أولى

مصر وسورية… إشارة هامة

التعليق السياسي

 

 

قدّمت سورية بصمودها وانتصاراتها، ومواقف حلفائها الثابتة نموذجاً نادراً لما تستطيعه الدولة الوطنية، وتخطت دون أن تنتظر دعماً من الذين يقعون في دائرة استهداف الذين تخوض الحرب معهم بالنيابة عنهم، خصوصاً بين العرب، وأخصّهم مصر، وبقيت مصر تحفظ ود وحرارة العلاقة مع سورية، وهي تترقب اللحظة المناسبة لتظهير هذه العلاقة بمواقف، كانت تحول دونها حسابات مصرية لتحالفات طرفها الأول في الرياض وطرفها الثاني في واشنطن.

جاءت التطورات التي لحقت بالعلاقة الإماراتية بسورية والتي توّجها اتصال ولي العهد الشيخ محمد بن زايد بالرئيس بشار الأسد مؤشراً على زوال الكثير من العقبات التي تنتظر مصر زوالها، من دون أن يعني ذلك إيعازاً أميركياً أو سعودياً، لا نعتقد أن الإمارات تلقت مثله أو أن مصر تنتظره، بمقدار ما بدا أن حجم التحفظات وطريقتها يتغيران على إيقاع ما يجري في سورية أولاً وفي العالم ثانياً، وما صارت عليه أولويات الدول بما فيها السعودية وأميركا ثالثاً، بصورة فتحت الطريق لتظهير ما كان منتظراً تظهيره.

الموقف المصريّ الذي عبر عنه وزير الخارجية المصرية سامح شكري حول العلاقة بسورية خلال اتصاله بالمبعوث الأممي الخاص بسورية والإعلان عن نص واضح عنعودة سورية إلى دورها في الساحتين الإقليمية والدولية؛ يحمل الكثير من الأبعاد والمعاني التي تتخطى التعبير عن موقف مصر وحدها، بقدر ما يشير إلى ما لدى مصر من معطيات تتيح تحقيق الهدف المعلن عنه.

نصر جديد لسورية، بيد مصرية، وسورية تكنّ لمصر الكثير وتتوقع منها الكثير أيضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى