حديث الجمعة

ورد وشوك

 

 

في زمن أقعدنا الهم في بيوتنا ملزمين ليس لنا خيارالبعض منا اعتبرها عقوبة تحاكي ما يصدر عن قرارات محاكم الجناياتوالبعض اعتبرها استراحة مقاتل بعد أن أعياه تعب الحياة سعياً وراء الحفاظ على بيت بشق الأنفس بناه…. وكثر وجدوها فرصة للتفكر بما مضى وإحصاء الهزائم والنجاحات أملاً في تقييم ما هم عليه من حالوقلة ممن اعتادوا ملازمة بيوتهم فما أحسوا بإحساس مَن سبق ذكرهم إذ ما همّ أحدهم سوى الجلوس أمام التلفاز وانتزاع أوراق التقويم كل يوم وقراءة ما طبع خلفها من حكم وأقوال. هكذا تمر بهم الحياة راضين بقسمة ولو كان فيها إجحاف…. فالبشر أنماط تختلف باختلاف المجتمعات بأحوالها والمورثات…. هذا لا ينفي القول بأن في الحياة متع إن أحصيناها ما استطعنا حصر الأعداد لكن في المقابل هناك آلام وأوجاع قد يفوق في تقدير كمها كل ما هو من المتع متاح منها العام على مستوى الوطن والدول ومنها ما هو خاص على مستوى الأفراد…. لكننا في النهاية وجدنا في هذه الحياة أحياء وما كان لواحد منا في وجوده خيار واليوم نحن نملك حق الاختيار بحدود المتاح. والمتاح يضيق كل يوم نتيجة ما نمر به من أوضاع التأقلم معها بات أمراً مغلّفاً بالإكراه، لذا فالتحدي أمر مباح وكما أسلفنا لن نعدم الحق في الاختيارفي زحمة ما عرض عن الوضع في كل المستويات جاءنا عزيز قوم يكتب قاصداً المغازلة مستعيراً من أقوال شاعر الحب والمرأة المرحوم نزار قباني قوله: «لو كان بالشطرنج قطعة مؤنثة لمات الملك عشقاً ولكن لا أحد يعرف لماذا لا يوجد بالشطرنج ملكة ويوجد ملك فقطلأن المرأة لا تصلح أن تكون لعبة». استوقفني المقال للحظة مستنكرة على المرسل هذا الاختيار لكنني أدركت أننا في الحياة سنكمل المشوار ما دمنا أحياء إذا ما ضرنا أن يعيش كل منا أحاسيسه كما يشاء بصرف النظر عن مدى تقبلنا لما يُقال. المهم في الأمر أنني بكل احترام شعرت أنني أغالط شاعرنا وأعترض كأنثى على ما قالصحيح مهما اجتهدت لن أكون قطرة في بحرك يا نزار، لكنني أسأل ما قلته مدحاً أم هجاء؟ قد يرضي الكلام غرور بعض الإناث البسيطات بتفكيرهن. فالشطرنج لعبة أدمن عليها قبلاً كبار القوم المشهود لهم بالذكاء وإن كان أفرادها على رقعتها ذكور فلا ضير في هذه الأيام أن تبدل بإناث كلها أو بعضها تلبية لمن يطالبن بالمساواة، ولكن يبقى المطلوب من الملك أن يبقى مدافعاً عن مملكته باقتدار والأولى دفاعه عن مليكته رأس المملكة أم الأمراء وعليه فلا هو يصلح أن يكون لعبة ولا هي ترضى له ذلك فهو تاجها وهي له أعظم سند في الحياة. وعلى رقعة الشطرنج يبقى النزال دائراً بين الملك والوزير وباقي الأحجار. وهذا في تقديري أمر مشروع والكل له حق الانتصار وإثبات الذات بغض النظر عن التذكير والتأنيث

عفواً على اعتراضي على ما قلت يا نصير المرأة والحب وحتى الوطن في كل الأحوالفي جلستي القهرية في الدار أتيحت لي الفرصة لمنازلتك ولو بالخيال وبفخري بانتمائك لياسمين الشام لك مني ألف تحية وسلام رحمك الرحمن وأعاننا نحن على هذا الزمان.

رشا المارديني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى