مرويات قومية

الحزب في متحد المزينة كما رواه الرفيق فوزي نادر (الحواش)

إعداد: لبيب ناصيف

 

التقرير بعنوان «تاريخ الحزب في متحد المزينة» كان رواه الرفيق فوزي نادر في لقاء أجراه معه الرفيق المكلّف بتأريخ الحزب في نطاق مديرية الحواش(1) الرفيق غطفان عبود، ننشره بالنص الحرفي كما كان ورد، وعثرت عليه مؤخراً أثناء مراجعتي لملفات تاريخ الحزب في الكيان الشامي.

ل. ن.

 

* * *

 

دخل الحزب إلى قرية المزينة عام 1949 – 1950 عن طريق الرفقاء: طلال الجرجس(2) – عيسى بندقي(3) – موريس بشور، وجميعهم كانوا مدرّسين. ونتيجة لقوّة شخصيّة الرفقاء المذكورين وحبّهم لعملهم ولطلابهم، فقد تفاعل الطلاب معهم ولاقت مبادئ الحزب قبولاً منهم حيث ترسّخت في نفوسهم.

الرفقاء الاوائل في المزينة عام 1949: جميل منصورميشال نادر، حيث كانا يتابعان دروسهما في مدرسة النهضة بمرمريتا.

تشكّلت أوّل مديرية في المزينة عام 1952 من الرفقاء: جميل منصور (مدير) – دعاس عبوديوسف بناميشال نادرفوزي نادر (أعضاء هيئة المديرية).

زار القرية في تلك السنة حضرة الأمين إلياس جرجي قنيزح، عميد الداخلية، وكان برفقته الرفيق أكرم عبد الكريم دندشي(4) (قبل تطوّعه بالجيش)، والرفيق موريس بشور، حيث أدّى عدد من المواطنين الإذاعيين القسم، ومنهم : إلياس بصومعيميشال سويدهيكل سويدثمّ غادر حضرة الأمين إلياس حيث رافقه من المديرية الرفيق فوزي نادر والرفيق غصوب شهاب حتى نهر راويل، وذلك لحمايته من الشيوعيين.

ثم تشكّلت مديرية ثانية سُمّيت مديرية شرقي النهر، وكان مقرّها المزينة ويتبع لها متحدات: الحواشمقعبرةعين الغارةعين العجوز، وكان مديرها الرفيق فوزي نادر حيث توالى دخول المواطنين الى  الحزب ومنهم: ميشال مطانيوس نادرشحود عطيّة جرجسبديع خوريفاضل مخّولنصري طلبيوسف طلب، وفي مرحلة لاحقة: يوسف قطريب ونزيه قطريب، حيث كان شاهدا قسمهما الأمين حيدر حاج إسماعيل (عرف ايضا باسم عبود عبود) والرفيق رجا يازجي.

كما أقسم من عين الغارة عيسى طنوس أبو فارس عام 1954، وكذلك إبراهيم حداد (وزير حالياً في الجمهورية الشامية) وأخوه إلياس حداد حيث انتقلا بعدها واستقرّا في قرية المشرفة عام 1956.

وأقسم من الحواش الرفقاء: ديب ونوسأديب حتويكأديب شحود .

زيارة حضرة الزعيم إلى المنطقة عام 1936

انتمى الرفيق المرحوم وهبي الجرجس (من قرية مقعبرة) إلى الحزب عام 1934 في طرابلس، وكان الرفيق فوزي نادر قد سأله عن زيارة حضرة الزعيم إلى مقعبرة، فأجاب:

« دُعيت إلى مرمريتا للقاء حضرة الزعيم، وكنت يومها منفذاً عاماً للمنطقة الشرقية (الحصن الشرقي)، فقابلت حضرة الزعيم وجرى استعراض لأوضاع القوميين، ولمّا كان يوجد حساسية بين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية، طلبت منه أن يُدخِل المنطقة الشرقية في برنامج زيارته، حيث وافق على ذلك وقدم من مرمريتا إلى مقعبرة مروراً بـالمزينة حيث جرى له استقبال في القرية واستضافه منزول بيت الشيخ نادر، وكان يرافقه عميد الدفاع خالد الكنج، وقد جرت أحاديث حول أوضاع القرية والفلاحين، وعند انتهاء الزيارة ونزوله على درج المنزول كان يتجمهر عدد من المواطنين هاتفين له، فتوجّه إليهم بجملة: « أنتم براعم هذه الأمّة «. وهذه الواقعة مرويّة عن الرفيق أمين خوري الذي أقسم سنة 1937 على يد أديب الشيشكلي وكان برتبة ملازم أوّل.

بعد المزينة توجّه الموكب إلى مقعبرة حيث استُقبل استقبالاً حاراً وحاشداً، وكان على رأس مستقبليه دعّاس الجرجس (الوزير في عهد الحكومة الوطنية «حكومة فيصل» وهو الوزير الذي لم يوقّع على صكّ الانتداب فحُكم بالإعدام).

ألقى حضرة الزعيم خطاباً مؤثّراً، فردّ عليه دعّاس الجرجس بكلمة ابتدأها بـ»سيّدي الزعيم»، وكانت كلمة معبّرة ورائعة جعلت حضرة الزعيم يردّ عليها بكلمة ثانية، حيث انتهت تلك الزيارة التاريخية «. 

 

هوامش:

1 – عرفت الحواش حضوراً جيداً للحزب، عرفتُ من أبنائها: الأمين إلياس خليفة، الرفيق الراحل ميشال نكد، الرفيق الإعلامي غسان الشامي والرفقاء المقيمون في السويد: رامي داوود، وسيم الشامي، كنان شهاب.

2 –  طلال الجرجس: للإطلاع على النبذة المعمّمة عنه الدخول إلى الموقع التالي: www.ssnp.info .

3 – عيسى بندقي: أشرت إليه في عديد من النبذات. من مدينة حمص، غادر إلى البرازيل مستقراً في برازيليا، متولياً المسؤوليات الحزبية ومستمراً على التزامه حتى الرمق الأخير.

4 – اكرم دندشي: من بلدة «تلكلخ»، انتقل الى لبنان بعد احداث المالكي عام 1955 ناشطاً حزبياً ومتولياً مسؤوليات ادارية وعسكرية، غادر الى السعودية لسنوات واذ عاد، تولى في المركز مسؤولية وكيل عميد الدفاع. اقترن من الرفيقة النشيطة ميمنة دندش وأنشأ معها عائلة قومية اجتماعية، يصح ان اكتب عنه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى