الوطن

قضية الرسم المسيء للفلسطينيين تتفاعل: يتناقض مع القيم الإنسانية والأخلاقية وعلى الصحيفة الاعتذار

 

لا تزال قضية الرسم الكاريكاتيري المسيء لشعبنا الفلسطيني، المنشور في إحدى الصحف اللبنانية، تتفاعل، لبنانياً وفلسطينياً.

وفي هذا السياق، قال رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية النائب حسين الحاج حسن، في بيان إن «هذا الأسلوب في التعاطي مع حقبة تاريخية تتمثل في الحرب الأهلية ومقارنتها مع التحديات الوطنية الحالية المتمثلة بوباء كورونا، أوقع الصحيفة في خطأ جسيم لناحية الالتزام بالقوانين والمواثيق الإعلامية».

وإذ أكد حرية التعبير المصانة والمكفولة في الدستور اللبناني، إعتبر «الإساءة للقضايا الوطنية والعربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية مرفوضة».

ودعا الصحيفة إلى» التراجع عما نشرته احتراماً لمشاعرنا جميعاً ولمشاعر الأخوة الفلسطينيين وقضيتهم ومقاومتهم».

ودان مطران سبسطيا والقدس للروم الأرثوذكس عطالله حنا من القدس، وفي مناسبة أسبوع القيامة، ما اقترفته الجريدة « في بيروت «بوسم صفحتها الأخيرة بكاركاتير يشبّه الفلسطيني العابس الملثم بالكوفية التاريخية بفيروس كورونا الساخر».

وأعرب حنا عن أسفه لنشر هذا الكاريكاتير، معرباً عن اعتقاده أنه «يتناقض مع القيم الإنسانية والأخلاقية كافة».

أضاف «إن تتمّ مقارنة الفلسطيني بوباء كورونا هذه جريمة بحق الإنسانية وجريمة بحق القيم الإنسانية والأخلاقية والحضارية النبيلة، ونحن كفلسطينيين ومن قلب مدينة القدس وفي هذا الأسبوع العظيم المقدس وقبل وصولنا إلى أحد الفصح العظيم وعيد القيامة المجيد نعرب كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين عن رفضنا واستنكارنا وشجبنا لهذا الكاريكاتير الذي يسيء ليس فقط للشعب الفلسطيني بل لكل إنسان عنده قيّم وعنده أخلاق وعنده مبادىء سامية».

وطالب حنا الجريدة بالاعتذار عن هذا الكاريكاتير، متمنياً  «ألاّ تتكرر مثل هذه الأخطاء، الفلسطينيون ليسوا وباءً، الفلسطينيون هم بركة في كل مكان يتواجدون فيه، وباء كورونا هو وباء وحّد العالم بأسره، كل العالم يعاني من وباء كورونا وكما توحدنا في معاناتنا من كورونا، وكما توحدنا في مواجهتنا لكورونا يجب أن نتوحد في دفاعنا عن حقوق الإنسان وفي دفاعنا عن قيّم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية وفي مقدمها قضية شعبنا الفلسطيني».

وتابع «من المؤسف وفي هذه الأيام المقدسة والمباركة حيث عيّد اخوتنا في الكنائس الكاثوليكية لعيد القيامة ونحن في أسبوع الآلام نستعد للإحتفال بالقيامة يوم الأحد المقبل، من المؤسف أن نرى هذا الكاريكاتير الذي يتناقض مع كل قيمة إنسانية أو روحية أو أخلاقية ونقول لمن قام بهذا العمل «الله يهديك» لا ندعو على أحد بالسوء بل ندعو من أجل هداية الضالين والذي قام بهذا العمل إنما هو شخص غير مسؤول، هو إنسان ضال، هو  إنسان تخلى عن أي قيمة إنسانية وأخلاقية نبيلة».

من جهتها  شكرت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في بيان، للمدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم، تدخله لحلّ المشكلة التي تسبّب بها نشر الجريدة الكاركاتير المذكور، الذي وصفته بأنه عنصري «يسيء إلى الشعب الفلسطيني ورموزه الوطنية، ما تسبب بموجة شجب وإدانة عارمة في الأوساط الفلسطينية واللبنانية على حد سواء».

وثمّنت القيادة عالياّ الجهود التي بذلها اللواء إبراهيم لدى إدارة الجريدة «التي وعدته بسحب الرسم الكاريكاتوري وتقديم الإعتذار للقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني».

وأكدت القيادة أن «ما قام به اللواء إبراهيم يؤكد مواقفه المعهودة والثابتة من القضية الفلسطينية ورموزها الوطنية، ومدى حرصه الدائم على تعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية والفلسطينية وتمتينها بما يخدم مصلحة الشعبين».

وشجب اتحاد الكتاب اللبنانيين، في بيان، الرسم الكاريكاتوري ورأى في هذا السلوك خطأ فادحاً ينبغي الرجوع عنه بالإعتذار الصريح من اللبنانيين والفلسطينيين لما لهذا السلوك من آثار غير حميدة، في إطار العلاقات بينهم.

وذكّر الاتحاد «المسؤولين في هذه الصحيفة، أن دور وسائل الإعلام السعي إلى تثبيت دعائم المواطنة والعيش المشترك، وليس استذكار التاريخ بهدف إثارة الغرائز والأحقاد»، متمنياً على نقابتي الصحافة والمحررين وعلى المجلس الوطني للإعلام اتخاذ الموقف المناسب، في هذا الشأن «ولا سيما أن مؤامرة القرن الخبيثة لا تزال في جعبة أصحابها جاهزة للاستعمال في أي فرصة تسمح لها بالإنطلاق، وهي بلا شك تستهدف ضرب وحدة الأوطان المحيطة بفلسطين المحتلة».

وصدر عن رئيس «ندوة العمل الوطني»، الدكتور وجيه فانوس بيان جلء فيه: فوجئنا برسم كاريكاتوري، خارج عن نطاق الزَّمان والمكان والقيم الإنسانية، تنشره إحدى الصُّحف اللبنانية؛ وكأن اللبنانيين لا يكفيهم ما يعانونه من بؤس صحي وحجر منزلي وضياع مالي وخراب اقتصادي، حتى يأتي هذا الرسم الكاريكاتوري ليزيد الطين بلة والبؤس فجوراً ورعونة.

هو رسم يشير واضعه، إلى أنّ مقاومة الشعب الفلسطيني، برمزها الكوفية، هي وباء قاتل عدو للبشر، كما وباء كورونا.

إنّ «ندوة العمل الوطني»، تجد في هذا خروجاً مجرماً عن أية قيمة أو مفهوم إنساني واع؛ خاصة إذ يساوي، واضع الرسم وناشره، بين من يطالب باستعادة حقه، والوباء الذي يفتك بالناس ويقضي عليهم. وترى «الندوة»، إنّ من ما برح يرزح تحت ثقل أحقاده البغيضة، ليس ممن يستحقون أية ذرة من كرامة في لبنان؛ فنحن، جميعاً، قد توافقنا على أننا نعيش وسنتابع عيشنا في لبنان الذي يسعى الشرفاء والوطنيون فيه إلى الدفاع عن حق الإنسان في الوجود. ولعلّ واضع هذا الرسم الكاريكاتوري، كما ناشره، تناسيا أنّ لبنان هو الدولة التي ساهمت بشكل أساس في وضع وثيقة حقوق الإنسان الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة.

نطلب من المسؤولين عن هذا الرسم التقدّم باعتذار علني من الشعب اللبناني، بمقوماته كافة، وكذلك من الشعب الفلسطيني المقاوم على أرض فلسطين وفي الشتات؛ فليس لنا جميعاً سوى التمسك بقيمنا الأساس التي تحترم الإنسان وتعضد حقه في الحياة بكرامة وعزة وحرية على أرضه.

وعبّرت «اللجنة الشبابية والطلابية لدعم القضية الفلسطينية» عن أسفها وشجبها وإدانتها لما تجرأت به الجريدة «بالاعتداء ليس فقط على الشعب الفلسطيني بل على الإنسانية جمعاء»، معتبرةً أن «مقارنة الفلسطيني والكوفية مع وباء كورونا، هي جريمة بحق القيم الإنسانية والأخلاقية والحضارية النبيلة لا يمكن القبول بها تحت أيّ عنوان انساني».

وأكدت اللجنة أنّ «ذكرى 13 نيسان 1975، هي مناسبة لاستذكار العبر والدروس مما حصل بهدف الإنطلاق للعمل الجدي لتحرير فلسطين ومقاومة الإحتلال الإسرائيلي والاستكبار الغربي وعملائه، الذين كانوا ومازالوا الأساس في اندلاع الحرب بين الأخوة العرب والذي حصل في سورية لخير دليل على الجهد التي يبذله الكيان الصهيوني ومن ورائه اميركا لتصفية اي قوة جاهزة لدحر الاحتلال».

ودعت اللجنة نقابتي الصحافة اللبنانية والمحررين وجميع الإعلاميين والكتاب اللبنانيين إلى إدانة الجريدة «وسلوكها وإدانة صاحب الرسم، الذي لا ينمّ سوى عن حقد دفين تجاه الشعب الفلسطيني الذي سيبقى يعتز بعلاقاته التاريخية والراهنة مع الشعب اللبناني».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى