أخيرة

الملحمة البابلية وكلينتون والإرهاب الدولي

 يكتبها الياس عشي

النصّ

تتحدث ملحمة الخليقة البابلية «حينما في العلى» عن صراع دمويّ داخل المجتمع الإلهي. تقول الملحمة:

لم يكن هناك إلا «أبسو» الأبُ الكلّيُّ، و «تيامة» الأمّ. وبمرور الزمن كثر أبناؤهم، وكثر ضجيجهم، فيقرّر «أبسو» التخلّصَ منهم. ويكتشف الأبناء خطّة أبيهم الكلّي «أبسو»، فيقرّرون بدورهم، وبقيادة إله الحكمة «أيا»، أن تكون المبادرة لهم! وهذا ما حدث؛ فقتلوا «أبسو»، وحلّ «أيا» مكانه.

 تتطور الأحداث، ويستطيع «مردوخ» الانتصار على «تيامة» ليصير، في ما بعد، إلهاً للتوحيد البابلي.

 ما أشبهَ اليوم بالأمس!

 إنّ الولايات المتحدة الأميركية في فرضها النظام العالمي الجديد تسعى لإسكات «الضجيج» الذي يتعالى في أنحاء المعمورة، فيرسل «أبسوكلينتون» تعليماته إلى الآلهة الأصغر شأناً كي يسكتوا هذا «الضجيج» وينهوا أسطورة الشعوب الصغيرة.

  موقف من النص

هذا جزء من نصّ جاء في كتابي «وطن للبيع… فمن يشتري»؟ الصادر عام 1994. ويكفي أن نسقط اسم «ترامپ» مكان «كلينتو «، وأن تكون «كورونا» هي الأقوى بين الآلهة الصغار، يكفي ذلك لنسقط المقال كله على ما يجري اليوم بعد سبعة وعشرين عاماً من نشره. إنّ القيمة التاريخية للملاحم أنها لا تموت بمرور الزمن، قد تتغيّر أسماؤهم بين ملحمة وأخرى، وبين دين وآخر… ولكنهم يستمرّون في صناعة التاريخ.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى