الوطن

أرمن سورية يحيون ذكرى «الإبادة» على أيدي العثمانيّين، وصلوات وقداديس في عدد من المحافظات وكلمات شكر لمجلس الشعب وزير النفط السوريّ: الحديث عن رفع العقوبات الأميركيّة «كذب»

 

وصف وزير النفط السوري علي غانم ما تمّ تداوله حول تخفيف العقوبات الأميركية على سورية، بأنه ضرب من الكذب.

وقال غانم في حوار مع قناة «السورية» بثته مساء الخميس، إن ما صدر عن تخفيف العقوبات لم ينشر رسمياً وإنما كان للتداول الإعلامي فقط، وأكد أن العقوبات ما زالت قائمة ولم تلغ أي عقوبة، وهو ما جعل الصعوبات التي تعانيها البلاد في تأمين المشتقات النفطية وغيرها قائمة ومستمرة.

وحول تأثير تراجع أسعار النفط عالمياً على سعر المشتقات النفطية في سورية، قال غانم إن الصعوبات في تأمين المشتقات النفطية تؤدي إلى وجود سعر إضافي على سعر النفط السوري، وأن أسعار المشتقات محلياً لن تتأثر بانخفاض السعر العالمي للنفط، وعزا السبب في ذلك إلى أن الحكومة ما زالت مستمرة في سياسة دعم المشتقات النفطية.

وأوضح أن الحكومة كانت تدعم المشتق النفطي بما يعادل ملياراً و600 مليون ليرة يومياً، حسب سعر برنت الوسطي الشهر الماضي بـ32 دولاراً، وهي اليوم ما زالت تدعم المشتق النفطي ولكن بنحو 552 مليون ليرة حسب سعر برنت الوسطي حالياً بـ20، وقال إن التكاليف الأخرى كالشحن والتحميل ليست لحظية كأسعار النفط فهي تستغرق وقتاً أطول.

وأضاف غانم أن الانخفاض في السعر العالميّ أثر إيجابياً بأن الفاتورة النفطية قد تقلّصت ونسبة أو حجم الدعم أو العجز بين الكلفة وبين المبيع تقلصت، وهذا ما ينعكس إيجابياً على التوريدات، بينما السعر المحلي لن يتغيّر في حالة الوفرة أو الربح «لأن الدعم ما زال قائماً بـ552 مليون ليرة على هذا السعر».

واشار الوزير السوري إلى الصعوبات في إيصال النواقل وهو ما ينعكس على الأسعار، إضافة إلى العقوبات والحصار الاقتصادي، وكل ذلك يؤدي إلى أن يصل النفط بسعر آخر غير سعره المعروف عالمياً.

وقال غانم إن معظم التوريدات تتم عبر الأصدقاء مشيراً إلى أن «ما ينطبق على سورية من عقوبات ينطبق أيضاً على الأصدقاء».

 

إلى ذلك، وإحياء للذكرى 105 للإبادة الأرمنية التي تعرض لها الأرمن على يد العثمانيين وراح ضحيتها ما يزيد على 1.5 مليون شخص أقيمت أمس، في محافظات  دمشق وحلب واللاذقية صلوات وقداديس اقتصرت على القائمين عليها دون حضور مصلين تطبيقاً للإجراءات الاحترازية الخاصة بالتصدي لفيروس كورونا.

المناسبة التي لطالما كانت تشهد حضوراً شعبياً واسعاً حتى في أحلك ظروف الحرب والتهديدات الإرهابية التي عصفت بمختلف أنحاء سورية، فقد اقتصرت هذا العام وكما كان متوقعاً، على حضور رجال الدين وطواقم الكنائس استجابة للإجراءات الاحترازية التي تعتمدها سورية في سياق التصدي لفيروس كورونا.

ففي مطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها أقيم قداس إلهي وصلاة لطلب شفاعة الشهداء القديسين ترأسه المطران آرماش نالبنديان وقال خلاله «إن إحياء هذه الذكرى من على هذا الهيكل المقدس في دمشق يحمل في طياته معنى إضافياً، لأن هذه الأرض السورية الطيبة كانت الملاذ والملجأ والخلاص وجسراً مر عليه أجدادنا من براثن الموت إلى أحضان الحياة.. صلاتنا اليوم هي صلاة الشكر.. سننشئ أبناءنا وأحفادنا وأجيالنا القادمة على العرفان بالجميل للشعب السوري لكل ما قدّمه لنا من مساندة ومساعدة».

وأعرب نالبنديان عن شكر وتقدير الشعب الأرميني لقرار مجلس الشعب السوري الذي أقرّ الإبادة الأرمنية على يد الدولة العثمانية وأدانها إضافة إلى إدانته أي محاولة من أي جهة كانت لإنكار هذه الجريمة وتحريف الحقيقة التاريخية حولها.

وفي حلب أقيمت في كنيسة السيدة العذراء للأرمن الأرثوذكس بحي الفيلات صلاة إحياء لذكرى الإبادة الأرمنية تحدث خلالها (ماسيس زوبويان) مطران أبرشية حلب وتوابعها للأرمن الأرثوذكس عن أهمية إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية على أيدي المجرمين العثمانيين والصلاة لأرواح الشهداء الأبرياء الذين قضوا فيها ولشهداء الجيش العربي السوري الذين يخوضون معارك الشرف ضد الإرهاب.

ووجّه زوبويان الشكر والامتنان للشعب السوري الذي احتضن الشعب الأرمني في محنته، داعياً المجتمع الدولي إلى الاعتراف بهذه المجزرة وإدانة ما ارتكبه العثمانيون من إبادة بحق الأرمن.

وفي مدينة اللاذقية أقيمت بكنيسة السيدة العذراء للأرمن الأرثوذكس صلاة على أرواح شهداء الإبادة الأرمنية ترأسها راعي كنيسة الأرمن الأرثوذكس باللاذقية فاسكين كوشكيريان كما تمّت إقامة نصب تذكاري للشهداء ووضع أكاليل الورود عليه.

وألقى رئيس المجلس الملي للطائفة الأرمنية فاهي كرجكيان كلمة بعد انتهاء الصلاة تحدث فيها عن وقائع المجزرة التي بدأت باعتقالات وإعدامات لنخبة من المفكّرين والأدباء والأعيان الأرمن وأودت بحياة نحو 1.5 مليون مواطن أرميني وتشريد مئات الآلاف خارج بيوتهم منوّهاً بموقف سورية التي استضافت الارمن وهيأت لهم سبل العيش الكريم وفرص العمل ليصبحوا جزءاً لا يتجزأ من الشعب السوري يمارسون حقوقهم وواجباتهم في الدفاع عن قضيتهم وعن بلدهم الثاني سورية ويبذلون الدماء للدفاع عنه بوجه ما يتعرّض له من حرب إرهابية مجرمة.

يذكر أن الإبادة الأرمنية جرت بين الأعوام 1915 و 1923 وشملت عمليات قتل وذبح وإبادة بحق الشعب الأرميني وكانت ذروتها في الـ 24 من نيسان عام 1915 حيث اتخذ حزب الاتحاد والترقي التركي قراراً يقضي بإبادة الأرمن وترحيل القاطنين منهم في الإمبراطورية العثمانية وفق مرسوم حكومي.

وأعلنت أرمينيا في الـ 23 من نيسان عام 2015 شهداء الإبادة الأرمنية المليون ونصف المليون الذين سقطوا من أجل إيمانهم والوطن قديسين لتضع دمشق في الـ26 من الشهر ذاته الحجر الأساس للنصب التذكاريّ لشهداء الإبادة الأرمنية القديسين في الساحة التي تحمل اسمهم والمجاورة لمطرانية الأرمن الأرثوذكس قرب قوس باب شرقي في دمشق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى