اقتصاد

دياب يعلن إعادة فتح البلد: كورونا ستمتدّ إلى فترة طويلة ولعدم المغامرة تفادياً للكابوس

أعلن رئيس الحكومة حسان دياب، ، «إعادة فتح البلد جزئياً» اعتباراً من اليوم، استناداً إلى الخطة المرحلية، وسيتطلب ذلك من الجميع تضحيات أكثر والتزاماً أكبر، على أن نلجأ إلى اعتماد سياسة العزل الصحي للمناطق أو الأحياء التي تسجّل فيها نسبة إصابات عالية.

 داعياً في كلمة بعد اجتماع اللجنة الوزارية لمتابعة تطورات كورونا إلى أن يتحمل «كل منا مسؤولية نفسه». قائلاً: «نحن بحاجة إلى أن نكون يقظين، وأن نحافظ على البعد الاجتماعي (social distancing)، والالتزام بإرشادات الوقاية والحماية، من أجل الحفاظ على مجتمعنا وعدم إضاعة تضحياتنا».

وقال دياب منذ أقل من ثلاثة أشهر بأيام، والقلق يربكنا: كيف يمكننا الحفاظ على حياة اللبنانيين من دون خسائر في مختلف نواحي الحياة؟ ولأن أولويتنا هي حماية أرواح الناس، كان خيارنا القفز فوق كل الحسابات. لقد عبرنا قطوعاً كبيراً بأقل قدر من الخسائر. وقبل أسبوع كدنا أن نقع في المحظور نتيجة عدم التزام بعض المناطق. وبكل أسف هناك من يغامر بروحه ويستخفّ بأرواح الناس.

وأضاف عندما أطلقنا خطة إعادة فتح البلد في 24 نيسان الماضي، حذّرت من مخاطر رفع الحظر ونتائجه الكارثية على بلدنا، خوفاً من تفشي موجة ثانية من وباء كورونا.

لقد حذرنا مراراً وتكراراً من أننا سنفقد نجاحنا في احتواء انتشار الفيروس covid 19 إذا لم نلتزم بتدابير الوقاية، وأننا سنضطر للانتقال من إغلاق إلى آخر.

وقال إن مخاطر رفع الحظر يمكن أن تعيدنا الى المراحل الأولى لتفشي الوباء. في أواخر الأسبوع الماضي، بدأنا نلاحظ ارتفاع عدد المصابين بوباء كورونا، وظهور بؤر (clusters) جديدة متشعّبة في مختلف أنحاء البلد. وعلى مدى عشرة أيام تضاعف عدد الحالات الداخلية الجديدة بنسبة خمس مرات تقريباً مقارنة بعشرة أيام سابقة. وقد ارتفع المعدل اليومي للإصابات عما كان عليه قبل إعادة الفتح. وفقاً لذلك قررنا العودة إلى الإغلاق الكامل لمدة 4 أيام. وخلال هذه الفترة، قامت فرق وزارة الصحة بإجراء اختبارات مكثفة وتتبّع وعزل جميع الحالات.

لقد نجح لبنان في البقاء في مرحلة احتواء تفشي الفيروس منذ بداية الجائحة، وهدفنا هو البقاء في هذه المرحلة، بينما انتقلت العديد من البلدان من مرحلة العجز عن الاحتواء (containment) الى مرحلة الاستيعاب (Mitigation)، بسبب عدم تمكنهم من السيطرة على تفشي الوباء والارتفاع الكبير بعدد الاصابات، وعلى الرغم من ذلك ما زالوا حذرين للغاية ويقظين في رفع حظرهم.

وشدّد على أننا اليوم ما زلنا قلقين من ارتفاع عدد الإصابات لأسباب عدة، من بينها: أولاً، أننا تجاوزنا الذروة الأولى بعد تعبٍ مضنٍ لشهرين من العزلة الاجتماعية. ثانياً، أن الوضع الاقتصادي والمالي الناتج عن الإغلاق، يتفاقم، مشدداً على ان كل هذا يؤدي الى التراخي في تطبيق الإجراءات المطلوبة، مثل التباعد الاجتماعي وأساليب الوقاية، في الوقت الذي مطلوب فيه الاستمرار بتوخي الحذر لننتصر على الوباء. بالإضافة إلى ذلك، انطلقت المرحلة الثالثة لإعادة المغتربين. وبعد تقييم المرحلة الثانية، اعتمدنا إجراءات أكثر صرامة لخفض نسبة الحالات الإيجابية من الوافدين، عبر فرض فحص PCR في بعض الدول، وتكثيف متابعة الوافدين داخلياً، وإعادة فحص الـ PCR في اليوم الرابع عشر من وصولهم.

وأكد دياب أننا في مرحلة خطرة وحساسة جداً، لأن أزمة كورونا ستمتدّ الى فترة طويلة، وهي تُهدّد بحصد أرواح أحبائنا، ويمكن أن تكون الموجة الثانية أسوأ من ذروة المرحلة الأولى. نحن ندرك أن الاستمرار بإغلاق البلد تنتج عنه تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة. ونحن نحاول قدر الإمكان تخفيف تلك التداعيات. ودعا دياب

جميع اللبنانيين أن يتعاملوا مع إعادة فتح البلد بعناية شديدة، وأن يكونوا شركاء في تحمّل المسؤولية، وأن يواكبوا الدولة في حماية مجتمعنا من الانهيار. وقال لا نريد أن تتحوّل هذه المرحلة إلى كابوس، ولن نقبل أن يدفع اللبنانيون جميعاً ثمن عدم مسؤولية ولا مبالاة البعض، مناشداً اللبنانيين اعتماد الرقابة الذاتية، وتحمّل المسؤولية، وعدم المغامرة بأرواحهم وأرواح عائلاتهم وأرواح الناس.

 ولفت إلى أن هذا الالتزام سيؤدي حتماً إلى الانتصار على الفيروس، وبالتالي إلى الاستمرار بخطة إعادة فتح البلد في المراحل التالية. قائلا لا تتهاونوا في تقدير الخطر، حتى لا نندم جميعاً ساعة لا ينفع الندم.

وختم قائلا فلنتعاون جميعاً، وليكن الجميع شريكاً في حماية البلد: الأجهزة العسكرية والأمنية، البلديات، أصحاب المؤسسات التجارية، المواطنونفليتحمل كلنا مسؤولية نفسه، ولنعبر المرحلة الثالثة بنجاح. أنا على ثقة أننا سنتمكن من الفوز بحماية أهلنا والبلد، على الرغم من الهموم الكبرى الثقيلة التي نتعامل معها. العالم يثق بنا وبقدراتنا، ويتحدّث عن الإنجاز الذي حقّقناه في مواجهة كورونا، ويستشهد بتجربتنا كنموذج للدول الكبرى، كما فعلت صحيفة الـ»واشنطن بوست» حين قالت في مقال صدر أمس: عندما نتحدّث عن الاستجابة لوباء كورونا، فإن الدول العظمى قد تحتاج إلى دراسة تجربة الدول الصغرى، كالدولة اللبنانية.

وبعد أن أعلن دياب فتح البلد اليوم، نشرت وزارة الداخلية مواقيت فتح وإقفال المؤسسات الصناعية والتجارية.

كما اعلنت منع التجول بين الساعة السابعة مساء لغاية الخامسة فجراً من كل يوم، مع الإبقاء على تقييد حركة السيارات والشاحنات والدراجات النارية بحسب أرقام لوحاتها بالمفرد أو المزدوج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى