مقالات وآراء

تحالف السعودية يفشل عسكرياً في حربه على اليمن وينجح في تسجيل المزيد من الجرائم ضدّ الإنسانية ‏

 

تقرير أيهم درويش

الحرب التي يشنّها تحالف العدوان بقيادة السعودية على اليمن منذ العام 2015، استمرت على وتيريتها المتصاعدة، رغم جائحة كورونا التي ضربت العالم بأسره. وقد حصدت الغارات الجوية التي نفذتها طائرات التحالف المزيد من الضحايا والدمار.

في المقابل شكّلت الضربات التي وجهها الجيش اليمني للعمق السعودي رسالة واضحة بأنّ الحرب على اليمن ومهما طال أمدها لن تحقق أهدافها، وعلى السعوديين وحلفائهم أن يتوقعوا المزيد من الضربات التي ليس بإمكانهم تحمّل تداعياتها.

الحرب على اليمن لا تستهدف مناطق سيطرة الجيش اليمني وقوى المقاومة اليمنية وحسب، فالجنوب الذي يعتبر في ضفة تحالف العدوان يشهد صراعات كبيرة واقتتال حادّ بين مجموعات كلّ واحدة منها تتبع لأحد أطراف تحالف العدوان، إضافة إلى ما يشهده الجنوب من تردّ مستفحل للأوضاع المعيشية والصحية. وهذا ما يؤكد بأنّ طبيعة الحرب على اليمن، إنما تستهدف اليمن موقعاً ودوراً وعموم اليمنيين.

إنّ احتدام القتال بين المجموعات المختلفة في جنوب اليمن، تغذيه دول العدوان، وهذه الدول مسؤولة أيضاً عن تفاقم الأوضاع المعيشية التي يواجهها اليمنيون في الجنوب، وقد يكون هذا هو السيناريو لإخضاع اليمن، من بوابة السيطرة المطلقة لقوى العدوان على مناطق الجنوب.

من الواضح أنّ السعودية أخفقت في قراءة واقع اليمن وقدرات اليمنيين التي تمكنهم من الصمود في مواجهة العدوان، وبالتالي فإنّ التقديرات الخاطئة التي وضعتها السعودية وحلفاؤها ستؤدّي حكماً إلى الحائط المسدود، لا بل ستؤدي إلى انهاك سعودي على المستويات الاقتصادية العسكرية والسياسية، وليس بإمكان أحد القول إنّ وضع السعودية مريح وهي التي تتجه تدريجياً إلى مربع الفشل.

إنّ أقصى ما يمكن أن يحققه تحالف العدوان من «أهداف» هو المزيد من الجرائم والمجازر التي ترتكب بحق اليمنيين لا سيما الأطفال منهم، ومزيداً من المعاناة الإنسانية نتيجة العدوان، حيث حذّر المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة روبرت كولفيل قبل أيام، من واقع خسارة المزيد من الأرواح بين اليمنيين، إذ قال: «لدينا مخاوف من خسارة أعداد كبيرة جداً من الأرواح، ليس بسبب «كوفيد-19» فقط بل وجراء الملاريا والكوليرا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض»، من دون أن يشير الى ما يسبّبه القصف السعودي من قتل للمدنيين الأبرياء. في حين أشارت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة، إلى أن نحو 75 بالمئة من البرامج التي تدعمها في اليمن ستتوقف في الأسابيع القليلة المقبلة إذا لم تتلق المزيد من التمويل مع انتشار الكوليرا وفيروس كورونا المستجدّ في البلد.

إذن الحرب على اليمن تتخذ أشكالاً متعدّدة، وإذا ما توقفت برامج الأمم المتحدة عن تقديم المساعدات الإنسانية والصحية لليمنيين، تكون الحرب قد اتخذت اتجاهات تقع تحت خانة الإبادة الجماعية. وهنا يبرز السؤال الكبير، فهل تنجح السعودية ودول تحالف العدوان بتعويض فشلهم عسكرياً في اليمن، بتكبير حجم التحديات الإنسانية على الشعب اليمني؟

إنه سؤال برسم المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي برمّته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى