حديث الجمعة

ورد وشوك

ما زال القلم بالحبر مترعاوبكل ألوان الطيف عبواته مصنعة

وما زال تجار الورق رغم العقوبات وصعوبات الغلاء متاجرهم ومستودعاتهم بالكثير من الأنواع معبأة

والأهم أن ما زال لنا في الحياة متسعا طالما النفس فينا ينزل ويصعد لنكتب ونتندر علَّ من يبصر ويعقل يقرأ

وما زالت صفحات التواصل بكل أنواعها تنشر الفضائح ما يشيب له الشباب وبالعمر يتقدم

وما زال الصوت بالمطالبات المحقة يرتفع أملآ أن يسمع الصدى مَن كان في أذنيه وقرا

وما زالت الطفولة في كل الساحات تلهو وتلعب بتصميم على أنها رغم الكارهين ستنمو وتكبر وبالعلم والمعرفة والمتعة من شتى المصادر المتاحة ستتزوّد لتتحصّن

ومازال أيوب عليه السلام ليومنا هذا في الصبر يدرس، فرب العباد وجده صابراً أواباً فعليه أنعم

ونحن أفراد وجماعات بمدرسته تتلمذنا فإذا بنا على معلمنا نتفوق….

بتجرد عن الزمان والمكان والمكانة والحظوة نتكلم

يقينآاً لو أن أيوب عاصرنا لعيل صبره وعن ثباته تخلى وله تنكر لعيشنا في عصر عليه لا نحسد

ابتلاءات بحكام وعملاء وتجار حروب وقوادين للرذيلة، كفار بما أبدع الخالق من خلق وجمال وسلام لنا جميعاً كان والمفروض أنه مازال مسخرا….

أبعد كل هذا عن صمودنا وصبرنا نُسأل….!

ترانا كالأنبياء سننال على هذا أجراً مقاماً رفيعاً من عند منّ بالحياة علينا أنعم وتفضل أم أن الأمواج المتلاطمة من حولنا تتقاذفنا نحو دوامة في محيطنا دائرتها كل يوم تتوسّع متوعدة بابتلاعنا ليصل بنا المقام أسفلها فتضيق علينا بحلقاتها لتجبرنا على الاستسلام ومن صبرنا نتجرد.

والسؤال المباح هل ما زالت فرصنا متاحة ولن نعدم سبيلاً لتجاوز الغمة إعمالاً لفعل مازال وهو فعل ناسخ يغيّر في إعراب الخبر ويبقي على حاله المبتدأ ونحن كشعوب في كل زمان المبتدأ وكل ظالم متجبر ما هو إلا الخبر.

رشا المارديني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى