الوطن

مواقف واحتفالات رمزية بذكرى مجزرة قانا الوحشية «القومي»: دماء الشهداء ستظلّ متوهّجة… والردّ على مجازر العدو واحتلاله وعدوانه بالمقاومة

لم تغب ذكرى مجزرة قانا الوحشية التي ارتكبها العدو الصهيوني في البلدة في 18 نيسان من العام 1996، والتي سقط فيها 105 شهداء من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، عن ذاكرة اللبنانيين وإنْ كان إحياؤها اقتصر على احتفالات رمزية بسبب الأوضاع الصحية المستجدة بفعل فيروس كورونا.

وفي هذا الإطار، ذكّر الحزب السوري القومي الاجتماعي بأنّ العدو الصهيوني ارتكب مجزرة إرهابية في بلدة قانا جنوب لبنان، وداخل مركز تابع للأمم المتحدة، وقتل في تلك المجزرة عشرات المدنيين جلهم من الأطفال. واليوم وبعد مرور أربعة وعشرين عاماً على مجزرة قانا، تحضر مشاهدها المروّعة التي تُدمي القلوب وتهزّ الضمائر ويندَى لها جبين الإنسانية.

واعتبر الحزب القومي في بيان أصدرته عمدة الإعلام بالمناسبة، أنّ مجزرة قانا دليل دامغ على الطبيعة العنصرية وغريزة القتل الوحشي ونموذج للإرهاب الصهيوني الذي يسفك دماء شعبنا منذ احتلال فلسطين إلى اليوم. وفي هذه الذكرى الأليمة، نسأل ماذا فعلت الأمم المتحدة وأية إجراءات اتخذتها ضدّ كيان العدو ومجرمي الحرب الصهاينة الذين ارتكبوا مجزرة قانا بدم بارد، والتي شكلت عدواناً وحشياً مزدوجاً بحق أطفال قانا والأمم المتحدة في آن.

ولأنّ العالم كله، ينوء اليوم تحت وطأة تفشّي وباء كورونا المستجدّ، فلا بدّ من التذكير بأنّ هذا الوباء عدو غير مرئيّ، في حين أنّ الكيان الصهيوني هو عدو قديم جديد للإنسان والإنسانية، مرئي جداً وثقيل الوطأة بإجرامه وبما ارتكب من جرائم إبادة بحق شعبنا منذ مجزرة دير ياسين إلى قانا إلى اليوم، والواجب الأخلاقي والإنساني مقاومة هذا العدو العنصري القائم على غريزة القتل والإرهاب وإلحاق الهزيمة به.

إنّ ظهور المؤسسات الدولية بمظهر العاجز عن إدانة العدو الصهيوني ومعاقبته على مجازره، وعدم الانتصار لدماء أطفال مجزرة قانا، يجعل من هذه المؤسسات، لا سيما الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التابع لها، شاهدة زور على مجزرة مستدامة يرتكبها هذا العدو يومياً بحق شعبنا، وأداة طيّعة بيد الولايات المتحدة الأميركية، التي تفرض مشيئتها على المؤسسات الدولية وترعى إرهاب الدولة، وبالتالي لا تعويل على مؤسسات دولية تنفذ سياسة ازدواجية المعايير الأميركية.

في ذكرى مجزرة قانا، يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ الأطفال والنساء والرجال الذين قضوا في هذه المجزرة، وفي كلّ المجازر والحروب العدوانية الصهيونية لن تذهب دماؤهم هدراً لأنها دماء زكية متوهّجة تقضّ مضجع العدو الصهيوني وعملائه وأدواته ورعاته.

ويؤكد الحزب القومي، أنّ الردّ على مجازر العدو واحتلاله وعدوانه لا يكون إلا بالمقاومة، فالمقاومة وحدها تفرض على العدو الامتثال لقواعد الاشتباك، التي تؤكد حق شعبنا في المقاومة والتحرير.

من جهته وضع رئيس بلدية قانا محمد كرشت، باسم رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، إكليلاً من الزهر على أضرحة شهداء المجزرة قانا، فيما أحيت قيادة حركة «أمل» في إقليم جبل عامل، الذكرى بوقفة رمزية استثنائية عند أضرحة الشهداء عملاً بمبدأ التباعد الاجتماعي بسبب كورونا.

 وأكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس، في كلمة له «عدم نسيان ولا تجاهل أطماع إسرائيل في الأرض والمياه والنفط بالرغم من كلّ المعاناة في الوضعين المالي والإقتصادي ومن أزمة كورونا»، مجدّداً التشديد على أنها «شرّ مطلق والتعامل معها حرام».

وقال «نحن كنا ولا نزال لا نراهن على قرارات صدرت من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، بل نراهن على إيماننا وثوابتنا ومقاومتنا التي هي الرادع الأساسي للعدو الإسرائيلي الذي لا يزال يفكر ويخطط للنيل من عزيمتنا». وشدّد على أن «أفضل وجوه الحرب ضدّ العدو هو السلم الأهلي الداخلي».

بدوره حث كرشت على «اتباع توصيات اللجنة الوطنية لإحياء مجزرة قانا بالمشاركة في الذكرى من المنازل بسبب كورونا». ووجه الشكر لرئيس مجلس النواب نبيه برّي لرعايته هذه المناسبة ولرئيس الحكومة حسان دياب لتكليفه وضع إكليل ورد على أضرحة الشهداء نيابة عنه.

وصدرت مواقف بالمناسبة حيت فيها شهداء المجزرة، فغرّد وزير الزراعة والثقافة عباس مرتضى عبر حسابه على «تويتر» قائلاً «السلام على تلك الأجسام والأشلاء، المتشظية في زمن الفداء، معلنةً عصيانها على الفناء. لتلك الأسماء الشاهدة الشهيدة، الصامدة العنيدة، المقاومة العتيدة، التي عبرت بنا إلى الكمال، وتوجتنا عنواناً للنضال، وشاهداً بالوجود والصمود. عهد منّا، لن ننسى، لن نسامح».

بدوره، كتب عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور فادي علامة، تغريدة عبر حسابه على تويتر»، قال فيها «قانا آخر ليلات القدر الشاهدة على تمادي العدو، تركت ندوباً على جبين الإنسانية، وجرحاً في ميثاق الأمم، وتجاوزاً لكل القوانين والأعراف والحدود».

من جهته قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصر الله عبر حسابه على «تويتر»: «مجزرة قانا 1996، يوم غرست الأجساد الطاهرة، لأطفال ونساء وعجزة، فاشتدت مقاومة أزهرت نصراً ودحراً للعدو الصهيوني وتسجل أنها آخر ليلات القدر».

وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي المقداد، عبر حسابه على «تويتر»، أن «مرور 24 عاماً على مجزرة قانا لم تطفئ شعلة المقاومة التي تزداد توهجاً في نفوس المقاومين، ولكن وللأسف حتى في حينها لم تحرّك المجزرة ضمائر بعض الحكام والمتخاذلين».

من جهته، قال رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في بيان «في الذكرى السنوية لمجزرة قانا الرهيبة، نتوقف بإجلال أمام شهداء هذه المجزرة، وشهداء مجزرتي المنصوري والنبطية الذين يرمزون الى أنبل وأسمى معاني صمود الشعب اللبناني، في وجه الإرهاب الصهيوني وجرائمه على الأراضي اللبنانية».

وتابع «ما لا شك فيه، أن مجزرة قانا تمثل صرخة إنسانية أمام الضمير العالمي ليقف مؤازراً وداعماً للبنان في معركة تحرير ما تبقى من أراضيه من العدوان الصهيوني ومن كل نتائج وآثار هذا العدوان، وربما استطاعت سياسة الكيل بمكيالين، أن تجعل هؤلاء المجرمين يفلتون من العقاب موقتاً، لكننا واثقون بأن الدولة اللبنانية ستستمر في المطالبة بمحاكمة هؤلاء المجرمين، على أمل أن يقوم المجتمع الدولي بواجبه إحقاقاً لحق الأبرياء، وإلى إسقاط سياسة الكيل بمكيالين، وإن الشرعية الدولية والقانون الدولي لا بدّ من أن يطاولوا الإرهاب بكل مظاهره، وفي سبيل ذلك لا بد من تأكيد مسلمات الموقف اللبناني وهي في الدرجة الأولى اعتبار الجيش الوطني والمقاومة سلاح السلام اللبناني، والمدخل الحقيقي لتطبيق القرارات الدولية».

وحيّت «لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف، في بيان، أرواح شهداء مجزرة قانا، واعتبرت أن «هذه المجزرة هي وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الأمم المتحدة اللذين لم يؤمنا الحماية للمدنيين العزل، ولم يحركا ساكناً من أجل وقف جرائم العدو ومجازره البربرية بحق وطننا وشعبه، حيث سقط الآلاف من اللبنانيين شهداء وجرحى جراء اعتداءاته».

وختمت مؤكدة أن «الأحرار والشرفاء في العالم، لم ولن ينسوا ما حصل في ذلك اليوم الأسود من تاريخ العدوانية الإسرائيلية على لبنان». ودعت إلى «التمسك بخيار المقاومة الذي أثبتت التجارب أنه الخيار الوحيد الذي انهزم بفضله العدو الغاشم في جنوب لبنان، ووضع حداً لجرائمه بحق الشعب اللبناني».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى