حديث الجمعة

مختصر مفيد

تركيا والخليج

خلال عقد مضى كانت سورية محور الصراع الدولي والإقليمي وكان الرهان الأميركي على تسخير مقدرات الخليج المالية ومقدرات تركيا العسكرية لاحتضان وتنظيم جيش نصف مليون من المتطرفين الإرهابيين من أنحاء العالم لوضع اليد على سورية وتقاسمها.

خلال سنوات خمس أعقبت التموضع الروسي في سورية بدأ التشقق في صفوف المتحالفين وبدأت الانهيارات العسكرية في صفوف الإرهابيين انطلاقاً من معركة حلب وتدحرجت الانتصارات بعدما بدأ الهجوم المعاكس الشامل للجيش السوري وحلفائه في قوى المقاومة الذين أعدوا مسارح القتال بانتظار توقيت روسي مناسب، وتهاوت المواقع تلو المواقع.

في سنتين ماضيتين شن الخليج هجوماً على تركيا في الساحة العربية الأفريقية وكان الهدف ليبيا وأدار الخليج ظهره لسورية التي كانت تخوض المواجهة مع الجيش التركي وجهاً لوجه في جبهة دفاع عن الأمن القومي لكل دول المنطقة.

اكتشف الأتراك استحالة تحقيق انتصار في الجبهة السورية فبدأوا تموضعاً نحو ليبيا بلغ ذروته قبل أيام حيث انتقلوا إلى الهجوم المعاكس وبدأوا يحققون النتائج.

حرب الاستنزاف المفتوحة في ليبيا ستستهلك طاقات الخليج وتركيا وسيزداد الخليج إنهاكاً فوق إنهاكه في حرب اليمن بينما سيزداد الأتراك إنهاكاً فوق إنهاكهم في حرب سورية.

عندما يصل الطرفان للحظة السقوط سيلجآن إلى سورية، الخليج طالباً التعاون والعون والأتراك طلباً للمخرج الذي يحفظ ماء الوجه.

سورية البداية وسورية النهاية هي الحقيقة التي يدفعون أثمان الهروب من الاعتراف بها.

ناصر قنديل

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى