أولى

في ذكرى أربعين الأمين الراحل معين عرنوق

} هانيبال ضيعة*

يشرّفني ويؤلمني في آن أن أتحدث عنه اليوم.

أما الألم فلأنّ سنديانة عميقة الجذور لطالما استظلّ الأحباء والرفقاء فيأها قد انكسرت، فتصاعد أنين عجيب يتردّد صداه وسيبقى بين أودية هذا الوطن وجباله.

وأما الشرف فلأنه منحني وحتى اللحظات الأخيرة ثقته الراسخة كرفيق وصديق وحرص على مدى ساعات طويلة أن يجعلني أميناً على تفاصيل حياته الرائعة الزاخرة بالدموع والفرح، ولأنني أرثي اليوم وباسم الحزب رجلاً من رجالات النهضة السورية القومية الاجتماعية الذين أضاؤوا أعمارهم قناديل في ليل هذه الأمة الطويل.

إنّ العقائد المنظمة تحتاج إلى أكتاف جبابرة لحملها والانتصار بها وإنّ أميننا الراحل كان من هذه الطينة فحمل روح طفل في نقائه وإيمان رسول في مبادئه وإرادة ثائر جبار في مواجهة الصعاب.

«إنّ فيكم قوة لوفعلت لغيّرت وجه التاريخ» هذا كان إيمانه الذي غيّر به قدره وقدر العديد من حوله.

فمن الصبي الذي صارع المرض طفلاً وغلبه، إلى الضابط المعتقل الذي عاند أنين التعذيب في غياهب السجن وخرج شامخ الجبين ليلتحق فوراً بالعمل العسكري في أحداث لبنان، إلى المهاجر الذي لطالما أخبرني كم كانت آلام الغربة القسرية عظيمة ومشقة البحث عن الرزق والتي أدمت أطرافه لسنوات قاسية مريرة.

أية إرادة هذه! وأية سيرة حياة!

إننا وإذ نتذكّر اليوم ذلك الوجه المشرق بالأمل وتلك العينين الزرقاوين الفائضتين بالمحبة فإننا نثق بأنّ روحه ستزهر في قلوب أفراد عائلته المحترمة والتي أتوجه نحوها بالعزاء باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي مسؤولين ورفقاء.

وأتوجه أخيراً إلى رفقائنا بوصيته التي أودعني إياها ليلة رحيله

كونوا كما أرادكم سعادة قوميّين ثائرين دائماً وإياكم والمساومات وأصحابها.

وختاماً نردّد مع المعلم «قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود»

العزاء لجميع محبّيه في ذكراه الجميلة، والبقاء للأمة.

* مدير مديرية طرطوس في الحزب السوري القومي الاجتماعي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى