أولىتحقيقات ومناطق

«الدول في سباق مع الزمن والأبحاث متسارعة لاكتشاف لقاح مضاد لـ كوفيد 19 د. أنطوان الأشقر لـ «البناء»: للتكاتف والتعاون داخلياً في لبنان والالتزام بإرشادات الجهات المختصّة حتى لا تعمّ الفوضى

} عبير حمدان

أكد الدكتور أنطوان الأشقر المختص بالأمراض الصدرية والسرطانية أنّ انتشار فيروس «كوفيد19» سيتصاعد بشكل كبيرة ويبلغ الذروة في مختلف الدول، مشيراً أنه في حال شفي المصاب بهذا الفيروس عليه أن يلتزم بالإرشادات الوقائية لأنّ احتمال إصابته لمرة ثانية ممكن ولكن ليس بالضرورة أن تكون مناعته أقلّ.

وفي ديث خاص لـ «البناء» قال الأشقر: «لا وجود للقاح في الوقت الحالي وما يحصل فعلياً أنّ بعض الدول بدأت بتجربة لقاح عند أشخاص غير مصابين وبصحة جيدة وهم متطوّعون، وذلك بهدف دراسة مفعوله في جسم الإنسان، وفي الصين استعملوا دواء كان قد أعطى نتائج إيجابية ضدّ فيروس إيبولا، أما في أوروبا فقد بدأت مطلع الأسبوع الجاري التجارب مع ثلاثة أدوية وعلينا الانتظارومن المؤكد انّ معظم الدول تحاول إيجاد علاج ونحن في سباق مع الزمن».

أما في ما يتصل بالتصريحات التي تمّ تداولها اعلامياً عن أنّ الفيروس معدل ويجمع بين «السارس» و«الميرس» فقال الأشقر «إنّ هذا الأمر محتمل ولكنه غير مؤكد علمياً حتى الآن».

وفي ظلّ الانتشار المتصاعد لـ «كوفيد19» شدّد الدكتور الأشقر على ضرورة الالتزام بالحجر المنزلي والتعاون مع وزارة الصحة كي لا تعمّ الفوضى، وتوجه إلى المجتمع اللبناني بأهمية الالتفات إلى عدة أمور أساسية ومهمة كي لا تذهب الجهود المبذولة هدراً وكي يتمّ كسر العدوى، فقال: «في الدرجة الأولى إنّ النظام الصحي هو مسؤولية مؤسسات الدولة من ناحية التنظيم والإدارة حتى لا تعمّ الفوضى، والتي هي أضرّ  فتكاً من الوباء. حتى الآن على الجميع الإقرار أنّ هناك وزارة صحة مع طاقم استشاري صحي يتعاون مع منظمة الصحة العالمية في كلّ الخطوات الفاعلة واللازمة».

أضاف: «المعدات الطبية خاصة أجهزة التنفس الاصطناعية أغلبها وأعتقد خاصة في لبنان أميركية الصنع وقطعها أميركية، أيّ إذا كان هناك حظر أميركي، يُمنع على الوكلاء تصديرها الى البلدان الواقعة تحت الحظر، حتى ولو إذا كان هذا التصدير تبرّعاً. ومن خلال خبرتي، حتى المساعدات الإنسانية المقدّمة من شركات أو أفراد تخضع لهذه التدابير، لذلك يجب معرفة حاجات المستشفيات والطاقم الطبي المتخصّص ومدى معرفته واستعماله للآلات الطبية التي تتطلب تمريناً للاستعمال، ويجب إحصاء عدد الأسرّة في العناية الفائقة سواء في مستشفى بيروت الحكومي أو في غيره».

وتابع: «عالمياً من المعروف أنّ عدد أسرّة العناية الفائقة réanimation، لا يتعدّى 12 في أغلب المستشفيات، أيّ بمعنى طبيب réanimateur  لكلّ 6 مرضى ولا ننسى ان الطاقم الطبي يعمل 24/24 ساعة بمعنى أننا بحاجة الى طاقم من 4/5 أطباء في كلّ مستشفى مع ممرضة لكلّ 3 مرضى ومساعدة ممرّضة أيضا،ً لذلك لا ولن يستطيع مستشفى واحد الاعتناء بكلّ لبنان، ومن غير المنطق ان يبقى مستشفى واحد، لذلك بسبب عجزه عن القيام بذلك مما يسبّب تأخره بمعاينة المصابين، بناء عليه من الأفضل العمل على الضغط من أجل إجبار وتنظيم المستشفيات الخاصة والحكومية على كافة الأراضي اللبنانية وتجهيزها بشرياً وتكنولوجياً من خلال وزارة الصحة بالتعاون هنا مع منظمة الصحة العالمية وانشاء مجموعة احتياط صحي من أطباء وممرضات للبدء بالإسعافات الأولية لمعظم المصابين قبل الذهاب الى المستشفيات ومعالجة معظمهم منزلياً والإبقاء على الحالات الحرجة لدخولها المستشفى. وهذا دور وطني يمكن ان تؤسّس له نقابة الأطباء بالطلب من الأطباء المتقاعدين مثلاً النزول الى الساحات».

وأكد الأشقر على أهمية توعية المواطن للإرشادات الصحية، وإنشاء صندوق مالي وطني استثنائي لمساعدة النظام الصحي بالتكاليف الكاملة أيّ مشابة لصندوق الضمان يأخذ على عاتقه كافة التكاليف من شراء معدات الى تكاليف العناية الكاملة على ان يصدر مرسوم حكومي لطوارئ صحية، يتطلب إجراءات استثنائية تطالب أصحاب رؤوس الأموال من مصارف وأشخاص وخاصة شركات الأدوية التبرّع لهذا الصندوق. لا تتكلوا لا على المساعدات العينية من الخارج وحتى من المغتربين لأنهم لا يستطيعون تحويل شيء من الخارج لأنّ لبنان على لائحة الحظر المالي أيضاً، لذلك يجب تكثيف الضغوط داخلياً ويمكن الاستعانة بالإعلام لتسويق هذه الخطة.

وختم د. الأشقر قائلاً: قبل كلّ ما ذكرت أشدّد على ضرورة التنظيم والإدارة من قبل وزارة الصحة ومساعدتها على تنفيذ هذه الاقتراحات».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى