الإمام الخمينيّ شمس تضيء العالم الى الأبد
د. عباس خامه يار*
يصادف 3 يونيو/ حزيران ذكرى رحيل الإمام الخميني، أكبر قائد وأهمّ ظاهرة في القرن العشرين؛ القائد الذي أعاد الحياة الى الإسلام؛ الإسلام المناهض للاستبداد والاستعمار والداعي للإصلاح من خلال الرجوع الى الدين الأصيل.
تمكّنت شخصية الإمام الخميني بما كانت تتسم به من صفات إنسانية وروحانية بارزة وحكمتها وتطلعاتها التي كانت ترمي الى البعيد، من إثارة إعجاب الكثير من القادة والسياسيين بأقصى نقاط العالم، حيث تجاوزت هذه الرؤية كافة الحدود الجغرافية والمذهبية والقومية والنزعات السياسية.
نأتي في التالي ببعض مما قاله عدد من الشخصيات البارزة عالمياً في حق الإمام الخميني.
نيلسون مانديلا: الإمام الخمينيّ كان قائداً فريداً من نوعه، إذ إنه تمكّن من إنجاح الثورة الاسلامية بأيد فارغة وإنه ليس قائداً كبيراً لإيران فقط، وانما قائد لجميع الحركات النهضوية والثوروية التحررية في العالم. كان الإمام الخميني نموذجاً مثالياً لنا لاستمرار دربنا نحو الاستقلال. إنه احد الأبطال الذين شكلوا مصدر إلهام لنا للاستمرار في مواجهة الأبارتايد.
أحمد بن بلة (أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عن فرنسا في 1962): على الشعوب العربية أن تعتبر نفسها مدينة للإمام الخمينيّ في عودة الحياة الى الإسلام من جديد في القرن العشرين. ثورة الإمام الخميني ستخلق تحوّلاً كبيراً في الغرب والكثير من الأنظمة العربية سوف تسقط عاجلاً أم آجلاً، لأنّ صدى ثورة الإمام الخميني يصل الى أقصى نقاط العالم.
راجيف غاندي (رئيس وزراء الهند السابع): بعد رحيل الإمام الخميني، افتقد العالم قائداً روحانياً وثورياً كبيراً للغاية، والذي كان يتّسم برؤية واسعة.
الأسقف هيلاريون كابوتشي (مطران في كنيسة في بيت المقدس): الإمام الخميني ليس لإيران فقط، بل إنّ جميع المحرومين في العالم، مسلمين أو غير مسلمين يعتبرونه منقذاً لهم.
ميخائيل غورباتشوف (زعيم الاتحاد السوفياتي السابق): إنّ أفكار الإمام الخميني تخطت حدود الزمان ولم تكن محصورة بمكان محدّد. إنه ترك أثراً كبيراً في التاريخ.
بينظير بوتو (رئيسة وزراء باكستان السابقة): قادة كالإمام الخميني يظهرون مرة واحدة فقط في القرن.
يوحنا بولس الثاني: يجب التحدّث باحترام كبير وبتفكير عميق حول ما أحدثه الإمام الخميني من تحوّل في بلاده وفي رقعة كبيرة من العالم.
هنري كسينجر (منظّر ومستشار الأمن القومي الأميركي): الإمام الخميني جعل الغرب أمام تحدّ وأزمة في التخطيط، إنّ قراراته كانت حاسمة لدرجة أنها لم تترك أيّ مجال للتخطيط لدى السياسيين والمنظرين في الغرب. لم يقدر أيّ أحد على التكهّن لقراراته، إذ أنه كان يتحدث بمعايير مختلفة عن المعايير المعتادة في العالم، كأنه كان يستلهم من مصدر آخر. إنّ عداءه للغرب كان ينبع من التعاليم الربانية، إنه كان مخلصاً في عدائه أيضاً.
محمد حسنين هيكل (الكاتب والصحافي العربي الشهير): إنّ الإمام الخميني هبة ربانيّة وسماوية لأهل الارض. كأنه إحدى شخصيات صدر الإسلام، عادت بمعجزة الى الأرض، كي تقود جيش الإمام علي بعد غلبة الأمويين واستشهاد أهل البيت. إنه كان كرصاصة انطلقت من صدر الإسلام مستهدفة قلب القرن العشرين.
البروفيسور حامد الغار (الأكاديميّ في مجال الدراسات الإسلاميّة في جامعة بركلي الأميركية): من أتيحت له الفرصة ليكون في محضر الإمام الخميني، يعلم أنّ زيارة الإمام الخميني حتى في حين أنه لم يتطرق بكلمة، تترك عليه أثاراً عميقة للغاية.
رغم عظمة هذة الشخصية إلا أنّ معرفتها لا تحتاج الى الكثير من الجهد والاستدلال، كما يقول الشاعر جلال الدين الرومي «الشمس لا تعرف الّا بعد معرفة النهار، لو تبحث عما يدلك عليها لا تدر وجهك عنها»؛ فلا شك في انّ العصر الحديث المتعطش للأخلاقيات والمعنويات، بأمَسّ الحاجة الى رؤية الإمام الخميني وأفكاره المتعمّقة.
نظراً لما تشهده المجتمعات الإسلامية اليوم من تحوّلات فكرية كبيرة ونزعات طائفية وانتماءات تكفيرية ومنحرفة، فهناك حاجة ماسّة إلى أفكار الإمام الخميني المنفتحة والوحدوية والداعية الى التقارب.
فإنّ رسالته الواضحة تناشد كافة المسلمين والأحرار والمستضعفين في العالم.
رسالة الإمام الخميني وصوته الداوي يعبّر عن القيم والمبادئ وعن كلّ ما يحتاجه هذا العالم. التاريخ سيشهد على أنّ أفكار الإمام الخميني ورؤيته تتلألأ كالشمس، مضيئة في سماء كلّ الضمائر الواعية.
فإنّ قامته الرفيعة ستلقي بظلالها على كلّ إنسان يبحث عن الحقيقة الى الأبد!
*المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت.