الإسراع في توقيف المعتدين والمحرضين لردع كل من تسول له نفسه استهداف هيية الدولة”.
وكتب الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على “تويتر”: “يبقى الجيش اللبناني عنوان التضحية والدفاع عن الدولة في كل الجبهات والساحات. والكمين الذي أودى بحياة ثلاثة من أبطاله في البقاع اعتداء يستهدف جميع اللبنانيين”.
من جهتها، كتبت وزيرة الدفاع زينة عكر على حسابها عبر “تويتر”: “بألم وحزن عميقين نتشارك جميعاً بتقبّل التعازي مع عائلات شهداء الجيش اللبناني الذين استشهدوا اليوم في الهرمل ونتمنى الشفاء للجرحى. بالأمل والإرادة والحزم نعمل جميعاً لاستتباب الأمن وتحقيق العدالة في لبنان. نحيي الجيش اللبناني قيادة وضباطاً وجنوداً”.
ودعا وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي عبر “تويتر” إلى “الاقتصاص من الفاعلين وسوقهم الى العدالة، وإنزال أقصى العقوبات في حقهم”، مؤكداً أن “الجيش سيبقى قيادة وضباطاً وافراداً سياج الوطن المنيع”.
بدوره، قال وزير الداخلية محمد فهمي عبر “تويتر” إن “أي اعتداء على الجيش اللبناني بمثابة اعتداء على اللبنانيين جميعاً ونؤكد أن كل القوى العسكرية ستبقى صمام أمان الوطن».
بدوره، غرّد رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل عبر “تويتر”: “استشهاد ٣ عسكريين من الجيش أثناء مطاردة سارقين مسلحين في الهرمل، تطرح بقوة موضوع السلاح المتفلت. كل الدعم للجيش وللقوى الأمنية لتنفيذ خطة امنية حاسمة. رحم الله الشهداء».
وقال عضو “تكتّل لبنان القوي” النائب فريد البستاني عبر حسابه على “تويتر”: “مرة جديدة يقدّم الجيش الباسل القرابين على مذبح الوطن، كفى استنزافاً للجيش في زواريب داخلية. المجد والخلود للشهداء الأبرار وكل التعازي لأهلهم وذويهم”.
وعبر “تويتر” أيضاً، علق النائب العميد شامل روكز على الحادثة فكتب: “مرة جديدة كرامتنا غدراً جرحت! إنه القدر الدائم لحماة الوطن، فأنتم قدوتنا، وأنتم شرفنا. وفي حين المصالح السياسية تعيش على حساب الوطن، يبقى أصحاب التضحية والوفاء من يدفعون ثمن الأمن والأمان في لبنان!” وأضاف متوجهاً إلى الشهداء الثلاثة “تحية لارواحكم في عليائها، وكل العزاء لعائلات الشهداء. وللجيش، قيادةً وأفراداً، قدركم أن تدفعوا الثمن دوما.»
وأكد النائب فيصل كرامي “تضامن تيار الكرامة الكامل مع الجيش اللبناني الذي قدّم اليوم ثلاثة شهداء على مذبح الوطن خلال قيامه بواحبه الوطني في ملاحقة الخارجين عن القانون وحفظ أمن الوطن والمواطنين”. وناشد اللبنانيين “الإلتفاف حول هذه المؤسسة الوطنية التي تشكّل صمّام الأمان الوحيد لوحدة واستقرار لبنان”.
وتوجه الوزير السابق نقولا تويني بالعزاء لأهالي الشهداء الثلاثة وقيادة الجيش اللبناني، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى. ورأى أنّ “كلّ تعرّض للجيش هو بالنهاية خدمة لأعداء بلادنا وشعبنا، ونرجو من الرب أن يتغمّد أرواح أبطالنا شهدائنا في فسيح جناته”.
وكتب رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب عبر حسابه على “تويتر”: “إلاّ الجيش فهو الخط الأحمر. نتقدّم من قيادة الجيش بأحر التعازي فما حصل في الهرمل عمل مستنكر وجبان».
وشجب رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الإعتداء على الجيش، معتبراً أنّ “المؤسسة العسكرية خط أحمر لا يمكن المسّ بحرمتها». وأكد أنه “لم يعد جائزاً التعرّض للجيش اللبناني الذي يكافح الجريمة والعابثين بالأمن، لأنّ من يوجه سلاحه ضدّ الجيش يوجهه إلى صدر كلّ لبناني حريص على أمنه الممثل بالمؤسسة العسكرية التي هي خط أحمر لا يمكن مسه أو إستفزازه. فليس في الأمن تراض أو تهاون أو تسامح مع المخلين به كما حصل في الهرمل، ولم يعد من الوارد تغطية أحد، لأن الغطاء السياسي لا يمكن أن يغطي إلاّ أمن البلاد وليس الخارجين عن القانون والفارين من وجه العدالة».
أضاف “إنّ الحادث الدامي الذي شهدته بلدة المشرفة في الهرمل بمثابة نذير شؤم ينبئ بالأسوأ، خصوصاً في جو متوتر سياسياً على خلفية التجاذبات القائمة حول الأوضاع في البلاد. لقد شد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على يد قائد الجيش العماد جوزاف عون مؤيداً كل الإجراءات الحازمة لوقف موجة التعرض للمؤسسة العسكرية مهما كان الثمن، لأن حياة العسكريين والمواطنين الآمنين أعزّ من أن تهدر، والجيش الوطني أمنع من أن يرجم، وهو الذي قدم وما زال التضحيات لإنقاذ لبنان في مراحل تعرضه للأزمات الكبرى”. وختم الخازن “رحم الله شهداءالجيش، ودعاؤنا للجرحى بالشفاء العاجل».
وأجرى الخازن اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد جوزاف عون، مستنكرا الإعتداء الذي استهدف الجيش
ووجه التعازي إلى قيادة الجيش ولعائلات الشهداء العسكريين، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، ودعا إلى “مضاعفة الجهود التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية، لكشف المخططين لهذه الأعمال الإرهابية وإنزال أشد العقوبات في حقهم”.
وعبّر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عن “قلقه وأسفه وإدانته للتعرض للجيش صمام الأمان وحامي الوطن”، وأكد أن “الجريمة النكراء التي تعرض لها الجيش طاولت جميع اللبنانيين المؤمنين بمؤسساتهم العسكرية في حفظ الأمن والنظام وترسيخ الإستقرار في البلاد».
كما استنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، “جريمة الاعتداء على الجيش في عمل غادر وجبان، حصد شهداء وجرحى كانوا يقومون بواجبهم الوطني في حفظ الأمن وتوفير الإستقرار والاطمئنان للمواطنين”. واعتبر، في تصريح، أن “هذا الاعتداء الآثم عدوان على جميع اللبنانيين الذين يرون في جيشهم، الضامن للأمن والاستقرار والركيزة الأساسية في حفظ الوطن وشعبه، من هنا نطالب بتكثيف التحقيقات وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين ليكونوا عبرة لغيرهم”. وعزّى قيادة الجيش وذوي الشهداء، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل.
بدوره، توجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في تصريح، بالتعزية إلى الجيش قيادة وأفراداً وإلى ذوي عائلات الجنود “الذين قضوا في منطقة الهرمل في حادثة مستنكرة ومدانة ومرفوضة”، مشددا على “أهمية أن يتعزز الالتفاف الوطني حول مؤسسة الجيش لكي تبقى الضامن الأساس للسلم الأهلي ومنع التفلت الأمني وضبط الحدود والدفاع عن لبنان”.
واعتبر العلامة السيد علي فضل الله، أن “أي اعتداء على الجيش يمثل اعتداء على أمن اللبنانيين وسلامتهم وعلى السلم الأهلي في البلد”.
كذلك، دان الأمين العام لـ”التيار الأسعدي” المحامي معن الأسعد “العمل الإجرامي الذي استهدف الجيش”، مؤكداً أن الجيش “هو خشبة خلاص لبنان والمؤسسة الوطنية التي لم تتلوث بالطائفية”، مقدماً التعازي لعوائل الشهداء وقيادة الجيش والشفاء العاجل للجرحى.
كذلك، دان الحزب التقدمي الاشتراكي، الإعتداء وتوجه “بشخص رئيسه وليد جنبلاط وقيادته بالتعزية الخالصة من المؤسسة العسكرية وعائلات الجنود الشهداء”،مؤكداً “الأهمية الأساسية للدور المنوط بالجيش على امتداد مساحة الوطن في صون السلم الأهلي وحفظ النظام والدفاع عن لبنان، تحديداً في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد والتي تستوجب أعلى درجات التضامن والاحتضان الكامل لمنع أي انفلات أمني”.
بدوره، دان نقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي الكمين الذي تعرضت له دورية من الجيش في منطقة الهرمل، وأدى إلى إستشهاد ثلاثة عسكريين. وقال “إن الجيش هو حامي أمننا الوطني ودعامة الإستقرار، والتعرض له مرفوض ومدان أياً تكن الأسباب والذرائع”. وشدد على أن “العمل الإجرامي الذي طاول ثلاثة من عناصر الجيش يجب أن يواجه القائمون به بحزم وشدة، من خلال إلقاء القبض عليهم وسوقهم أمام القضاء، ليلقوا جزاء ما إقترفته أيديهم من إجرام”.
وختم “رحم الله شهداء جيشنا الباسل، وحمى مؤسستنا الوطنية لتبقى الدرع الواقية للبنان واللبنانيين”.
ودان رئيس رابطة مخاتير البقاع الشمالي وأعضاؤها، في بيان “الاعتداء الآثم على الجيش”، معلنين “الوقوف إلى جانبه”، داعين إياه إلى “قطع الأيدي العابثة بأمننا، من بعض اللصوص وقطاع الطرق”، مؤكدين “كلنا ثقة بجيشنا الأبي شرفا وتضحية ووفاء». كما استنكرت جمعية “تجار بعلبك– الوسط التجاري” في بيان مماثل الإعتداء الآثم على المؤسسة العسكرية، وتقدمت من أهالي الشهداء بأحر التعازي والمواساة، باستشهاد العسكريين.
واستنكر “اللقاء الإسلامي الوحدوي” بأشد عبارات الشجب الإعتداء الآثم الذي تعرضت له دورية من الجيش ورأى “أن مثل هذه التطاول على الجيش غير مقبول ومرفوض ومدان ولا بد من ملاحقة الفاعلين وسوقهم إلى العدالة، وأي تهاون بهذا الأمر من شأنه أن يضر بسمعة الجيش والاستخفاف بدم الشهداء”.