ثقافة وفنون

الفنان محمد رستم… يحوّل الفراغ كتلة فنية مليئة ‏بالتفاصيل والنقوش ‏

مها الأطرش
محمد رستم نحات سوري مغترب نحت في الصخر انتماءه عبر أعمال فنية جسّدت موهبته الفطرية وعكست حضارة وطنه.‏
محمد المقيم بين لبنان وغينيا مزج بأعماله الفنية بين التجريد ونحت النصب بأسلوب الفنّ العمراني بدقّة متناهية وطريقة فريدة حيث نفذ بداية الحرب على سورية ‏منحوتة الليرة السورية واللبنانية من الحجر الصخري والموضوعة في إحدى ساحات مدينة صور اللبنانية وهي بطول 3 أمتار و85 سم بارتفاع مترين و80 سم وزنها ‏بحدود 12 طناً واستغرق إنجازها 6 أشهر.‏
وعن فكرة هذا العمل أوضح رستم أنه عبارة عن منحوتة صخرية تمثل ورقة الليرة السورية القديمة من جانب والليرة اللبنانية من الجانب الآخر وفي ذلك دلالة على ‏علاقة البلدين التاريخية وتقاربهما الاقتصادي والاجتماعي، مؤكداً أن الحرب على سورية والتي أخذت طابعاً اقتصادياً لن تنال من قدسية بلادنا بحضارتها وتاريخها ‏وسيقاومها السوريون بالفكر والعلم والفنّ.‏
وعن موهبته بيّن رستم أنها ظهرت منذ الصغر وعمل على تنميتها وتطويرها لأنه يعتبرها الطريق لترجمة مشاعره وأفكاره.‏
يخوض رستم رحلة تحدٍّ مع قسوة الصخور حيث يتميز بقدرته على تنفيذ التصاميم النحتية العمرانية ويسعى إلى دخول موسوعة «غينيس» من خلال أعمال يجتهد أن ‏تكون الأكبر والأفضل منها المسبحة العملاقة التي تجسّد فكرة التآخي والعيش المشترك بين الأديان على الأرض وهي بطول 12 متراً ويزيّنها رمز الصليب والهلال وكل ‏حبة حجرية منها بحدود 30 إلى 45 سم وهي موضوعة حالياً على الكورنيش البحري الجنوبي لمدينة صور إضافة إلى منحوتات فنية وأعمال هندسية معمارية في لبنان ‏تظهر بصمة الفنان السوري.‏
ويطمح رستم إلى تنفيذ منحوتة تمثل (قوس النصر) تكون معلماً تشتهر به سورية يرمز لصمودها وبطولات أبنائها في مواجهة ما تعرّضت له بلادهم من حروب.‏
وعبر تجربته الطويلة حوّل رستم الفراغ إلى كتلة مليئة بالتفاصيل والنقوش الفنية واتخذ في أعماله الوطن والإنسان رسالة فنية يبني عليها إلهامه وإبداعه بشيء من ‏الحاضر وآخر من الماضي.‏
ويرى رستم أن كل مغترب يحمل هويته ويعكس حضارة ويمثل ثقافة بلده أينما كان لافتاً إلى أنه سيكون في سورية قريباً لتنفيذ أكبر لوحة شطرنج في العالم داعياً ‏السوريين في المغترب إلى العودة للوطن الأم والمساهمة بإعادة إعماره.‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى