تحقيقات ومناطق

إدارة الأزمة الصحيّة في استراليا أنجزت استيعاب الوباء والسيطرة عليه أبناء الوطن في المغترب يتسلّحون بالوعي ويثنون على جهود «البناء» في مدّ جسور التواصل

عبير حمدان

تقترب الإصابات بفيروس كورونا المستجد من ثلاثة ملايين على مستوى العالم فيما تجاوزت الوفيات 200 الف، وتتفاوت القرارات الرسمية بين دول تريد رفع التعبئة الصحية والعودة إلى دورة الحياة ولو تدريجياً بحجة إنقاذ الاقتصاد الذي أثر عليه الوباء بشكل سلبي على مستوى العالم، ودول تتريث برفعها.

الصين التي خرجت من دائرة خطر الانتشار المجهول المصادر وفق هيكلية فرض الحجر والتباعد ولو بالقوة شكلّت نموذجاً يستدعي الاقتداء به، ذلك لأن الضرورات الصحية تتطلّب التعامل مع الواقع الحالي بحزم.

في المقابل تتصاعد أرقام الإصابات في أميركا وأوروبا وكما أشرنا في تحقيق سابق فإن فرنسا على سبيل المثال لا الحصر عانت من الإرباك وخرجت أصوات فيها تعترض على قرار رفع الحجر في الحادي عشر من أيار، أما استراليا فلا تزال الخطة الصحية لحكومتها الفيدراليّة وحكومات الولايات قائمة يقابلها التزام مجتمعي وفق ما أكد لنا أبناء الوطن المقيمين فيها في تحقيقات سابقة واليوم نستكمل مواكبتنا لمسار الأمور هناك.

 

 

 

 

النكت: واجبنا الاجتماعي توعية واحتضان أهلنا في هذا الظرف العصيب

المتخصص في علم الاجتماع السياسي الأمين الدكتور سايد النكت وصف فايروس كورونا بـ «قنبلة نوويّة بكاتم صوت»، وبأنه عدو خبيث غير منظور ضرب العالم بأسره.

وقال: «إن الواقع المستجدّ الذي فرضه تفشي الوباء أحدث حالة من الهلع وهستيريا تمثلت بتهافت الناس على المحال لشراء اللوازم والأغذية بكميات كبيرة، والفاجعة الفظيعة وقعت في حين دخل نحو أربعة آلاف شخص كانوا على متن الباخرة السياحية «روبي برنسس» الى سيدني من دون إجراء أي فحص طبي أو عزل إلزامي، بخاصة حين تبين أن هناك عشرات الاصابات بين طاقم السفينة ومن كان على متنها. وقد وصف هذا الامر بعملية اقتحام لكل المجتمع الاسترالي، وأضف الى ذلك تسجيل عدد كبير من الإصابات في مدينة برث جراء غياب الإجراءات الوقائية، ولا ننسى ما شهده شاطئ بوندي في سيدني من تجمهر لأعداد كبيرة من الناس. مع بداية انتشار الفيروس شهدت الولايات الاسترالية إرباكاً وتخبّطاً لجهة تنفيذ قرارات الحكومة، بعدها بدأ التحول التدريجي ومن ثم الجذريّ نحو الضبط الممنهج لتصبح استراليا حالياً من أفضل الدول في التعامل مع الواقع الوبائي المستجدّ، حيث برهنت غالبية الشعب في استراليا سوية ثقافية عالية في فهم المستجدّ والتقيّد بما يصدر من قوانين. ونحن كجالية، جزء من هذا المجتمع، عبّرنا عن مستوى رفيع في جدية التعاطي مع هذا الواقع وبات كل مواطن منا خفير».

وتابع: «على المستوى الصحي استنفرت المراكز الصحية والاستشفائية بمجملها وجُهّزت فيها فروع خاصة لاستقبال المصابين ومعالجتهم، ومراكز للحجر الصحي، وأرجئت الحالات الصحية العادية لينصب التركيز على الحالات الضرورية الاستثنائية ومرضى الكورونا. وتم استدعاء المتقاعدين من أطباء وممرضين للالتحاق بالجسم الطبي العامل. وكان قد اعلن رئيس الوزراء في 11 آذار الماضي عن برنامج وخطة الصحة الوطنية لمواجهة COVID – 19  برصيد يبلغ 2.4 مليار دولار منها 36 مليون دولار كاستثمارات لأبحاث سريعة لتتبع الفيروس والقضاء عليه وهناك إعلان عن التوصل لعلاج تُجرى التجارب عليه، وقد أعلن عن استيراد أربعين مليون عازل للوجه، ومستلزمات طبية، مع الاشارة إلى ان الفحوصات متوفرة مجاناً للجميع عبر خط ساخن. وحرصت السلطات على مبدا التدرج في إجراءات إغلاق المرافق الاقتصادية بشكل لا تبلغ فيه العزل التام بهدف الحفاظ على الاقتصاد وتجنّب الركود الكلي، وقدّمت الحكومة برنامج دعم للموظفين والشركات والمصالح الصغيرة بما عرف بدفعة Jobkeeper لكي تغطي الشركات والمؤسسات أجور موظفيها طيلة فترة الحظر إلى أن تعود الأمور الى طبيعتها في سوق العمل وبأقل ضرر، وبطالة مجحفة، وقد صرف مبلغ مئة وثلاثين مليار دولار لتغطية هذا البرنامج على ان يتقاضى كل موظف او عامل مبلغ 1500$ كل أسبوعين لمدة ستة اشهر، هذا البرنامج يأتي اضافة للمساعدات التي تقدمها اساساً الحكومة للعاطلين عن العمل ونظام الدعم الاجتماعي والصحي والاقتصادي، إضافة لبرنامج تغطية خسائر الإقفال من خلال مساعدات ملحوظة في برنامجها الداعم وفي نظام الاقتطاع الضريبي مع الإعفاءات من مدفوعات عدة وإرجاء الموجبات والمستحقات وفق برامج تخفيفية واقتطاعية وتقسيطية

وأردف: «لحظنا ثغرات في القوانين حيث كان من المتوجب وبرأينا أن لا يتأخر استصدار وتنفيذ قرارات الحجر الإلزامي بالنسبة للعائدين من الخارج والمنع الفوري للتجمّعات لا سيما انه كان بالإمكان الاستفادة من تجارب الدول التي وصل إليها الفيروس قبل استراليا. من الخطأ أن يتم رفع التعبئة في وقت قريب ذلك لأن «استراتيجية» الفيروس وإدارته لحركته قد تكون الهدوء ما قبل العاصفة، من جهتنا كجمعيات ومؤسسات تعاملنا مع الواقع بشكل مسؤول على قاعدة اننا جزء لا يتجزأ من المجتمع الاسترالي».

وأضاف: «الحزب السوري القومي الاجتماعي لعب دوره المشهود له في الأزمات كافة ولن أزيد على ما أورده المنفذ العام في بداية هذه المواكبة من جريدة «البناء» لأوضاع المغتربين، انما اؤكد أننا في ولاية فكتوريا ركزنا على موضوع التوعية وتوفير مخزون لتلبية أصحاب الحاجة من الرفقاء والمواطنين وكبار السن من لوازم الوقاية والتعقيم والمواد الغذائية، كما أن منفذية سيدني تحركت وبمستوى مسؤول في مهام الإعانة والإرشاد وتوزع الرفقاء الى لجان لهذا الغرض السامي كما فروع الحزب في ادليد برزبن وبرث، حيث إن واجبنا الاجتماعي كحزب وكجالية إظهار فاعليتنا في ردف مجتمعنا المقيمين فيه بكل إيجابية لجهة الدعم والالتزام بالقوانين، فنحن ابناء حضارة متجذرة من أم الحضارات التي رفعت ثقافة الإنسان، كما واجبنا بردف مجتمعنا الأم باحتضان اهلنا ودعم مؤسسات الخدمات في قرانا ومجتمعنا في هذا الظرف العصيب وهذا ما يتسابق اليه ابناء جاليتنا وابناء حزبنا».

وختم: «يتسم المجتمع الاسترالي بالرقي والنظم الديموقراطية والاجتماعية التي تصون خاصيته التعددية وتصون الإنسان وحقه في حياة كريمة، الا انه وبالرغم من مشهدية تخطي هذا المجتمع لواقع التمييز العنصري والعرقي الذي يسود من حين الى آخر ومن حقبة الى أخرى الا اننا نلحظ انه يعود بمظهريته نافراً مع كل مشهدية جديدة، كتعرض الجالية الصينية لحالات تمييزية أو تعييرية وعنصرية. ولكن في المحصلة علينا التكاتف والتعاضد والالتزام وبثقافة الوعي سننتقل الى واقع ما بعد الكورونا وفق نظام عالمي جديد قد ينجح المبرمجون له أو قد يخفقون».

مصلح: التزام مجتمعيّ كامل

أكدت ماري زيت مصلح رئيسة جمعية بيت جالا الفلسطينية (فكتوريا ـ استراليا) أن الحكومة الاسترالية وضعت خطة مناسبة لمحاربة الفيروس، وقالت: «حين بدأ ظهور فيروس الكورونا وفي مراحله الأولى قامت الحكومة الآسترالية بوضع الخطط المناسبة لمحاربة انتشار المرض. وقد التزمت جاليتنا وكذلك الجاليات الأخرى من أصول مختلفة بهذه الخطط والإجراءات المناسبة إيماناً منا بأهمية وجدوى هذه الإجراءات والتزاماً بالقوانين والتعليمات الصادرة من السلطات الحكوميّة ذات الاختصاص، فقد قامت الحكومة الفيدراليّة وحكومات الولايات الأسترالية برفع مستوى الإجراءات المتضمّنة العزل وتقييد حرية الحركة والتنقل مما نتج عنه بعض الانزعاج والتذمّر من مجموعات قليلة وعمد بعض المواطنين الى القيام بتخزين المواد الغذائية، فكان التدافع لشراء السلع واضحاً مما حرم الكثير من العائلات والأفراد من الحصول على بعض المستلزمات الضرورية من طعام ومواد أخرى».

وأضافت: «لاحقاً أدرك الجميع ضراوة هذا الوباء وتأثيره الحقيقي على الصحة العامة، وبالتالي تم رفع مستوى الإجراءات المقيدة للحركة والتنقل بين الولايات والمناطق داخل كل ولاية. والتشديد على التباعد الاجتماعي وأقفلت المرافق التي تحفز على تجمع المواطنين، وقد التزم المجتمع الاسترالي بشكل كامل بسياسة الوقاية المستندة إلى تعليمات الجهات الصحية المعنية، مع الاشارة إلى الدور الإيجابي للجاليات والمؤسسات المجتمعية في تفعيل التواصل مع الناس من خلال منصات التواصل الاجتماعي ونشر التوعية».

وختمت: «نحن كجالية فلسطينية نشعر بأننا محظوظون كوننا نعيش في استراليا التي تمكّنت حكومتها من إدارة الأزمة الصحية بشكل جيد وهي تعاملنا أسوة بالمواطن الاسترالي، ولم تغفل الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات تأثير الحجر الإلزامي وإقفال المؤسسات على الوضع الاقتصادي، لذلك قدمت الدعم المالي للمواطنين والمؤسسات المتضررة، وجميعنا يعلم صعوبة هذه المرحلة التي نمرّ بها، ولكننا على يقين أن اتباع الإجراءات الصحيحة والالتزام بالتعليمات والقوانين الصادرة من الجهات الرسمية هي الوسيلة الوحيدة لمحاصرة هذا الوباء والتغلب عليه بإذن الله».

 وسام غزالة: استراليا وصلت إلى مرحلة استيعاب الوباء والسيطرة عليه

من ناحيته أثنى وسام غزالة (كاتب وشاعر) على الجهد المبذول من «البناء» لجهة الإضاءة على أبناء الأمة في المغترب ومدّ جسور التواصل بينهم وبين الوطن، وقال: بداية، أودّ التنويه بعملكم وجهدكم الدؤوب لمدّ جسور التواصل بين أبناء الأمّة المغتربين وأخوانهم في الوطن، عبر نشاطكم الحزبيّ الواعي، وعملكم المهجريّ المشارك بفاعليته، ضمن جالياتنا الاغترابيّة، فلكم التقدير والإكرام لالتزامكم الأكيد بمفاهيم النهضة البنّاءة أينما كان، مُمثّلين المبادئ السامية للحزب السوري القومي الاجتماعي، كما وضعها واستشهد من أجلها الزعيم أنطون سعاده. أمّا بما يخصّ الاستطلاع، فأجوبتي جدّ طبيعيّة وعاديّة، وذلك لأنّني أرى أنّ أجواء كوڤيد 19 هي ذاتها في كلّ أنحاء العالم، ولا تختلف إلّا من حيث تعامل الحكومات معها، واهتمامها بمؤثّرات المرض بين شعوبها لمعالجته وإيقاف انتشاره، وهذه المعلومات معروفة ومتوفّرة على شكلٍ واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، أين ما كان في العالم».

وأضاف: «نتعامل مع الوضع كجالية، كما الجميع هنا في أستراليا، باتباع التدابير الوقائية المفروضة من قبل السلطات المُختصّة. مشهود لاستراليا، بأنّها من أرقى الدول التي تهتم بسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، فلا شكّ إطلاقاً بالإجراءات الحكوميّة المُتّخذة على الصعيد الفيدرالي العام، أو داخل الولايات. بما يخصّ المُعاينة لاكتشاف الوباء عبر الانتباه إلى عوارضه لاحتوائه من أجل المعالجة الفعّالة، أو من ناحية تجنّبه بالتحذير لأخذ الحيطة، في العناية بالنظافة وخاصّة اليدين، والتباعد الاجتماعي، والبقاء في المنزل وعدم التجوّل إلّا للضرورة، كلّ هذه الإجراءات أدّت إلى وصول أستراليا إلى مرحلة استيعاب الوباء للسيطرة عليه بمُدّة جدّ قصيرة، مقارنة بغيرها من الدول».

وتابع: « يمكننا الملاحظة، أنّ الجالية في أستراليا هي جزء لا يتجزّأ من الصورة الجميلة للمُجتمع الأسترالي، وإن تعدّدت الإثنيات فيه، يظلّ متجاوباً فيما بينه بما يخص الإجراءات والتعليمات الحكوميّة التي تبغي الاستقرار العامّ، صحيّاً كان أو أمنياً، لما لأستراليا من رقيّ في نظامها القانوني الصحّي والأمني. فالجالية وحسب ما نشاهد عبر وسائل الإعلام والاتصال، تقوم بدورها البنّاء في نشر الوعي بين أبنائها بكل المواضيع وخاصّة في هذه الظروف الحرجة التي تجتاح العالم. كما أن القوانين المتّبعة في أستراليا أثبتت أنّها الأكثر فائدة في العالم للحدّ من انتشار الوباء، وسيلة للقضاء عليه، إن كان من خلال فرض كل مُستلزمات المعاينة، أو تنظيم طرق الوقاية، أو وجوب المعالجة الصحيحة، أو كان من حيث التحفيز الاقتصادي، بسنّ قوانين الدعم المالي وما الى ذلك، أو حتّى الشروع بقضايا الإهمال الإداري إن حصل، ومتابعتها قضائياً، كلّ هذا سارع في قطع المراحل الأولى المتوجّبة للقضاء على الوباء».

وقال: «الهيئات الاغترابيّة هنا في أستراليا بكلّ أطيافها وتشعّباتها، على اتصال وثيق بالأجهزة والمؤسّسات التي ترعى شؤون البلاد، بما أنّها بمجموعها تمثّل شعباً واحداً هو الشعب الأسترالي، وقد تقيّدت جميعها بكلّ ما يصدر عن الجهّات المُختصّة من تعليمات وتوجيهات، عملاً بدولة القانون التي هي من رعاياها، وقد تجاوبت في داخل كياناتها على قدر المُستطاع لتأمين كلّ ما أرادته الحكومة الأسترالية من تعاون ومساعدة. وما من شكّ في أن جاليتنا، هي مشاركة بشكلّ بنّاء في إظهار حضارة ورقي أستراليا كمجتمعّ متعدّد الإثنيات، ولها دور فعّال في التطوّر الدائم لأستراليا نحو الأفضل والأحسن، وقد أثبتت عبر شخصيّاتها ومؤسّساتها بأنّها وفيّة لهذه البلاد التي كانت لها ملاذاً آمناً ومصدراً للرزق وبناء حياة هانئة سعيدة، فلا غرو أن يقوم أبناء جاليتنا بالوقوف جنباً إلى جنب مع أخوانهم في المواطنيّة لدرء جميع المخاطر التي تهدّد سلامته، وما بالنا إذا كان الخطر هو وباء مميت يهدّد البشريّة أينما كان».

وأضاف: «المجتمع الأسترالي إنسانيّ لأبعد حدّ، يصون حقوق الفرد والجماعة، في دستوره وقوانينه، ويحمي حريّته وخاصيّته، ويعمل في ما بينه متعاضداً متكاتفاً في الأزمات، حيث تُعتبر أستراليا من أرقى الدول في تناغمها المجتمعيّ، وقدرتها على الإمساك بسلمها الاجتماعي من حيث تأمين كلّ مستلزمات العيش الكريم لمواطنيها، وخبرتها في إدارة شؤون البلاد من اقتصاديّة وصحيّة وتعليميّة، ولقد رأينا ذلك بيّناً من خلال تعامل أستراليا مع أزمة كوڤيد 19 حيث سنّت القوانين الفوريّة والمُلزمة للحدّ من انتشار الوباء طريقاً للقضاء عليه، وأبقت على التعليم في المدارس إذا كان ممكناً، وأطلقت التحفيزات الماليّة لدعم الاقتصاد منعاً لتدهوره بصورة تقضي عليه، والمساعدات الداعمة للأجور، وفرضت الوقاية بتدابير عمّمتها على الناس بوجوب النظافة والابتعاد عن الملامسة أو الاقتراب مما يُسبّب التقاط المرض، كلّ ذلك تمّ بصورة سلسة من غير ضرورة الإفراط باستعمال القوّة القاهرة».

وختم: «صحيح أنّ كل ما يُقيّد الحريّات الشخصيّة في التنقًل أو الاجتماع، هو مكروه ومرفوض، ولكنّه دوماً للضرورة أحكام، وكيف إذا كانت تلك الضرورة هي في ما يُهدّد السلامة والصحّة العامّة، فعلى الجميع القبول بالتدابير التي ترتئيها الجهّة المخوّلة منّا لذلك، ألا وهي الحكومة، وهذا ما يتّبعه الناس هنا في أستراليا، للقضاء على وباء كورونا العُضال، في سبيل وقف انتشاره والقضاء عليه».

دياب : وعي والتزاموخدمات طبيّة مجانيّة

من جهته أكد غسان دياب أن جمعية عدبل الخيرية الاسترالية ساهمت في نشر التوعية وقال: «جمعيتنا الخيرية مسؤولة بشكل مباشر على تواصل العلاقة الاجتماعية ضمن أبناء جاليتنا، وكذلك بالوطن الأم لبنان وكلنا نعرف مدى تعلق اللبناني بوطنه وانطلاقاً من هذه القناعة نرحّب بمبادرة جريدة «البناء» لجهة تفعيل التواصل بين الوطن وأبنائه في المغترب، لأن الوطن موجود في عقل وقلب وضمير كل شخص من أبناء جاليتنا. ونحن هنا نقوم بنشاطات ولقاءات عديدة هدفها المحافظة على عاداتنا وتقاليد وطننا الأم والتي نعتزّ بها، وكما تعرفون أن بلدنا الثاني وأبناء جاليتنا يعيشون شبح الفيروس القاتل «كورونا» والذي انتشر في كل ارجاء العالم محدثاً خللاً في النسيج الاجتماعي، ولأننا نحرص على ابناء جاليتنا التزمنا بحزمة الإجراءات والتوصيات التي وضعتها الحكومة الأسترالية وضرورة اتباع كل ما يصدر عنه. كما ساهمنا بنشر التوعية من خلال شرح خطورة انتشار هذا الفيروس القاتل كذلك قمنا بدورنا بشدّ روابط العلاقة بيننا. وهنا لا بدّ لي من أن أشيد بمدى التزام أبناء جمعيتنا تأمين كافة احتياجات المواطنين وخاصة كبار السن إذا لزم الأمر. كذلك قمنا على اعتماد شعار خليك بالبيت حرصًا على سلامتك وسلامة عائلتك».

وأضاف: «نحن أبناء الجالية لم نقف مكتوفي الأيدي أو موقف المتفرّج من المجتمع الأسترالي، وإنما عملنا يدًا بيد من اجل التخفيف قدر الإمكان من تأثير فيروس «كورونا» إلى الحد الأدنى كنوع من رد الجميل لمجتمع احتضننا وقدم لنا الكثير كي نحيا حياة كريمة. ومن خلال متابعتي لجميع التقارير الصادرة عن الحكومة ووزارة الصحة الأسترالية تبين وبشكل واضح مدى وعي والتزام المواطن الأسترالي بالقوانين الصادرة مما أدى إلى تقليل من نسبة الإصابات والوفيات كما ان الحكومة الأسترالية تقدم اللقاحات إلى المواطنين وبشكل مجاني وكلكم تعلمون بمدى الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة الأسترالية والتي وضعتها في المراتب الأولى على مستوى العالم».

وختم: «أما في لبنان ومنذ بدء الأزمة وضعت الجمعية جميع إمكاناتها بتصرف لجنة الطوارئ التي أنشئت في البلدة، والتي باشرت بشراء مواد غذائية وزعت على المحتاجين ممن فقدوا عملهم والفقراء وذلك عبر مساعدة مالية وكذلك ناشدت جمعيتنا عبر بيان جميع أهالي عدبل أينما وجدوا في العالم مساعدة البلدة خاصة أن أكثرية أهالي البلدة توقفوا عن مزاولة أعمالهم، ومن خلال «البناء» نشكر جميع من ساعد وتبرع من أجل الصمود في وجه أزمة فيروس كورونا المستجد».

ونوس: لجان مصغرةلمساعدة مَن يحتاج

أما يوسف ونوس رئيس المركز الإسلامي العلوي الاجتماعي، فقال: «أتوجه بالتحية إلى جريدة «البناء» وما تمثله من قيمة مهنية، وأقدّر تواصلها مع ابناء الوطن في المغترب وجهودها المشكورة للإضاءة على واقع تعاطيهم مع الأزمة الصحية المتمثلة بوباء كورونا المستجد الذي اجتاح العالم».

وأضاف: «كما تعلمون استراليا جزء من العالم أجمع الذي يمر بمرحلة صعبة بسبب هذا الوباء الخبيث، إن خياراتنا محدودة وأيدينا مكبّلة نتيجة الإجراءات والقوانين المفروضة علينا ورغم ذلك لم نتوانَ كإدارة في المركز الاسلامي العلوي الاجتماعي عن القيام بواجباتنا تجاه ابناء جاليتنا من تقديم النصح والإرشاد والتوعية والالتزام بالقوانين، فقمنا بتشكيل لجان مصغرة في مناطق تواجدنا لتقديم المساعدة لمن يحتاجها، لأن هذا من ضمن واجباتنا وحسب امكاناتنا.

 ولكن لا يسعني سوى القول والدعاء إلى الله أن يزيل هذا الوباء عن العالم أجمع ويعم الخير والسلام على الإنسانية جمعاء، وأخيراً بالصبر والإيمان سوف نتغلب على جميع الصعاب. حمانا الله من كل مكروه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى