الوطن

شخصيات وقوى وطنية وقومية استذكرت رشيد كرامي كرامي: اغتيل في سياق مشروع يستهدف وحدة لبنان والبديل للدولة الواحدة هو زوال الكيان

لمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لاستشهاد الرئيس الشهيد رشيد كرامي، توالت كلمات وتغريدات مستذكرة مواقف الراحل الوطنية والسياسية، مشيدةً بمناقبيته.

وألقى رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي، كلمة في مكتبه في طرابلس، قال فيها: «عاش ومات في سبيل لبنان. هذا هو شهيد لبنان رشيد كرامي».

أضاف «اغتيل رشيد كرامي في سياق مشروع يستهدف وحدة لبنان. علينا اليوم، وبلا مكابرة أن نقر ونعترف بأن اللبنانيين راكموا الفشل تلو الفشل في صيانة وحماية وحدتهم الوطنية، إلى أن انتهى بهم الأمر وقزموها في السنوات الأخيرة إلى ما يسمونه التوافق الوطني، والتوافق نقيض الوحدة، لا بل ان التوافق لا يكون سوى ربط نزاع بين منقسمين. وللأسف، حتى التوافق أفرغوه من غاياته النبيلة إن وجدت، وحولوه وسيلة لتقاسم المغانم وتعطيل الحياة الدستورية والسكوت المتبادل المتواطىء عن الموبقات والمفاسد».

وورأى أن «ثمة ثلاثة عناوين لهذه الأيام العصيبة التي نعيشها. العنوان الأول، عودة نغمة الفيديرالية التي تهيأ لنا أنها انطوت إلى غير رجعة. والعجيب ان بعض اللبنانيين لم يدركوا بعد أن بديل الدولة الواحدة ليس على الإطلاق نشوء دويلات طائفية، فالبديل للدولة الواحدة هو زوال لبنان الوطن والكيان والدولة. وأراني مضطراً في ذكرى الرشيد إلى تكرار مواقفه وكلماته بشكل حرفي حين قال العام 1985: عبثا يراهنون على أميركا أو على الشيطان الرجيم، فلا كانتونات ولا فيديراليات ولا كونفيديراليات، بل لبنان بلد واحد سيد عربي حر مستقل».

أضاف كرامي «العنوان الثاني يتمثل بنعي الطائف، والدعوة إلى عقد اجتماعيٍ جديد عبر مؤتمر تأسيسي أو ما يشابهه. وأنا أقول كيف تنعون الطائف والطائف ما زال حبراً على ورق؟ كيف تنعون الطائف وهو يتضمن الآليات والنصوص الدقيقة والواضحة لبناء الجمهورية الثانية والدولة العصرية عبر الإلغاء التدريجي للطائفية السياسية من دون المساس بالتوازنات بين المكونات اللبنانية؟ الأحرى ان تكون الدعوة إلى تطبيق الطائف واعتباره مرجعاً وحيداً للحياة السياسية والديموقراطية ولتأكيد الميثاقية التي توحد اللبنانيين وتتيح لهم الانتقال إلى دولة عصرية ترضي العقل والمنطق والضمير والأجيال الجديدة».

وأشار إلى أن  «العنوان الثالث، هو الإنهيار الاقتصادي والمالي غير المسبوق الذي يشهده لبنان، وسيؤدي عاجلاً أو آجلاً إلى انفجار اجتماعي كارثي لا نزال في مقدماته الأولى». وتابع «لا شك في أن لبنان يدفع أثمان سياسات اقتصادية ومالية خاطئة، ولا شك في أن البلد واقع في أزمة كبرى هي النتيجة الطبيعية لسياسة الالتفاف على الطائف والتحايل عليه، عبر تقاسم السلطة والنفوذ والإمعان في ممارسة وتغطية الفساد ونهب المال العام، فضلاً عن ضرب معظم القطاعات الإنتاجية لصالح اقتصاد ريعي وهندسات مالية تراكم ثروات الأثرياء وتراكم فقر الفقراء. لا شك في أن ذلك جعل البلد ساحة مستباحة لتسعير أزمة اقتصادية واجتماعية تهدد لبنان بالإفلاس وتنذر اللبنانيين بالمجاعة. ولكن، وبكل وضوح، أقول إن الجزء الخفي الذي لم يعد خافياً علينا من تفاقم هذه الأزمة هو سياسي وليس اقتصادياً أو مالياً، وخنق لبنان هو قرار سياسي يخيل لأصحابه أنه سيحقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه في الماضي عبر الحروب وعبر السياسة. ونحن نقول لأصحاب هذا الرهان إن ما عجزتم وعجزت إسرائيل عن أخذه بالحروب والسياسات، لن تنجحوا ولن تنجح في أخذه عبر الاقتصاد. بل وبمزيد من الوضوح، أقول إن لبنان المنفتح على كل الحلول الاقتصادية الإنقاذية مع كل الناصحين والمهتمين في الشرق والغرب، جاهز للبحث في كل الأمور، لكنه لن يقايض على الإطلاق في أمرين، وحدته الوطنية ووحدة شعبه وأرضه ودولته، وتوازن الرعب الاستراتيجي مع العدو الصهيوني الذي يشكل صمام الأمان في حماية لبنان وشعبه وثرواته».

وقال «ما يؤسف له أن بعض اللبنانيين لم يقتنعوا بعد أن الأوطان لا تبنى على قاعدة الجريمة، وكما تم إصدار عفو غير قانوني وغير دستوري وغير أخلاقي عن قاتل رشيد كرامي العام 2005، شهدنا بالأمس القريب محاولة لتكرار واستكمال هذه الهرطقة عبر قانون عفو ملغوم يستثني الموقوفين ظلماً من دون محاكمات ويسقط التهم عن قتلة رشيد كرامي المحكومين غيابياً والفارين خارج لبنان. غريب عجيب هذا البلد الذي يمعن في قتل القتيل وفي تمجيد القاتل. ولكن لن يكون لهم ذلك، ولن نسمح باغتيال جديد لرشيد كرامي ولكل شهداء الوطن».

بعد ذلك، توجه كرامي الى ضريح الرئيس الشهيد في مدافن العائلة في باب الرمل لقراءة سورة الفاتحة عن روحه، بمشاركة رئيس بلدية طرابلس رياض يمق وحشد من القيادات السياسية والاقتصادية والدينية والأحزاب والقوى الإسلامية والوطنية والشعبية.

وفي المناسبة غرّد الرئيس سعد الحريري عبر «تويتر» قائلاً «نستذكر الرئيس الشهيد رشيد كرامي ونستذكر رجالات الدولة أصحاب المواقف الوطنية المتمسكين بالدولة والمدافعين عنها والمؤمنين بالديمقراطية وقيمها مثل دفاعهم عن القضايا المحقة وما أكثرها في هذه الأيام».

وقال رئيس حزب الاتحاد النائب عبد الرحيم مراد عبر «تويتر»: «تحل ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي والوطن الذي عاش واستشهد في سبيل وحدته وعروبته، ما زال يتخبط في أزماته الداخلية التي تسببت بها السياسات الضيقة، لكننا ثابتون مع فيصل كرامي وجميع المؤمنين بوحدة لبنان وعروبته على خياراتنا الوطنية والعربية. المجد للرئيس الشهيد الرشيد في عليائه».

وأجرى رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن اتصالاً بالنائب كرامي، مواسياً ومستذكراً مزايا الرئيس الشهيد. وقال في تصريح «نتذكرالرئيس الشهيد رشيد كرامي ونقف بهيبة وإحترام إجلالاً لهذا الكبير الذي ترك بصمات دامغة وعلامات فارقة في تاريخ لبنان. كان مدرسة وطنية متميزة في جمع الصف وتوحيد الكلمة والتعالي عن التجاذبات السياسة وخصوماتها. لن ينساه اللبنانيون الوطنيون وسيبقى ماثلاً في ذاكرتهم لما كان له من إنجازات وطنية وحرص دائم على العيش المشترك وسعي دؤوب للحفاظ على عروبة لبنان وعلاقاته الأخوية مع سورية».

ووصف رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، في بيان، الرئيس الشهيد بـ « الزعيم الوطني الكبير، الذي لم يتنازل، ولم ينحن، ولم يساوم على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها وعيشها الواحد، وآثر الشهادة وبذل الدماء، على التفريط بالثوابت والمسلمات الوطنية». وأشار إلى أن «الشهيد رشيد كرامي، كان يولي الاقتصاد اهتماماً خاصاً، كونه كان على يقين بأنه الطريق الأقصر إلى الاستقرار الاجتماعي والأمني»، مؤكداً «نحن اليوم في غرفة طرابلس، نعمل بهذا الوحي، من خلال المشروع الوطني الإقليمي الدولي، الهادف إلى توسيع مرافق طرابلس الكبرى من البترون إلى عكار، وتأمين عشرات آلاف فرص العمل لأبناء الشمال، وتحويل طرابلس إلى منصة اقتصادية، تتسابق الشركات من كل مكان للاستثمار فيها، تماما كما كان يريدها الشهيد الرشيد، حاضنة للوطن ولاقتصاده وقبلة أنظار العالم».

وقال رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين عبر حسابه في «تويتر»: «نستذكر مزايا الشهيد رشيد كرامي بمواقفه الجامعة في ذكرى جريمة اغتياله. رشيد كرامي رجل الدولة والزعيم الوطني الكبير والرمز القومي، كان دائماَ رائداَ في مواجهة العدو الاسرائيلي، وقدم حياته دفاعاَ عن وحدة لبنان وعروبته».

واعتبر رئيس «المركز الوطني في الشمال» كمال الخير، في كلمة ألقاها خلال لقاء أقيم في دارته، بمناسبة الذكرى السنوية لإغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، أن اغتيال كرامي «كان استهدافاً في الدرجة الأولى للخط العروبي الأصيل الذي كان يمثله الشهيد الكبير، لما له من تاريخ طويل في الوقوف ضد المؤمرات التي كان يحيكها أعداء الأمة، كما وقوفه الدائم في مواجهة الفتن التي كان يحاول العدو زرعها بين أبناء وطننا وأمتنا.

وختم «إن العفو الذي منح لقاتل الشهيد لا يعنينا بشيء، فنحن لم نسامح ولن ننسى دم شهيدنا الغالي الرئيس رشيد كرامي».

واستذكر رئيس التنظيم القومي الناصري درويش مراد، في اجتماع في مقره الرئيسي في طرابلس، الرئيس كرامي، «رجل الدولة بامتياز، رجل العروبة والمواقف الوطنية، رجل الإنسانية، رجل دولة القانون والمساواة بين كل أطياف المجتمع رشيد كرامي، اغتالته يد الإجرام بقرار صهيوني، والهدف إثارة الفتن المذهبية في لبنان».

وعقدت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف، لمناسبة ذكر استشهاد كرامي، اجتماعاً في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي في طرابلس، برئاسة أمين سر اللجنة جمال سكاف.

وألقى سكاف كلمة حيا فيها «روح الرئيس الشهيد في الذكرى 33 لاغتياله على يد الغدر والعمالة التي نفذت تلك الجريمة البربرية بحق رمز وطني عروبي نذر حياته لخدمة الأمة وقضاياها». وشدد على أن «جميع الأحرار والوطنيين لن ينسوا هذا الرمز الوطني الكبير الذي قدم للوطن والأمة التضحيات الجسام في سبيل نصرة القضايا المحقة وفي المقدمة قضية فلسطين، التي ناضل في سبيلها الشهيد الرشيد، أما العملاء المأجورون الذين نفذوا الجريمة فهم إلى مزبلة التاريخ».

ورأى أن «من اغتال الرئيس رشيد كرامي أراد إسكات الصوت الوطني، لكنه فشل في اغتيال مسيرته وفكره النضالي، لأن كل وطني وعروبي هو الشهيد رشيد كرامي»، لافتاً إلى أن  «اللجنة نوهت بالمواقف الوطنية لحامل الأمانة رئيس تيار الكرامة فيصل عمر كرامي الذي يتابع مسيرة الشهيد رشيد عبدالحميد كرامي والرئيس الراحل عمر عبدالحميد كرامي».

وللمناسبة، جابت مسيرة شعبية حاشدة بعض شوارع طرابلس، تقدمها النائب كرامي وشخصيات سياسية، اقتصادية، دينية، حزبية ونقابية. انطلقت المسيرة، من أمام ضريح الشهيد في مدافن باب الرمل، فشارع الحرية، وساحة عبدالحميد كرامي، وصولاً الى قصر آل كرامي في كرم القلة، حيث استقبل كرامي وفوداً من مختلف مناطق طرابلس والاقضية الشمالية.

بعد ذلك، واصلت المسيرات الراجلة والسيارة تجوالها في شوارع طرابلس والميناء والبداوي، رافعة صور الشهيد الرشيد والرئيس الراحل عمر كرامي، والنائب فيصل كرامي، فيما بثت مكبرات الصوت تسجيلات صوتية لخطب الرئيس الشهيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى