مقالات وآراء

اعرف عدوك (8)

} وجدي المصري

«لتجدَنّ أشدّ الناس عداوة للذين

آمنوا اليهود والذين أشركوا»

قرآن كريم ـ سورة المائدة (81)

«أنتم من أب هو إبليسذاك كان

قتالاً للناس من االبدء ولم يثبت

في الحقّ لأنه ليس فيه حقّ…»

يوحنا 8: 44

 

منذ أن وعى الإنسان حقيقة وجوده ككائن اجتماعي، وبدأ بالسعي إلى تحقيق هذا الوجود وتطويره عبر آلاف السنين من الكفاح والنضال للإرتقاء الحضاري بما يتناسب مع طموحه من جهة، ومع قناعاته التي أفرزتها تجاربه من جهة أخرى، استطاع الإنتقال من مرحلة إلى أخرى متجاوزاً كلّ العقبات التي واجهته في رحلته الحضارية الإنسانية. وكان من الطبيعي خلال مسيرته أن يمارس التفاعل على مستويين: مع أخيه الإنسان ومع البيئة التي وجد نفسه يعيش حياته فيها معتمداً على تكامل حياته الناتج عن هذا التفاعل الأفقي مع الأنسان الآخر، والعمودي مع البيئة التي قدّمت له إمكانية التطوّر. ولما كان الإختلاف واضحاً بداية بين الإنسان الفرد، ومن ثم من حيث الإنسان المجتمع وقدرته على التفاعل مع المعطيات البيئية، كان من الطبيعي نشوء وتطوّر الإختلاف بين فرديّة الإنسان أيضاً وفرادة الجماعة. وكان لهذا الخلاف الأثر الواضح بإبراز ما أنتجه هذا الإختلاف بين أفراد الجماعة، وبين جماعة وجماعة أخرى بين بيئتين مختلفتين، من هنا أصبح بأمكاننا اليوم أن نفهم التاريخ الخاص بجماعة ما لجهة تمكّنها من استغلال المعطيات البيئية لصالح تقدّمها وتطوّرها، وتاريخ الجماعات بما توّلد بينها من نزاعات هدفت الى تبوؤ مركز الصدارة والقيادة استناداً إلى المكانة التي وصلت إليها جماعة ما، وعجزت جماعات أخرى لبلوغها. وبفعل التطوّر وصلت الجماعات إلى مرحلة الشعور الجمعي بأهمية الإلتزام بالجماعة التي وحدها تستطيع تأمين مصلحة الجماعة العليا من جهة، ومصلحة الأفراد من جهة ثانية. وهذا الشعور خوّلها تحديد مساحة التفاعل الإجتماعي الجغرافي فيما بات يُعرف بالحدود التي تميّز حدود الأرض التي اكتمل فيها هذا التفاعل. هذه الحدود تعطي الجماعة شخصية مكتسبة وتمنحها المناعة  القومية التي تخوّلها تثبيت هذه الحدود أو تعديلها ضمن مجالها الطبيعي، ولقد أدرك سعاده أهمية البيئة ومواردها بالمساعدة على صيانة وحدة المجتمع، فكتب في مؤلّفه العلمي (نشوء الأمم ص 166) : «وبقدر ما هي الحدود جوهرية لصيانة المجتمع من تمدد المجتمعات الأخرى القريبة منه كذلك هي، إلى درجة أعلى، طبيعة البيئة ومواردها. فالأمة تكون قوية أو ضعيفة، متقدمة أو متأخرة، على نسبة ممكنات بيئتها الإقتصادية ومقدرتها على الانتفاع بهذه الممكنات».

إنّ الممكنات الهائلة للبيئة السورية التي حضنت على مرّ العصور هجرات متجانسة مميّزة قابلة للتفاعل الإيجابي الذي مكّنها من أن تكون رائدة الحضارة الإنسانية عبر جناحيها، أي بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام، جعلها عرضة للغزوات على امتداد تاريخها، القديم منه والأوسط والحديث . ومن الطبيعي أن تخلف الغزوات جوّاً من العداء الذي بالعادة لم يكن دائماً، بل كان ينقلب أحياناً إلى تحالف. والعداء الوحيد الذي ثبت واستمرّ من التاريخ القديم إلى التاريخ الحديث هو العداء مع بني إسرائيل الذين لم يكونوا شعباً أو أمة على الإطلاق لأنهّم طائفة دينية، «ولا يمكننا أن نسمّي اليهود أمة أكثر مما يمكننا أن نسمي المسلمين أمة والمسيحيين أمة أو السنيين أمة والشيعة أمة والأرثوذكس والكاثوليك أمة»، سعاده، نشوء الأمم ص 166.

لماذا استمر العداء بيننا وبين اليهود لهذه الفترة الطويلة التي تتجاوز الألفيتين من السنين، وانتهى مع غزاة آخرين؟ وبماذا اختلف غزو بني إسرائيل لبلادنا عن غزو اليونانيين والرومان والعرب والصليبيين وبني عثمان وصولاً إلى الفرنسيين والإنكليز والأميركيين؟ الخلاف الوحيد برأيي هو أنّ غزو بني إسرائيل انطلق من وعد إلهي مزعوم، واستمر هاجس هذا الوعد يدغدغ مخيّلة من صدّقه، وبعد ذلك من استغلّه لتجميع أفراد آمنوا بأنّ هذا الوعد هو حقيقة إلهية لا يُمكن تجاهلها. أمّا كلّ الغزوات الأخرى فكانت بدافع التوسع والسيطرة لاستغلال الموارد الطبيعية عبر  فرض واقع جيوسياسي جديد، وقد يقول قائل بأنّ الغزو الصليبي وكذلك العربي كانا بدافع ديني فلماذا لم يستمرا؟ أمّا بالنسبة للغزو الصليبي فقد أصبح من المعروف أنّ الظاهر كان لحماية الأماكن المقدّسة المسيحية في فلسطين، أمّا جوهره فكان عدم تلبية أوروبا لطموحات الملوك والأمراء، فاستغلوا المشاعر الدينية التي خوّلتهم  تحقيق مكاسب اقتصادية مهمة من جهة، وخففت الاحتقان بين الأمراء الذي كان يُنذر بعواقب وخيمة في معظم الدول الأوروبية، فزال العداء بزوال الإحتلال. أما بالنسبة للاحتلال العربي للهلال الخصيب فظاهره أيضاً كان الدافع لنشر الدين الجديد، لكنه سرعان ما تحوّل إلى واقع اختلافات سياسية كانت لها تأثيرات سلبية على المدى الطويل، أمّا دينياً فقد أدّت إلى انتشار الدين الجديد في مناطق جغرافية واسعة. وسقط العداء ليس فقط لأنّ معظم الناس اعتنقوا الدين الجديد، بل لأنّ الهجرات العربية من الجزيرة كانت قديمة جداً، وكثيرة هي القبائل العربية التي استقرت في الهلال الخصيب وتفاعلت مع سكانه واكتسبت اللغة والعادات والتقاليد. فكان من الطبيعي جداً أن تستكمل القبائل الجديدة هذا التفاعل حيث مكّنها الدين الجديد من فرض واقع ديني لم تعرفه الهجرات القديمة. وبما أن تعاليم الدين الجديد لم تحفل بأيّ وعد إلهي يسلب أرض الشعب المقيم ويعطيها لمهاجميهم، ولا حفل بأيّة عنصرية أو تعالٍ أو تخصيص يكرّس اختياراً إلهياً للقبائل المهاجمة على حساب الآخرين، لم يشكّل هذا الغزو مشكلة مع أبناء الأرض الأصليين، وتمّ التفاعل بشكل طبيعي مطّرد، بحيث لم يعد بالإمكان التفريق بين الغازي والمقيم.

وحدهم بنو إسرائيل تحجّروا، تشرنقوا، انعزلوا، حقدوا، استغلوا، ولم يتركوا رذيلة إلاّ ومارسوها. وبالرغم من التطور الذي حققه الإنسان على مختلف الصعد الحضارية، استمروا وحدهم بتصديق تلفيقات كتبة التوراة، وظلت فكرة الوعد الإلهي راسخة في أذهانهم، ولتجنب التكرار أحيل القارىء إلى ما أوردته من هذه المسألة في المقالات السابقة، ولكن لا بدّ لي من الإشارة إلى إنتقال عدوى هذه القناعة إلى أذهان كلّ المؤمنين دون استثناء . وما وصلنا إليه اليوم من وقاحة معظم الأنظمة العربية، بل معظم المواطنين أيضاً، من دعوات إلى التطبيع وصولاً إلى الاعتراف وإقامة العلاقات مع دولة الاحتلال ، فهو أكبر دليل على ما أقول. وأمس بالذات، أي ليل الخميس في التاسع من نيسان، وخلال برنامج كلام الناس الذي أشار خلاله المقدّم إلى أنّ معظم أعضاء إحدى المؤسسات المالية هم من اليهود، هبّ من انتقده واعتبر أنّ كلامه هذا فيه عنصرية ومسيء لليهود، مما أجبره على الاعتذار والتوضيح، وهذا إن دلّ على شيء فإنمّا على أنّ جمهور واسع من مواطني لبنان، بات يرغب بالتطبيع اليوم قبل الغد. وهذا ما يثير الاشمئزاز لدرجة الغيثان، ويدل على الجهل الذي بات مسيطراً على عقول المؤمنين ، الذين بدلاً من العودة إلى كتبهم الدينية، أي القرآن الكريم والأناجيل التى تعرف بالعهد الجديد، باتوا يتمسكون بالتوراة وما جاء فيها أكثر مما يتمسكون بما أتت به كتبهم الدينية. فالقرآن الكريم واضح جداً لجهة اعتبار اليهود الأشد عداوة لجميع المؤمنين، ويسوع اعتبرهم من أبناء إبليس، أي يهوه، الذي « كان قتّالاً للناس من البدء»، والذي لم «يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق»، فكيف نسّول لأنفسنا مخالفة هذه الآيات الواضحة، فننجرّ وراء أساطير اليهود وأكاذيبهم وخزعبلاتهم، وهي التي قال عنها القرآن الكريم بأنّها قصص الأولين، وكذلك أنتبه لها بولس الرسول فقال في رسالته إلى تيطس منبهاً أتباعه: « فإنّه يوجد كثيرون متمرّدين يتكلّمون بالباطل ويخدعون العقول ولا سيّما الذين من الختان»، ومعروف أنّ من ركّز على الختان، كجزء أساس من العهد بين يهوه وإبراهيم، هم اليهود، « ولهذا السبب وبّخهم بصرامة لكي يكونوا أصحّاء في الإيمان لا يُصغون إلى خرافات يهودية ووصايا أناس مرتّدين عن الحق». إنّه أصدق وصف لهذه الجماعة الدينية ذات العقائد الغريبة والتي أعود فأكرر وأشدّد على حقّها بقناعاتها، أمّا ما أرفضه وأنبّه المؤمنين منه، فهو هذا الأنبطاح المصحوب بالخوف من غضب اليهود، وخاصة الصهاينة: اليهود منهم والمسيحيون والمحمديون، من قول الحقيقة، وعلى هذا الخوف هم يراهنون.

أمّا إذا قال أحد المؤمنين المسيحيين بأنّ يسوع علّمنا بأن نحب أعداءنا ونبارك لاعنينا، فأقول إنّ فضيلة المحبة التي دعانا يسوع إلى اتّباعها لا يمكن أن تنسحب على علاقات الأمم والدول التي تجاوزت الأديان والأخلاق والفضائل، بل هي فقط للتعامل الفردي بين الإنسان وأخيه الإنسان للإرتقاء بالحياة البشرية إلى أعلى درجات السمّو. أمّا إذا أردنا تطبيق كلام يسوع على حياة الأمم لأعادنا دون شك إلى حياة العبودية والذل، إذ إنّ كلّ الدول الصغيرة الضعيفة ستكون لقمة سائفة في أشداق الدول الكبيرة القوية. ولقد أضاء سعاده على كلام يسوع هذا قائلاً: « فالتساهل الذي علّمه المسيح قصد به الأفراد لسلامة المجتمع وفلاحه ولم يقصد به أن يتنازل المجتمع، أيّ مجتمع، عن حقوقه السياسية والاقتصادية والروحية، لأنّ هذا التنازل يكون معناه سقوط المجتمع، لا قيامه، والمسيح أراد قيام المجتمع، لا سقوطه» (الإسلام في رسالتيه ص 86).

يجب علينا وبكلّ ما أوتينا من قوة أن نواجه محاولات التطبيع على امتداد العالم العربي، وخاصة في كيانات الهلال الخصيب. إنّ أمم العالم العربي في الجزيرة العربية ووادي النيل والمغرب العربي، لا يشعرون بخطر دولة الاحتلال إسرائيل، ولا بخطر اللوبي اليهودي الصهيوني العالمي، لأنّ هذه البيئات الجغرافية الثلاث هي خارج أطماع اليهود. صحيح أنّ العداء كان مستحكماً بين دولة الاحتلال ومصر لأنّ مصر كانت برأيهم تحتل سيناء وهي امتداد لأرضهم الموعودة. وما أن زحف السادات وقبّل نعال مسؤولي دولة الاحتلال حتى وافقت على معاهدة الصلح مقابل الأرض لأنّها أدركت أهمية إخراج مصر من دول المواجهة ولو تخلّت مرحلياً عن جزء من أرضها الموعودة. ولو لم تكن الدول العربية منذ عام 1973 راغبة بالتطبيع ضمناً لما استعادت مصر إلى أحضان الجامعة العربية، هذا الحدث هو الذي جشع الدول الأخرى أن تحذو حذو الخائن السادات. امّا الخيانة الأشدّ والأدهى فهي خيانة الأردن التي ما نزال نحصد تبعاتها لغاية اليوم تصلفاً وعناداً لا مثيل لهما من قبل دولة الاحتلال التي ترفض تكرار المعاهدة مع مصر، أي الأرض مقابل السلام وهذا ما بات واضحاً من كلّ مواقف مسؤولي دولة الاحتلال.

التطبيع هو توقيع مرسوم القضاء التام على قيامة أمتنا. لقد أقرّ المجلس النيابي في لبنان قانون مقاطعة إسرائيل عام 1955، وبعد مناقشه هذا القانون قال النائب المرحوم بشير الأعور: « عندما كنّا ندرس هذا القانون في لجنة الإدارة والعدل توخينا أن يكون صارماً رادعاً ومساعداً للمصلحة العليا التي أوجبت تضييق الحصار الاقتصادي على إسرائيل». وطالب يومها أن تقوم وزارة الخارجية اللبنانية بالإتصال بكلّ الدول العربية لتفعيل هذا القرار. كما قال النائب المرحوم غسان تويني يومها:  « إنّ تصديق المجلس النيابي على هذا المشروع هو تكريس للوضع العام (الرافض للتطبيع)، وإنّي أشير إلى أنّه لا بدّ من التشديد عليه، وأنّ من الأفضل أن نسجّل هنا أنّ للبنان مصلحة أكثر من أي بلد عربي آخر في إقرار قانون أحكام المقاطعة مع إسرائيل». ولقد كان على حق، لأنّه يغيب عن المطالبين بالتطبيع أنّه في حال حصوله ستبتلع دولة الاحتلال لبنان ولن تقوم له بعده من قائمة. وحديثاً أكّد رئيس  الشؤون الأكاديمية في الجامعة الأميركية في بيروت على ضرورة احترام القيم الأساسية للحرية الأكاديمية في إطار القوانين اللبنانية التي تمنع بشدّة التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية، وذلك إثر قيام أحد أفراد الجهاز التعليمي في الجامعة بوضع كتاب بالتعاون مع إثنين من أساتذة إحدى الجامعات في كيان العدو. إنّ قانون العقوبات اللبناني واضح جداً لجهة منع أيّ تعامل على مختلف الأصعدة مع كيان العدو، ولست أدري كيف يتساهل القضاء اللبناني في هذه المسألة مخالفاً بذلك الدستور وقانون العقوبات على السواء.

إنّ التساهل في مسألة التطبيع، خاصة مع بعض الإعلاميين والسياسيين الذين بدأوا بالتمهيد لذلك، مستفيدين من الهجمة العربية المدعومة أميركياً بهذا الإتجاه، يجب أن يوضع لها حد قبل فوات الأوان. إنّ مواجهة التطبيع تقع على عاتق النخب المثقفة بمقدار أكبر مما هي على عاتق السياسيين، إذ لنا مع السياسيين أكثر من تجربة بالعمالة لهذا العدو بدءاً من «بطل الاستقلال» رياض الصلح وصولاً إلى السنيورة بناءً على ما نشر عنهما في هذا المجال.

إنّ العداء لدولة الاحتلال ليس هواية، ويجب ألاّ يكون نزوة تتبدّل بتبدّل الظروف والأهواء. إنّ عداءنا هو علّة بقائنا ويجب ألاّ يزول إلاّ بزوال السبب. من هنا نرى أنّه على وزارتي التربية والإعلام مسؤوليات جسيمة فيما خصّ هذه المسألة. فوزارة التربية يجب أن تخصص دروساً في مادة التربية المدنية لتوضيح ماهية هذا العداء الديني التاريخي لكي لا تنسى أجيالنا مسؤولياتها، ولكي لا تتسرب إليها مفاهيم التطبيع المغطاة حيناً بالنشاط الرياضي، وأحياناً بالنشاط الثقافي. وعلى وزارة التربية مسؤولية توجيه عناية الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب على ضرورة الإلتزام بذكر كلمة العدو مقرونة باسم إسرائيل في كلّ مرة يرد ذكرها في نشرات الأخبار. إنّ الميوعة التي تسيطر على بعض وسائل الإعلام من شأنها أن تؤثر سلباً بالتعبئة العامة المستدامة في هذا المجال. ويا ليت المعنيين يحاولون الاطلاع على البرامج التربوية في دولة الاحتلال علّهم يتعلّمون كيفية بث روح العداء في أنفس الطلبة الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين بشكل خاص و»العرب» بشكل عام.

لقد عمل علماء النفس اليهود على دراسة البيئات في العالم العربي دراسة شاملة ومركّزة، وبناءً عليه ركّزوا إعلامهم لقتل روح المقاومة والصمود وزرع روح اليأس والإستسلام، ونجحوا في ذلك. وبقيت لنا شعلة تنير لنا طريق الصمود والمقاومة هي العقيدة التي وضعها سعاده العظيم، وألهمت الكثيرين للعمل الدائم لعز الأمة ورقيّها من خلال التمسّك بمثلها العليا. فهلاً أكملنا المسيرة!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى